فرق الإنقاذ تتشبث بـ«معجزة» العثور على أحياء في «كارثة العصر»

  • 2/12/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت فرق البحث والإنقاذ تمسكها بـ«الأمل الأخير» في العثور على أحياء تحت ركام أنقاض زلزالي كهرمان ماراش اللذين ضربا 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا، مع دخول اليوم السابع (اليوم الأحد)، بينما تبدلت الآمال بين المواطنين في العثور على ذويهم أحياء إلى استخراج جثثهم حتى يقوموا بدفنها، وبالكفاح من أجل مواصلة حياتهم في ظل ظروف قاسية فرضتها عليهم الكارثة. وبينما تواصل فرق البحث والإنقاذ محاولاتها ضد عقارب الساعة، وعلى الجانب الآخر تجري عمليات إزالة أنقاض المباني التي اكتملت أعمال البحث والإنقاذ فيها بعد انقطاع الأمل في العثور على أحياء، تلتهم الساعات ما تبقى من صبر لدى مئات الآلاف من الأشخاص الذين أصبحوا بلا مأوى، بسبب عدم قدرتهم على دخول منازلهم المهددة بالانهيار، جرّاء الهزات الأرضية التي تسببت في سقوط أكبر عدد من الضحايا في الولايات العشر: كهرمان ماراش، هاتاي، أديامان، أضنة، كيليس، عثمانية، مالاطيا، غازي عنتاب، شانلي أورفا وديار بكر. ونجحت فرق الإنقاذ في إخراج 5 أفراد من عائلة واحدة من تحت أنقاض منزلهم، بعد 129 ساعة من الزلزال المدمر؛ حيث تمكنت في بادئ الأمر من إخراج الأم وابنتها من تحت الأنقاض في بلدة «نور داغ» بولاية غازي عنتاب، ثم وصلوا بعد ذلك إلى الأب وابنته الأخرى وابنه. كما تم إنقاذ رضيع يبلغ من العمر شهرين من تحت الأنقاض في هاتاي بعد 128 ساعة من الزلزال، كما تمكن فريق إنقاذ سويسري من إنقاذ رضيعة تبلغ من العمر 6 أشهر ووالدتها من تحت الأنقاض في هاتاي أيضاً. وأصيب أحد رجال الإنقاذ أثناء عمله مع فريقه في أحد المباني في هاتاي؛ حيث سقط الحطام عليهم أثناء عملهم. - وعود إردوغان واعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الزلزال الذي ضرب المناطق الجنوبية من بلاده، أنه أقوى وأكثر تدميراً بثلاثة أضعاف من زلزال مرمرة عام 1999 المحفور في ذاكرة البلاد، وكذلك من زلزال أرزينجان الذي وقع عام 1939. وقال إردوغان، خلال تفقده مخيماً للمتضررين من الزلزال بمنطقة كايا بينار في ديار بكر جنوب شرقي البلاد، السبت، إن «الزلزال تسبب في دمار على مساحة 500 كيلومتر، وشعر المواطنون به على مساحة ألف كيلومتر»، مشيراً إلى ارتفاع ضحايا الكارثة إلى 21 ألفاً و848 قتيلاً و80 ألفاً و104 مصابين. وأضاف أن مئات الآلاف من المباني في أنحاء جنوب تركيا لم تعد صالحة للسكن، وأن الدولة سوف تتخذ تدابير لتبدأ في غضون أسابيع إعادة بناء المدن المتضررة، كما أعلن تخصيص جميع المساكن الجامعية للمتضررين من الزلزال، والانتقال إلى نظام التعليم عن بعد في الجامعات حتى الصيف المقبل. ولاحقاً زار إردوغان مخيماً للمتضررين في شانلي أورفا، جنوب شرقي البلاد، وطالب المواطنين بمنحه عاماً واحداً لإعادة بناء المنازل المدمرة في مناطق الزلزال، لافتاً إلى أن الدولة ستمنح ما بين 2000 و5000 ليرة شهرياً للمتضررين؛ لإيجاد مساكن بديلة حتى تنتهي الحكومة من إنشاء المساكن في المناطق المتضررة. وكرر أنه وجّه تعليماته إلى وزير التجارة لضبط أي محاولات لاستغلال الكارثة في رفع الأسعار، كما أن قوات الأمن والجيش تتصدى بكل حزم للصوص وقطاع الطرق، كما تتم متابعة حملات التحريض والشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي لاتخاذ الإجراءات ضدها. وتزامنت زيارة إردوغان إلى ديار بكر مع زيارة زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو، الذي انتقد حديث إردوغان عن ضخامة كارثة الزلزال ووصفها بـ«كارثة العصر»، قائلاً إنه يحاول أن يتوارى خلف هذه الكلمات ليبرر عجز حكومته عن إدارة الأزمة وإدارة البلاد، وعدم قدرتها على الوصول السريع إلى المناطق المنكوبة، بينما كانت البلديات والمنظمات المدنية أسبق إلى تلبية احتياجات المواطنين. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى توقيف نحو 12 مقاولاً في تركيا بعد انهيار آلاف المباني جنوب شرقي البلاد، وبين الموقوفين مقاول في محافظة غازي عنتاب و11 في محافظة شانلي أورفا، وفقاً لوكالة «أنباء دوغان» التركية. من جانبه، وصف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، بأنه أسوأ حدث تشهده هذه المنطقة خلال 100 عام. وعدّ غريفيث، خلال تفقده المناطق المنكوبة في ولاية كهرمان ماراش جنوب تركيا، استجابة تركيا للكارثة «استثنائية»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تعتزم توجيه مناشدة قريباً لعملية تستمر 3 أشهر في سوريا وتركيا. - كارثة تفوق التوقعات وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إن «البلاد تواجه كارثة تفوق بكثير ما تم توقعه، وإننا وجدنا أثناء تحليل زلزالي، الاثنين، أن مدة الزلزال الأول الذي وقع مركزه في بلدة بازارجيك في كهرمان ماراش بقوة 7.7 درجة كانت 65 ثانية، ولذلك كان أثره التدميري فائقاً، وأن الثاني، الذي جاء مركزه في بلدة إلبيستان بالولاية نفسها بقوة 7.6 درجة، كانت مدته 45 ثانية، ما يعني أن المنطقة اهتزت بشدة لمدة دقيقتين تقريباً، ووقع أكثر من ألفي هزة ارتدادية حتى الآن ولا تزال مستمرة، مشيرة إلى أنه لا يوجد تدفق للحمم البركانية أو الرماد البركاني أو تسرب للنفط أو الغاز في مناطق الزلزال. وقال المدير العام للزلازل والحد من المخاطر في إدارة الطوارئ والكوارث، أورهان تتار، إن الطاقة المنبعثة من الزلزال الأول الذي بلغت قوته 7.7 درجة تعادل طاقة 500 قنبلة ذرية.

مشاركة :