أجريت الوساطة، بشأن أكثر من ست عمليات وقف لإطلاق نار، وتهاوت قبل أن تتمكن قوات المعارضة، أخيراً، من الرجوع إلى العاصمة جوبا كونه جزءاً من صفقة لإنهاء الحرب الأهلية الدموية، التي استمرت عامين في جنوب السودان. ولم تتوصل أي من المفاوضات السابقة إلى إحراز هذا التقدم، ولكن في أواخر العام الماضي، ومع نزوح أكثر من مليوني شخص، وقتل آلاف المجهولين، وحدوث عدد لا يحصى من عمليات الاغتصاب، وسط كل هذا عاد زعيم المتمردين، ونائب الرئيس السابق رياك ماشار إلى جوبا، لتنفيذ خطة مع الحكومة الحالية، للتشارك في الوزارات في حكومة الوحدة المقترحة. وبدت الأمور بالتحسن، أخيراً، ولكن فقط عندما بدا أن من المستحيل تخيل نهاية لكل هذه المعاناة، أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت أنه سينفذ خطة، يقول خبراء، إنها قد ترجع البلاد مجدداً إلى الحرب الأهلية، حتى قبل أن تطبق اتفاقية السلام الأخيرة. وبالقول، إن الولايات العشر الموجودة في جنوب السودان فاشلة أعلن كير أنه سيستبدلها لتحل محلها ثمان وعشرون ولاية جديدة، وعين ثمانية وعشرين حاكماً لها، كلهم تقريباً موالون له. تقسيم جنوب السودان تقسيم ولايات جنوب السودان اعتبر لعبة قوية في يد سلفا كير، الذي وضع للتو حدوداً لضمان سلامة الأغلبية القوية من قبائل الدنكا الموجودة في المناطق الاستراتيجية. وهذا أيضاً عرض اتفاقية السلام التي توصل إليها مع متمردي ماشار في أغسطس الماضي إلى الخطر، وهي اتفاقية دعت إلى حكومة وحدة وطنية انتقالية، تستند إلى الولايات العشر. خطر تجدد يعد أعظم ما يكون وسط بلاد الشلك، التي تعتبر ثالث أكبر مجموعة عرقية جنوب السودان في الولاية الغنية بالنفط، أعالي النيل. وتدين المجموعة بالولاء لقادتها ولأرضها على حساب أي كيان سياسي عسكري. وشكلت الحرب الأهلية توازناً دقيقاً بالنسبة إلى الشلك. ولأكثر من عام تحالفت القوة الرئيسة المقاتلة التابعة للمجموعة والمعروفة باسم أغوالك مع الحكومة. وعلى الرغم من افتقار المجموعة إلى التدريب العسكري الرسمي على غرار كثير من المليشيات المتمردة في جنوب السودان، فإن قوات أغوالك مسلحة بشكل جيد للدفاع عن الأراضي التي يدعون امتلاكها. وتمكنت قوة الشلك، التي زودتها الحكومة بالسلاح في وقت مبكر من التصدي لثلاث مراكب تابعة للأمم المتحدة على نهر النيل، وأسرت بعض الأفراد التابعين لقوات حفظ السلام، واستولت على كمية من النفط. ومنذ ذلك الحين أطلق سراح حماة السلام، ولكن ظل النفط مع قوات أغوالك. تهديد الاستقرار وفي حال لم تتم الاستجابة لطلبات مجموعة الشلك، فإن الجيش قد يواصل تهديد استقرار المناطق الواقعة شمال شرقي البلاد وجميع حقول النفط الموجودة هناك، في اعتراض ضمني على هذا اتفاق السلام. أغوالك ليست المجموعة الوحيدة، التي يمكنها قلب محاولة جنوب السودان من أجل السلام. وفي أوائل يناير، وضع الشباب المسلحون خطة الولايات الثماني والعشرين، التي تقوض حتى الآن احتمالات السلام. حياة أشار محللون إلى أنه عندما غير جيش أغوالك من توجهاته، قطعت مساعدات الإغاثة مدة وصلت إلى أكثر من خمسة أشهر، بينما تصاعد القتال. التسوية الآن في يد الجيش الشعبي. وهدأ القتال، وبدأت منظمات الإغاثة بالعودة، وبات من الممكن الحصول على الغذاء. وأعيد فتح المدارس الأربع، التي أغلقت خلال الحرب.
مشاركة :