عيون وآذان (في الطريق الى عالم من النباتيين)

  • 1/31/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

أذكر أن جيم فيكس، الرجل الذي اخترع رياضة الركض لتخفيف الوزن في الولايات المتحدة، مات وهو يركض وعمره 52 سنة. أذكر أيضاً، أن الحكومة البريطانية في بيان رسمي السنة الماضية، قالت أن العدو لا يخفض الوزن، وأن الذي يريد أن يخفض وزنه عليه أن يغلق فمه، أي يقلّل مما يأكل. بما أنني نذرت نفسي لخدمة القارئ، فأنا أقدم اليوم إحصاءات عن السمنة والأمراض التي تتسبّب بها، وقبل أن يهرب القارئ أقول له إنني وقعت على إحصاءات متضاربة عن سنة 2015، إلا أنها جميعاً تصب في حقيقة أن غالبية العرب من سمناء العالم. وفق مجلة «فوربس» وإحصاءاتها، المملكة العربية السعودية أولى في السمنة بنسبة 71 في المئة، ثم الولايات المتحدة 66، وتركيا 65، وأستراليا 62، وبريطانيا 62، وإسبانيا 58، وألمانيا 57، وروسيا 57، والبرازيل 56، وإيطاليا 50، وفرنسا 49، والصين 28، واليابان 23، والهند 20. الأرقام السابقة كلها نِسَب مئوية، لكن عندي غيرها من جهات طبية أوروبية تقول أن أعلى نسبة سمنة هي على التوالي في ساموا الأميركية 74.6 في المئة، ثم نارو 71.1، وجزر كوك 63.4، وتوكيلاو 63.4، وتونغا 57.6، وساموا 54.1، وبالوا 48.9، وكريباتي 46 في المئة، وجزر مارشال 54.4 في المئة، والكويت 42 في المئة وهذا المركز العاشر. ربما كانت الأرقام في الفقرة السابقة لا تناقض كثيراً الأرقام في الفقرة التي سبقتها حيث التركيز على الدول الكبيرة، وليس على كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعددها 193. الشعر العربي، خصوصاً قديمه، يفضل السمينات، وقد سبق أن نشرت بعضاً منه فلا أعود. ما أقول اليوم هو إن الشاعر العربي القديم لم يكن يعرف عن الأمراض التي تسببها السمنة، وهي على التوالي: السكري ثم ألم المفاصل، وضغط الدم العالي، وارتفاع الكولسترول، والسرطان، والإحباط (السويداء)، ومشاكل المرارة، وصعوبة التنفس، وأمراض الشرايين. عندما ننظر إلى أرقام السمنة الزائدة في كل بلد، نجد أن في الولايات المتحدة 92 مليوناً، وفي الصين 84 مليوناً، وفي المكسيك 29 مليوناً، وفي بريطانيا 14 مليوناً، وفي ألمانيا عشرة ملايين، وفي إسبانيا ستة ملايين، وفي كندا 4.6 مليون، وفي اليابان أربعة ملايين وهكذا... السمنة ليست الخصم الوحيد لصحة الإنسان، فهناك السكر والملح والشحم في مختلف أنواع الطعام. حتى أن البطاطا، إن كان لنا أن نصدق أطباء أميركيين، قد تسبّب السكري للحوامل. السكر «قضية» في بريطانيا منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عندما صدر تقرير رسمي عن الصحة العامة في بريطانيا اقترح فرض ضريبة إضافية على السكر بين عشرة في المئة و20 في المئة لخفض الاستهلاك. وعندما سُئِل رئيس الوزراء ديفيد كامرون عن الموضوع، قال أن حكومته لا تحبّذ زيادة الضرائب على أي شيء، إلا أنه لم يستبعد زيادتها على السكر. الآن، هناك حملة على شركات المرطبات للتقليل من استعمال السكر. الملح متّهم قديم، والناس في كل بلد يُقبِلون عليه، مع أن الثابت طبياً أنه يرفع ضغط الدم، ما يؤدي إلى أمراض القلب والجلطة. أما الشحم فهو من مسببات السمنة. آخر ما طلعت به الهيئات الصحية في الغرب، أن الإقلال من شرب الخمر لا يمنع الإصابة بالأمراض. حسناً، أنا والقارئ لا نعاقر الخمر، لكن يهمنا ألا نمرض أو نرى في الأسرة مَنْ ينافس «رفيعة هانم» في السمنة، لذلك سجلت كل ما يقول الأطباء أنه يؤذي الصحة. إذا اتبعنا نصح الأطباء، لا يبقى لنا سوى أن نصبح نباتيين، قبل أن يحظروا البطيخ والخس والخيار.

مشاركة :