إغلاق مطار معيتيقة بعد اشتباكات على وقع تصاعد الأزمة السياسية

  • 2/10/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس - اندلعت اشتباكات بين عدد من الميليشيات الليبية في محيط مطار معيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس، ما أدى إلى إغلاقه وتحويل الرحلات إلى مطار مصراتة الدولي، في خضم تصاعد التوتر في المدن الغربية بسبب خلافات سياسية بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بشأن الانتخابات والقاعدة الدستورية وما يتداول حول الوصول إلى تفاهمات ضمن اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5، بشأن إقرار آلية لانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، التي دمرها عقد من الحروب. وأكد تلفزيون المسار الليبي إغلاق مطار معيتيقة الذي مثل فتحه بعد الحرب المدمرة التي شهدتها العاصمة قبل سنوات، بداية لانفراج الأزمة وبداية دخول البلاد في مسار سياسي ينهي الصراع المسلح. وأعلن مطار مصراتة الدولي في تدوينة عبر صفحته الرسمية على فيسبوك الخميس وصول بعض الرحلات إلى المطار بعد إغلاق مطار معيتيقة، فيما أكدت مصادر محلية في طرابلس أن الاشتباكات اندلعت في منطقة تاجوراء التي تعتبر منطقة تماس بين عدد الميليشيات والفصائل التي تتصارع على النفوذ، وتمثل أذرعا عسكرية لعدد من الشخصيات السياسية المتنافسة والباحثة عن السلطة. وتأتي هذه الاشتباكات بعد أقل من يومين على إقرار مجلس النواب الليبي تعديلا على "الإعلان الدستوري" لإجراء الانتخابات عبره في خطوة منفردة، في ظل خلافات مع المجلس الأعلى للدولة بشأن التوافق على قاعدة دستورية تقود إلى هذا الاستحقاق. ويحدد التعديل مكونات السلطة التشريعية واختصاصاتها وعدد أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، وكذلك تحديد سلطات رئيس الدولة ورئيس الوزراء، في محاولة للضغط على المجلس الأعلى للدولة لتجاوز حالة الجمود والدفع نحو الانتخابات والمضي في مسار جديد. كما تأتي هذه الاشتباكات بعد تصريحات تصعيدية أطلقها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة الخميس بشأن إجراء الانتخابات، قائلا إن "ما يعطلها هو عدم وجود قانون عادل لتنظيمها ينبثق على أساس دستوري عادل للجميع"، وهو خطاب موجه بالأساس لمجلس النواب أبرز داعمي الحكومة الموازية بقيادة فتحي باشاغا، وذلك بعد تعديله المنفرد لبعض بنود الإعلان الدستوري. ويمثل "الإعلان الدستوري" دستورا مؤقتا وضع بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي (1969 - 2011). وشهدت طرابلس قبل أشهر اشتباكات عنيفة بين ميليشيات بعضها موال للدبيبة وأخرى لباشاغا بعد محاولة الأخير دخول العاصمة، وهو ما اعتبره الدبيبة محاولة للانقلاب على الحكومة الشرعية. وتشهد العاصمة توترا بعد توصل اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 خلال اجتماعات في القاهرة الثلاثاء، بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي وممثلين عن دول الجوار السودان وتشاد والنيجر، إلى إقرار آلية خاصة لانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة. ومن شأن التوصل إلى هذه الآلية توحيد المؤسسة العسكرية باعتباره خطوة رئيسية لتوحيد ليبيا ودعم استقرارها، وهو ما ترفضه دول تمتلك قوات على الأرض ومصالح عديدة على غرار تركيا، وتسعى للحفاظ عليها عبر الدفع نحو إبقاء حالة التوتر والصراع. ويلاحظ أن بعض الميليشيات والقوى السياسية تسعى لتأجيج التوتر والتصعيد كلما تمت إزالة بعض العراقيل والمشاكل بهدف التوصل إلى حلول تنهي الأزمة وتتجاوز الجمود السياسي.

مشاركة :