قبل 43 عاما تقريبا كنت طالبا بالمرحلة الثانوية بمعهد بيشة العلمي ، وكنت يومها رئيسا لجمعيتي “النشاط” و “الاذاعة والصحافة” وأمين عام “صندوق المعهد” ولثقة مدراء المعهد والمعلمين بي أعطيت صلاحيات البحث عن مناشط خارج المعهد ، سيما وأن المعهد ابدع في النشاط الإذاعي والمسرحي والصحفي والرحلات ، فكانت أول فكرة خطرت ببالنا كفريق وعملنا على تحقيقها بفضل الله ثم دعم ومساندة الادارات المتعاقبة تأسيس فريق لكرة القدم خصوصا وأن المعهد ينتسب اليه ، بعضا من لاعبي نادي النخيل ببيشة ، و أذكر منهم المربي الفاضل سعد حامد البيشي رحمه الله ، والاستاذ محمد العبيدي وعلي عسيري وكان هنالك طلاب مميزون في لعبة كرة القدم اذكر منهم بن سعدان والأخوين آل مسعود وسعيد معيض وسلمان الجريه وأخرين لا أستذكرهم الآن ، وبلغ بنا التحدي إلى أن نقابل فريق نادي النخيل في سنة ونصف السنة أكثر من خمسة لقاءات كانت النتائج فيها متأرجحة بين الفريقين ، وكنا في المعهد نستفيد من ذلك كنشاط وتفاعل مجتمعي ، والنخيل يستفيد منه كإحتكاك وتجارب إستعدادات للقاءات الرسمية التي كان يخوضها آنذاك ، امام اندية التهامي من جازان والوديعة من ابها واحيانا مع نادي وج من الطائف ، وحينما رأينا ان الفريق يشكل مجموعة متجانسة وقادرة على تمثيل بيشة خير تمثيل بجوار نادي النخيل ، رأينا أن نؤسس ناديا منافسا وداعما في ذات الوقت لنادي النخيل ، وشجعنا على ذلك أنني متعاون مع نادي النخيل بل مشارك في مناشطه الثقافية ومطلع على اللوائح التي تؤسس لمثل ذلك ، فاستشرت العديد من الزملاء ومحبي الرياضة ، وفي مقدمتهم عميد الرياضيين في بيشة آنذاك العم ( محمد العسيري ) كرياضي والاستاذ / محمد بن زهيان / كثقافي والعم / عبدالعزيز الصفار كناشط مجتمعي يومها والذين دعموا رحمهم الله الفكرة بحماس ، وبالفعل تم استئجار المبنى في حي (نمران) لنبتعد عن مانع المدينة الواحدة ومدى استيعابها حسب النظام واستشهدنا بأنهما حيين منفصلين بوجود قسم شرطة في كل حي ، وتم جلب بعض الاثاث الرياضي والمكتبي من جدة بمساعدات مالية من بعض اعيان وتجار بيشة والمهتمين بالشأن الرياضي والثقافي والاجتماعي ، وخلال ثلاثة اشهر كان النادي قائما وممثلا برئيس ونائب رئيس وكان الرئيس الاستاذ / سعيد الغرير ( المطوع ) ونائبه المربي الفاضل والمحامي حاليا / علي عبدالله المشوي ، وتم التدريب الفعلي اليومي للاعبي النادي بشمال مقبرة نمران وتم اختيار الملعب ليكون متوسطا بين نمران والروشن وتم مخاطبة الرئاسة بذلك وكان في اوائل عام 1395هـ وتم تسميته بـ (نادي الفيصل) الرياضي الثقافي الاجتماعي ، وذلك تيمنا بمواقف ومنجزات الملك فيصل رحمه الله في مجال التضامن الإسلامي والمنجزات المحلية والدولية وموقفه الحازم في حرب ( رمضان 1393هـ ) بين العرب واسرائيل حينما اوقف تصدير البترول عن الدول الداعمة لإسرائيل في عدوانها، وقد اسهمت يومها صحيفة عكاظ التي كانت حديثة عهد ببيشة حيث افتتحت مكتبا لها يديره إعلامي قدير من مصر الشقيقة اسمه فيما اعتقد (محمد محمود) او شيئا من ذلك ، وكانت تنشر اخبارا متواصلة عن التأسيس والتمارين وما يستجد ، وكان من بين التعليمات عند التأسيس ، أن يقوم النادي بمناشطه وفق الجهود الذاتية لمدة سنتين ، وبينما نحن نسعى جادين لخوض المباريات الخارجية وإثبات الوجود ، تفاجأنا بخطاب رسمي من رعاية الشباب في أبها ، معطوفا على خطاب رسمي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ، مذيل بتوقيع صاحب السمو الملكي / فيصل بن فهد رحمه الله رحمة الابرار، محتواه عدم السماح بتأسيس نادي آخر لكون بيشة يومها لاتستوعب أكثر من ناد واحد هو (نادي النخيل ) مع التأكيد على ضرورة تسليم الاثاث ومحتويات النادي لنادي النخيل وعندها توقفت المسيرة ، رغم انه بعد 7 اعوام وبعد انتقالي الى جدة أعيدت المحاولة من قبل أبناء بيشة لكنه بعد سنتين لم يوافق على ذلك وتم طي ملف التأسيس نهائيا. استعدت ذلك وانا اشاهد هذا الأسبوع فريق نادي ضمك بخميس مشيط يصعد لدور الـ16 بكأس خادم الحرمين الشريفين ونادي ضمك سبق ان شارك في الدور المشترك في بداياته وكذلك كل من التهامي بجازان والوديعه بأبها ( ابها حاليا ) وصلا إلى دوري الدرجة الاولى والممتاز ، وبقي نادي النخيل بعيدا ، رغم تميزه بلاعبين مميزين ، استقطبتهم كل من اندية الاهلي والهلال والنصر والشباب والاتفاق وغيرها ، وكم اتمنى أن يأتي اليوم الذي ارى فيه نادي النخيل ينافس على المراكز الأولى في الدوري الممتاز ، دون أن نبحث عن شقيق مجاور يبث فيه بواعث الحماس وروح الفريق الواحد مع جزيل الشكر لك من تعاقب على إدارته أو شارك فيها على مدار أكثر من نصف قرن ، وكان لهم جهود يشار إليها ويشكرون عليها هذا وبالله التوفيق جدة ـ ص ب ـ 8894 تويتر ـ saleh1958