قالت الأخصائية النفسية الدكتورة جنى بورسلان، إنه رغم أن كثيرين قد يستطيعون تقدير المواقف ويكتسبون نضجًا عاطفيًا وابتعادًا عن صغائر الأمور، بل وامتنانًا بالحياة وتمسكًا بها، بعد تعرضهم لكارثة مثل كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا منذ عدة أيام، لكن الأغلب والأكثر يعانون من مشكلات نفسية على إثر تعرضهم لمثل هكذا صدمة. وأضافت "بورسلان" خلال استضافتها ببرنامج "إم بي سي في أسبوع" على شاشة "إم بي سي"، السبت، أن "البيت" لا يمثّل مبنى تدمر فقط لمن فقده، لكنه يمثل ذكرياته وإنسانيته ومشاعره وطفولته، ومن هنا قد يترك فقده وتدميره آثارًا جسدية على الإنسان، وليس فقط آثارًا نفسية وعاطفية، خصوصًا عندما يكون هذا البيت في مناطق تعاني أصلا من نزاعات، فضلًا عن الهزات الارتدادية التي تفاقم هذه الاضطرابات لدى الأشخاص. وذكرت الأخصائية أن آثار الزلزال النفسية وما يتبعها من نزوح وتفكك مجتمعي والتشرد والحيرة والتوتر والقلق والخوف الشديد ونوبات الهلع، كلها تعد جزءًا من الاضطرابات التي قد تصيب الشخص الذي يعيش صدمة الزلزال. وأوضحت أن أكثر الأشخاص هشاشة وتعرضًا لمثل هذه الاضطرابات التي تحدث عقب كارثة الزلزال، هم الأطفال والنساء وخصوصًا الحوامل منهن، ناصحة بالشد على أيدي الأطفال ومحاولة طمأنتهم، وفي الوقت نفسه التأكيد على أن الزلزال انتهى بكل تبعاته، وأن اليوم هو يوم جديد وآمن، كما نصحت بضرورة عدم بث طاقة سلبية في محيط الأسرة، وعدم التركيز على أخبار الكارثة ومتابعة الزلزال وصرخات المنكوبين على التلفاز والسوشيال ميديا، لما لذلك من آثار نفسية سلبية على الأطفال والنساء.
مشاركة :