مليارا دولار تكلفة إعادة الحياة إلى المناطق المحررة من «داعش» في العراق

  • 1/31/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بعد الدمار الذي طالها على يد تنظيم داعش خلال سيطرته عليها لا تزال المناطق المحررة في العراق تنتظر أموالا كبيرة لإعادة الحياة إليها، بينما كشف صندوق إعمار هذه المناطق أنها بحاجة إلى نحو تريليوني دينار عراقي (نحو ملياري دولار) لهذا الغرض. وقال رئيس صندوق إعمار المناطق المتضررة من الإرهاب في العراق، عبد الباسط تركي، لـ«الشرق الأوسط»: «مهمة الصندوق هي ذات شقين الأول هو تحديد الأضرار والاحتياجات بشكل دقيق وفق الأولويات، والثاني هو توفير الأموال اللازمة من الجهات الدولية والمانحة، خاصة في ظل الأزمة المالية الحالية التي لا تتيح هامشا كافيا للحكومة الاتحادية للمناورة من أجل تأمين الموارد». وتابع «حجم الأضرار التي لحقت بهذه المناطق كبير جدا وحتى لو كان سعر النفط مرتفعا كما كان أي يتجاوز المائة دولار للبرميل، فلا توجد هنالك موازنة قادرة على مواجهة هذه المشكلات خلال فترة قصيرة». ومضى قائلا: «الخطوة الرئيسية تتمثل في محاولة إعادة البناء ومن ثم دفع الجميع للمساهمة في العملية»، مشيرا إلى أن «هذه المناطق بحاجة إلى تريليوني دينار عراقي لإعادة الحياة لها، أما إعادة بنائها فتحتاج أكثر من ذلك». محافظة نينوى هي واحدة من المحافظات الرئيسية في العراق التي احتلها «داعش» في صيف 2014، وتمكنت قوات البيشمركة من تحرير 40 في المائة من مساحتها، لكن المدن المحررة منها ورغم مضي أشهر على تحريرها لا تزال تعاني من نقص حاد في الخدمات الرئيسية، فيما ألحقت العبوات الناسفة التي زرعها «داعش» دمارا شاملا ببنيتها التحتية، الأمر الذي حال دون عودة سكان غالبية هذه المدن إليها حتى الآن. في هذا السياق، بين رئيس مجلس محافظة نينوى، بشار كيكي، لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة الاتحادية «لم تخصص حتى الآن أي مبالغ لإعادة إعمار المناطق المحررة، ونحن بحاجة إلى دعم دولي ودعم من الحكومة الاتحادية، ونفكر جديا في تفعيل قرار مجلس المحافظة الخاص بإنشاء صندوق إعمار نينوى لإعمار المناطق المحررة أولا والموصل لاحقا بعد تحريرها»، مشيرا إلى أن «بعض المناطق تعاني من تدمير وخراب في البنية التحتية في كل المجالات». وعبر كيكي عن شكره لحكومة إقليم كردستان على تقديمها الخدمات لسكان المناطق المحررة، وأضاف «حكومة الإقليم، وبالتنسيق مع مجلس محافظة نينوى ومحافظة نينوى، تقدم الدعم من خلال توفير ما يمكن توفيره من خدمات لأهالي هذه المناطق، وبالتالي إعادة النازحين الموجودين في الإقليم إلى مناطقهم التي حررتها قوات البيشمركة من (داعش)». وعما إذا كانت هناك آلية لإعادة نازحي المناطق المحررة، بين كيكي أن «هناك مبادرات فردية، مثل (مجمع خان سور) في قضاء سنجار عادت إليه مائتا عائلة، وكذلك عاد نحو 4000 نازح إيزيدي إلى مناطقهم المحررة». وأضاف «أما بالنسبة لناحية زمار فعاد إليها جميع سكانها وكذلك الحال بالنسبة لناحية وانة، وهناك عودة مستمرة للمواطنين إلى منطقة ربيعة»، مؤكدا أن الوضع الأمني في هذه المناطق «مستتب ولا مخاوف من عودة (داعش) إليها، لأن التنظيم في تراجع مستمر، وقوات البيشمركة تحمي هذه المناطق». بدوره، كشف عضو مجلس محافظة نينوى، علي خضير، أن المحافظة «لم تتلق حتى الآن أي مبلغ من موازنة تنمية الأقاليم المقررة لعام 2015 والتي كانت غالبيتها مخصصة لغرض تأمين منافذ آمنة لخروج المدنيين أثناء بدء العمليات العسكرية وكذلك إعمار المناطق المحررة». وأضاف «كانت هذه الموازنة تضمن توفير 33 ألف خيمة و3000 كرفان وسبع مستشفيات ميدانية ترافق سير العمليات وجسور متحركة في حال تفجير الجسور من قبل (داعش)، والحكومة الاتحادية لم توفر أصلا هذه الاحتياجات ولن تستطيع توفير موازنة للمحافظة، وأنا أعتبر سياسة بغداد هذه ضد المحافظة».

مشاركة :