انتشل رجال الإنقاذ في تركيا المزيد من المحاصرين تحت الأنقاض في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، بعد خمسة أيام من وقوع الزلزال الأكثر تدميرا في البلاد منذ عام 1939، لكن الآمال في العثور على المزيد من الناجين تراجعت في تركيا وسوريا. في «كهرمان مرعش»، بالقرب من مركز الزلزال في جنوب تركيا، تراجعت على ما يبدو عمليات الإنقاذ والبحث بين حطام المنازل والمباني في حين زاد عدد الشاحنات في الشوارع لنقل الحطام. يتواصل الارتفاع في عدد القتلى إذ تجاوز 25300 في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا جراء الكارثة التي وقعت يوم الاثنين. وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ببدء العمل في إعادة بناء المدن «في غضون أسابيع»، قائلاً إن مئات الآلاف من المباني صارت الآن غير صالحة للسكن. وانتشرت أكياس الجثث في شوارع مدينة أنطاكية حيث وضع السكان الكمامات لمحاولة تخفيف رائحتها. وقال أحدهم، دون ذكر اسمه، إن عامة الناس انضموا إلى جهود الإنقاذ. وأضاف «هناك فوضى وأنقاض وجثث في كل مكان». وأفاد بأن مجموعته عملت طوال الليل في محاولة للوصول إلى مدرسة جامعية كانت تناديهم من تحت الأنقاض. لكنه أضاف أنها توقفت عن الرد عليهم بحلول الصباح. وأردف «لا تزال هناك مبان منهارة في الشوارع الجانبية ولم يصل إليها أحد». في أحد مباني «كهرمان مرعش»، حفر عمال الإنقاذ بين ألواح خرسانية للوصول إلى فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات، ورفعوها على محفة وهم يهتفون. وقالوا إنهم يعتقدون بأن اثنين آخرين من الناجين كانا تحت كومة الركام نفسها. وعلى الرغم من ورود أنباء عن إنقاذ العديد من الأشخاص الآخرين من تحت الأنقاض اليوم السبت، ومنهم الطفلة أردا جان أوفان البالغة من العمر 13 عاماً، فإن القليل من جهود الإنقاذ تكلل بالنجاح. وتوفيت اليوم بأحد المستشفيات امرأة أُنقذت، أمس الجمعة، في تركيا. يُصنف الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر وأعقبته عدة هزات ارتدادية قوية في تركيا وسوريا، على أنه سابع أكثر الكوارث الطبيعية دموية هذا القرن متجاوزا زلزال اليابان عام 2011 وأمواج المد العاتية (تسونامي) التي أعقبته. وتقترب حصيلة وفيات زلزال يوم الاثنين من 31 ألفاً قُتلوا في زلزال هز إيران المجاورة عام 2003. ومع بلوغ عدد القتلى جراءه 21848 داخل تركيا حتى الآن، يكون هذا الزلزال هو أكثر الزلازل ضحايا بالبلاد منذ عام 1939. - سوريا في سوريا، حيث لقي أكثر من 3500 حتفهم، وقف الناس قرب أكوام من الركام انتظاراً لمعرفة مصير ذويهم. وقال رمضان سليمان (28 عاماً) في بلدة جندريس التي تضررت بشدة من الزلزال، «في اليوم الأول نمنا في الشارع، في اليوم الثاني نمنا في سياراتنا، ثم نمنا في منازل أناس آخرين». وفي حلب، وصف مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس الكارثة بأنها مفجعة. وقال للصحفيين «جئنا لتونا ببعض الإمدادات ونتطلع إلى مواصلة الدعم».
مشاركة :