القاهرة - سامية سيد - ستعيد وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" البشر إلى سطح القمر في عام 2025، لكن بعثاتها المأهولة إلى الكوكب الأحمر لن تتم حتى عام 2030، وفي غضون ذلك، يعتقد رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك أنه يستطيع التغلب على وكالة ناسا بإرسال رحلات مأهولة إلى المريخ في النصف الثاني من هذا العقد، لكن تكمن المشكلة في أن الظروف على كوكب المريخ يمكن أن تلحق أضرارًا جسيمة بأجزاء متعددة من الجسم، مما يؤدي إلى تسريع المرض والموت، حتى مع ارتداء بدلة الفضاء. وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإن هذه المشكلات تشمل على الإشعاع المسبب للسرطان، وترقق العضلات وضعف العظام، هذا هو سبب كون التواجد على المريخ محفوفًا بالمخاطر. يتصف المريخ بغلاف جوي رقيق بشكل حوالي 0.6% من الغلاف الجوي للأرض، مما يعني أنه يتعرض باستمرار للإشعاع الكوني المجري المكثف والبروتونات الشمسية. وسيتعرض أي إنسان على سطحه لهذا المعدل الشديد من الإشعاع الضار، ويتعرض لخطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وتلف الدماغ و "التدهور المعرفي". تقدر ناسا أنه خلال رحلة مدتها ستة أشهر إلى المريخ، سيتعرض رائد الفضاء لـ 300 ملي سيفرت من الإشعاع، أي ما يعادل 24 عملية مسح ضوئي باستخدام CAT، وذلك قبل أن يصلوا إلى الكوكب. ولعل مناطق الجسم الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الطفرات الخلوية ستكون العيون والرئتين والأمعاء، وكذلك الثديين والرحم بالنسبة للنساء. ووجدت دراسة أجريت عام 2020 أن رواد الفضاء سيتعرضون للإشعاع بمعدل 2.6 مرة أعلى من تعرضهم على متن محطة الفضاء الدولية، مما يزيد من خطر إصابتهم بالسرطان والعقم. وأظهرت دراسات أخرى أن الإشعاع يضر بالدماغ أيضًا من خلال إضعاف قدرات التعلم والذاكرة، ويمكن أن يترك رواد الفضاء مرتبكين وغير قادرين على اتخاذ القرارات. وتلحق الأشعة الكونية، مثل ذرات الحديد والتيتانيوم، أضرارًا جسيمة بالخلايا التي تعبرها بسبب معدلات التأين العالية جدًا. تمثل الجاذبية الصغرى مشكلة خطيرة لرواد الفضاء أثناء رحلات الفضاء طويلة المدى، حيث إنها تقلل من كثافة العظام، وتزيد من خطر كسور العظام وتدهور أداء العضلات. يعني الافتقار إلى الجاذبية في الفضاء، أن العضلات بالكاد تحتاج إلى العمل وأن رواد الفضاء لديهم روتين تمرين قوي لمنعهم من فقدان كميات كبيرة من كتلة العضلات. كما أنه على الأرض، في كل مرة يجلس فيها شخص أو يقف، تسحب الجاذبية الدم إلى ساقيه، ويعمل القلب للحفاظ على تدفق الدم لأنه يقاوم جاذبية الأرض مما يساعده في الحفاظ على حجمه ووظيفته. سطح المريخ الصخري مغطى بالبراكين القديمة والأودية والحطام، مع وجود تأثيرات نيزكية منتظمة تشكل خطرًا مستمرًا على أي مستعمرين بشريين في المستقبل، وأي شخص يزور سيقضي كل وقته في موطن داخلي مغلق، أو داخل بدلة فضائية يتنفس الهواء المعاد تدويره إذا كان بالخارج. ولكن حتى عند القيام بذلك، سيواجهون خطر دخول غبار المريخ المنتشر وتلويث الممرات الهوائية، وعلاوة على ذلك، من المعروف أن البركلورات، وهي نوع من المركبات الكيميائية، تتجاوز المستويات السامة في غبار المريخ والتربة. قال كارل ك. وينتر، باحث السموم في جامعة كاليفورنيا في ديفيس في كاليفورنيا: "يُعتقد أن مادة البيركلورات لها آثارها السامة بجرعات عالية من خلال التدخل في امتصاص اليود في الغدة الدرقية". هذا التثبيط لامتصاص اليود يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في إفراز هرمونات الغدة الدرقية المسؤولة عن التحكم في النمو والتطور والتمثيل الغذائي. هناك مشكلة أخرى تتمثل في النقص المحتمل في الغذاء وسوء التغذية الناتج، فقد تكون وفرة ثاني أكسيد الكربون (CO2) مثالية لنمو النبات، إذا لم يكن هناك نقص ضوء الشمس والماء والإشعاع. وعلى الرغم من أن النظام الغذائي على كوكب المريخ لن يلبي احتياجات الجسم، إلا أن هناك دلائل واعدة على أن البشر يمكنهم على الأقل تناول ما يكفي من الطعام للبقاء على قيد الحياة.
مشاركة :