تواصل - فريق التحرير: تعمل مجموعتان بحثيتان بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) على تقييم الزلزال المزدوج الذي ضرب جنوبي تركيا في الأسبوع الماضي، مما أدى إلى مقتل الآلاف، في واحدة من أقوى الزلازل التي شهدتها المنطقة منذ عقود طويلة. واستيقظ سكان جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا في 6 فبراير الجاري على زلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر، حدث عند صدع شرق الأناضول الذي يشكل الحدود بين الصفيحة التكتونية العربية والصفيحة التركية (الأناضولية). وبعد تسع ساعات فقط، ضرب زلزال آخر قوي بلغ 7.7 درجات المنطقة التي تبعد نحو 100 كيلو متر شمال الزلزال الأول، عند صدع جارداك المتصل بصدع شرق الأناضول. اقرأ أيضًا: مؤسس مبادرة «كاوست للصحة الذكية» يوضح مزاياها وأهدافها (فيديو) تحليل بيانات الأقمار الاصطناعية وتعاونت مجموعتان بحثتيان من هندسة وعلوم الأرض للبروفيسور سيجورجون جونسون المتخصصة في دراسة تشوهات القشرة الأرضية، ومجموعة البروفيسور بول مارتن ماي المتخصصة في علوم الزلازل في لتقييم "الزلزال المزدوج"، باستخدام تقنية معالجة متقدمة لتحليل بيانات الأقمار الاصطناعية. واستند الباحثون إلى البيانات الزلزالية والارتدادية لاستنتاج عملية حدوث التصدعات الزلزالية. فيما ستعمل البيانات الزلزالية من المركز الوطني لرصد الزلازل والبراكين التابع لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، على زيادة قواعد البيانات التي يمكن لفرق كاوست الوصول إليها عبر مراكز البيانات الدولية ومن أجهزة القياس الميدانية المثبتة في الجامعة، وفي مناطق مختلفة من المملكة. ويحاول الباحثون من خلال الدراسة فهم النشاط الزلزالي في المملكة، وفهم مدى ترابط الصفائح التكتونية العربية بصدع شرق الأناضول الذي يمتد جنوبًا ويرتبط بصدع البحر الميت وصولاً إلى خليج العقبة والبحر الأحمر. وهي منطقة شهدت أنشطة زلزالية مختلفة في الماضي، وفق ما أوردت صحيفة "الرياض". اقرأ أيضًا: على متنها 98 طنًا من المساعدات.. وصول الطائرة الإغاثية السادسة من المملكة لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا زلزال عام 1995 وفي 22 نوفمبر 1995، وقع زلزال بقوة 7.2 درجات قبالة شاطئ نويبع في خليج العقبة، مما تسبب في أضرار كبيرة في البلدات المجاورة. ومنذ ذلك العام تم تسجيل زلازل طفيفة فقط (قوتها أقل من 5.7 درجات) في خليج العقبة، لكن الأدلة تتراكم على حدوث هزات زلزالية أكبر بلغت قوتها 7.5 درجة تقريبًا في خليج العقبة في الماضي. وقال للبروفيسور ماي، "إذا حدثت الزلازل في الماضي، فإنها ستحدث مجددًا، لأن "آلة الزلازل العميقة" الداخلية التي تحمل نظام الصدع التكتوني لا تتوقف". وأضاف "لهذا السبب، تعد مراقبة الزلازل وتقييم المخاطر الزلزالية وخطط الحماية المدنية من الأمور الأساسية، يقول "من المستحيل التنبؤ بالزلازل، كما أنه من المستحيل منعها"، لذا شدد على أنه "يجب أن نكون على أتم الاستعداد". وأوضح أن الباحثين في كاوست يستخدمون البيانات الزلزالية وعلم تقسيم الأرض وغيرها من البيانات الجيوفيزيائية والجيولوجية لقياس النشاط الزلزالي والحركات التكتونية، ثم نقوم بتحليل هذه البيانات واستخدامها للخروج بحلول وقائية لتقييم السلامة الزلزالية للبنى التحتية الوطنية وسن القوانين والضوابط اللازمة". وأضاف ماي أن "علماء كاوست يجرون أيضًا تحليلات متعمقة للبيانات وعمليات محاكاة واسعة النطاق لتقدير الاهتزازات المستقبلية المحتملة، على سبيل المثال في منطقة خليج العقبة النشطة زلزاليًا، وتدعم هذه الجهود عمليات ومشاريع التخطيط الحضري والتصميم الآمن للزلازل في المناطق المعرضة لها". The post علماء “كاوست” يُقيّمون ظاهرة “الزلزال المزدوج” والنشاط الزلزالي بالمملكة appeared first on صحيفة تواصل الالكترونية .
مشاركة :