عباس: لن نعود للمفاوضات من أجل المفاوضات

  • 1/31/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الضفة الغربية رويترز أبدت رام الله ارتياحها لإعلان باريس استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا فشلت الجهود الفرنسية في إنهاء جمود مسار السلام، في وقتٍ أطلقت قوات الاحتلال النار في اتجاه مجموعة من المزارعين شرقي خان يونس وصادرت شاحنات ومعدات ثقيلة في الأغوار الشمالية. وعبَّر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن ترحيبه بالمبادرة الفرنسية، لافتاً إلى جهود عربية وأوروبية تدعم هذا التوجه. وأكد، في كلمة له أمس أمام قمة الاتحاد الإفريقي الـ 26 المنعقدة في أديس أبابا، عدم توفُّر إمكانية للقبول بالوضع القائم «فلن نرضى باستمرار الاحتلال والاستيطان، وبمواصلة سرقة مواردنا ومصادرنا الطبيعية وحرماننا من استغلال أراضينا والاستثمار فيها». لكنه شدد «لن نعود للمفاوضات من أجل المفاوضات، ولن نبقى وحدنا نطبق الاتفاقات الموقَّعة، ولن نقبل أبداً بالحلول الانتقالية أو المؤقتة»، مُجدِّداً دعوته المجتمع الدولي إلى العمل على إنهاء الاحتلال و«توفير حماية دولية لشعبنا» عبر قرار ملزِم من مجلس الأمن ضمن سقف زمني واضح «يضمن لشعبنا نيل حقوقه العادلة والمشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية». ودعا عباس القمة الإفريقية إلى الدفع في اتجاه عقد مؤتمر دولي «لتطبيق مبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، وإنشاء آلية جديدة ومجموعة عمل دولية على غرار المجموعات التي تعمل لحل أزمات المنطقة مثل (5+1) وغيرها». وربط بين تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط و»انتهاء الاحتلال والاستيطان»، مبيِّناً «نحن باقون هنا على أرضنا وفي وطننا الذي عمَّرناه وبنينا عليه هويتنا التاريخية والحضارية ومساهماتنا الإنسانية منذ آلاف السنين، ولن نرضى عنه بديلاً». وعلى مستوى المصالحة بين حركتي «فتح» وحماس»؛ أشار عباس إلى استمرار جهوده في إقامة حكومة وحدة وطنية والذهاب نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية. وكشف في شأنٍ آخر عن توجيهه الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي «بيكا» بالتواصل الفوري مع دول الاتحاد الإفريقي لإرساء أسس تعاون مشترك، مبدياً ارتياحه للاهتمام الإفريقي بالقضية الفلسطينية. ووفقاً له؛ فإن بلاده تدعم مطالب إفريقيا في إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بحيث يكون لها مقعدٌ دائمٌ في المجلس. إلى ذلك؛ اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي أمس، لوران فابيوس، الأول أتت في الوقت المناسب. وكان فابيوس قال إن بلاده تستعد للاعتراف بالدولة الفلسطينية «إذا فشلت جهودنا التي نزمع القيام بها خلال الأسابيع المقبلة في إحياء مسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وربط كبير المفاوضين بين إنهاء الاحتلال والحرب الإقليمية على الإرهاب. ولاحظ، في تصريحات من مكتبه في أريحا في الضفة الغربية، أن «منطقتنا تمرُّ بواحدةٍ من أكثر الفترات حرجاً في تاريخها، لذا نؤمن بضرورة نجاح الحرب ضد الإرهاب وأن تكون لها الغلبة». وتدارك «لكن لا يمكن أن نضمن ذلك بدون توازن وهو إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». وانهارت في إبريل 2014 محاولاتٌ قادتها الولايات المتحدة للتوسط في محادثات سلامٍ بخصوص حل الدولتين. وبعدها؛ لم تُبذَل أي جهودٍ حقيقيةٍ لاستئناف التفاوض. وحذر فابيوس مراراً من السماح باستمرار الوضع القائم «الذي يهدد بالقضاء على حل الدولتين ويصبُّ في مصلحة تنظيم داعش الإرهابي». والعام الماضي؛ فشلت محاولات لدفع الولايات المتحدة إلى استصدار قرار من مجلس الأمن بوضع معايير للمحادثات وتحديد موعد نهائي للوصول إلى اتفاق. ورأى عريقات أنه «آن الأوان لبذل مساعي جديدة». وشرَح «أعتقد أن ثمَّة حاجةٍ إلى إطارٍ جديد وجدول أعمالٍ جديد ومشاركةٍ جديدة في عملية السلام»، متحدثاً عن مشاورات بدأها الفرنسيون مع أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا والدول العربية إضافةً إلى طرفي التفاوض. وبالنسبة له؛ فإن «دعوة السيد فابيوس إدراكٌ لأن هذه الحكومة الإسرائيلية حكومة مستوطنين، من المستوطنين وإليهم، ولا تفعل شيئاً سوى تقويض حل دولتين ومحاولة الإبقاء على الوضع القائم المتمثل في دولة عنصرية واحدة بنظامين ما يزيد من التعقيدات والتطرف في هذه المنطقة». وسبق لفابيوس الدعوة إلى تشكيل مجموعة عمل دولية تضم دولاً عربية والاتحاد الأوروبي وأعضاء مجلس الأمن «لتعمل بشكل أساسي على إجبار الطرفين على تقديم تنازلات». وذكر أن باريس ستبدأ الإعداد «خلال أسابيع» لمؤتمر دولي لجمع الأطراف والشركاء الأساسيين الأمريكيين والأوروبيين والعرب. ميدانياً؛ أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة عند الحدود الشرقية لمدينة خان يونس التابعة لقطاع غزة النار صباح أمس في اتجاه مجموعة من المزارعين ورعاة الأغنام الموجودين في أرض زراعية القريبة، دون وقوع إصابات. وأفاد شهود عيان بأن القوات أجبرت المزارعين على مغادرة مواقعهم، فيما تحدث رئيس مجلس وادي المالح، عارف دراغمة، عن مصادرة الاحتلال مساء أمس الأول شاحنات ومعدات ثقيلة في خربة الدير في الأغوار الشمالية شرقي طوباس التابعة للضفة الغربية. وأبلغ دراغمة وسائل إعلام بأن «القوات استولت على شاحنات ومعدات تعمل على تأهيل طريق زراعي للمواطنين في المنطقة». وهدم الجنود الإسرائيليون عشرات الدونمات في المنطقة خلال تدريبات عسكرية أخيرة، وأُتلِفَت الطرقات الزراعية في منطقة الرأس الأحمر في عاطوف.

مشاركة :