«تفجير الأحساء».. ليست مسألة سنة أو شيعة

  • 1/31/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حي محاسن في الأحساء هو أحد الأحياء الجديدة التابعة لمدينة المبرز وقد قامت شركة ارامكو السعودية بتطويره وببنائه. وأجمل ما فيه نسيجه الاجتماعي الذي هو سمة منطقة الأحساء. ورغم بعده النسبي عن ضجيج المدينة إلا أن الحي وما به من مقومات أصبح وكأنه مدينة. وفي يوم الجمعة الماضية أصبح هذا الحي يتصدر وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية؛ بسبب قيام شرذمة منبوذة بالتخطيط وتنفيذ عمل إجرامي إرهابي جبان. وحتى كتابة هذه السطور فقد استشهد في هذه العملية الإرهابية أربعة من المواطنين وجرح حوالي 20 مواطنا ممن كانوا آمنين في دار عبادة في بلد هو مهبط الوحي. ولكن لماذا المسجد ولماذا الأحساء؟ قبل عدة اسابيع أعلن المارق الإرهابي المدعو أيمن الظواهري عن تحريضه الصريح ضد المملكة ويهدد ويحث على زعزعة أمن المملكة. وحيث إنه يعرف تمام المعرفة هو وغيره أن تراب المملكة عصي عليه، فلهذا يقوم من تم تجنيدهم من أبناء الوطن وغيرهم بضرب أهداف معينة والتي أكثرها هي المساجد؛ لأن من يذهب إلى المسجد هو الأكثر اطمئنانا؛ لأنه ذاهب للصلاة ولا يتصور أن يقوم من يدعي بأنه مسلم بالاعتداء على مصلين في بيت من بيوت الله. فلهذا من الواضح أن الهدف ليس مسألة سني أو شيعي، بل هدف هؤلاء الجبناء هو أمن الدولة وزعزعة استقرارها. ولعلم القارئ، هنا يأتي دور المواطن السعودي ويأتي أيضا دور المقيم الذي ينعم بخيرات هذا البلد. ورغم اننا نعلم ما يحمله المواطن من صدق ولاء لهذا الوطن وولاة أمره، إلا أن الأمر الآن تغير وزاد أهمية فيما يخص معنى المواطنة وتجنب التأجيج أو التأليب سواء بقصد او من غير قصد. فمحيطنا مليء بدول يزداد فيها عدم الاستقرار ويعشعش وينمو فيها الإرهاب الذي لا يهدد المملكة، بل يهدد العالم. نحن في وقت يجب فيه تجنب نقل الإشاعة أو إثارة النعرة الطائفية أو الانجرار خلف أعداء هذا الوطن ممن يدس السم في العسل وبالطبع لا ننسى من يتحدث لعموم الناس بأسلوب تحريضي يقع فيه صغار الشباب دون دراية بما يدور في أرض الواقع. ولهذا فالتفجير الإرهابي في الاحساء يريد أن يوسع الهوة بين المواطنين ويفقد الثقة في نفوس الكثيرين، ولهذا السبب فأمن هذا الوطن هو مسؤولية الجميع، ويعلم الكل أن الدولة ممثلة بوزارة الداخلية ومنسوبيها قد أدوا واجبهم على أكمل وجه وضحوا بدمائهم من اجل حماية هذا الوطن، ولكن هناك ادوار يجب على الكثير من المؤسسات الرسمية أن تلعبها وأن تقوم بدورها في القضاء على سرطان الإرهاب، سواء أكانت هذه المؤسسة جامعة أو دائرة حكومية يعشعش فيها بعض من يتحدثون ويلمزون بكلمات هي في الحقيقة مرآة عاكسة لتعاطف واضح مع هؤلاء الإرهابيين. ولهذا من الضروري محاسبة كل من يحرض أو يتعاطف مع هؤلاء القتلة المجرمين.

مشاركة :