أشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي ألمار بروك بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السرايا امس في حضور سفيرة الاتحاد الاوروبي انجلينا إيخهورست وعضوي البرلمان الألماني فرانك هنريك وتوبياس زيخ، الى اننا مهتمون باستقرار هذا البلد لأسباب سياسية ونأمل أن يستمر الوضع كذلك وأن يتمكن البلد من تخطي الاستحقاق الرئاسي، وفق ما ينص عليه الدستور، وأن يتم تشكيل حكومة بهدف اجراء الانتخابات النيابية في نهاية العام المقبل. وقال أعتقد، وهذا واضح للغاية، بأنه على كافة الأفرقاء في البلد المساهمة في هذا التطور، وقد صدر تصريح عن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هذا الاسبوع دعوا فيه كافة الاطراف بمن فيهم حزب الله الى الالتزام التام بسياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان تجاه النزاع الدائر في سوريا ودعم جهود الرئيس ميشال سليمان لتطبيق بنود اعلان بعبدا من قبل كافة الأفرقاء السياسيين». وأمل أن «يشكل هذا الامر أساسًا لتجاوز هذا المأزق والتوصل الى حل في هذا البلد، وهو أمر ضروري جدًا. كما امل أن تحظى مفاوضات جنيف 2 التي ستعقد في 22 يناير المقبل بالنجاح، ندرك بالطبع أن الفرص ضئيلة ومحدودة ولن تأتي بالحلول الجذرية لسوريا. واضاف بروك «سمعت بالأمس أن أمين عام حزب الله حسن نصرالله أعلن انه غير مستعد لمناقشة قيام حكومة حيادية، هذا الأمر الضروري لاحراز تقدم في البلد. أنا غير مسرور على الاطلاق أن أحد الأفرقاء في هذا البلد غير مستعد للتعاون وتوفير الشروط المناسبة للحفاظ على الاستقرار، وهو ناشط في سوريا وغير مستعد ليكون جزءًا من حل مستقل، وهذه مسؤولية كبرى تقع على عاتق حزب الله فيما يخص مستقبل هذا البلد، وانا آسف فعلًا لذلك».من جانبه رأى وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن «أننا في زمن لدينا هاجس مهم جدا وهو الاعتداء على الجيش والتصويب عليه مباشرة وهو المؤسسة الوحيدة الجامعة والضامنة للبلد والمؤسسات»، لافتا إلى أننا نبهنا إلى هذا الأمر منذ زمن وهذا الاستهداف هو استهداف للوطن والكيان، متمنيًا «وحدة الشعب مع هذه المؤسسة لرد كل الهجمات التي تحصل وكلنا نرى الجو الإرهابي الآتي على البلد والذي حذرنا منه منذ سنتين وللأسف لم يأخذه احد على محمل الجد». وفي حديث إذاعي امس ، قال: إن الخطر داهم على الجميع ولن يرحم أحدًا والجميع سيدفعون أثمانا باهظة إذا انفلت الوضع الأمني، لافتا إلى أن «كل لبناني يعرف أن الوضع في لبنان دقيق وصعب وفيه خطورة ما، وهناك استهداف للجيش وعند استهداف هذه المؤسسة الوحيدة الباقية على الأرض اللبنانية فهذا يعني استهداف البلد ككيان ومؤسسات وألا يبقى هناك غطاء للبنان لتسود شريعة الغاب وهذه مسؤولية يتحملها كل المسؤولين». ورأى غصن أن هناك خطرًا داهمًا على لبنان من قبل أصوليين يدخلون البلاد عبر الحدود ويدخلون لتخريب لبنان ونحن نتابع الأمر ومديرية المخابرات تقوم بواجبها على أكمل وجه وتلاحق كل من يدخل بصورة غير شرعية وسنقوم بعمليات استباقية كي لا نسمح لهذه الجماعات بأن تتصرف كما تريد على صعيد التفجيرات والعبث بالأمن في لبنان. من جهته اكد وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناظم الخوري في تصريح امس: أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان ليس بموقف الضعيف، وهدفه ايجاد شيء جامع لتسليمه الحكم في لبنان، لأن الرئيس لا يستطيع تسليم البلد الى فئة معينة في ظل هذا الانقسام بالبلد، وخياره الاول هو خيار الحكومة الجامعة وتحظى بثقة مجلس النواب، الا انه اذا وصل الاستحقاق الرئاسي ولم يتم الاتفاق على حكومة فهناك حكومة «الواقع المستجد» التي سيمضي عليها سليمان، وفيها شخصيات غير مستفزة لأحد». واعتبر الخوري ان هناك سقفًا عاليًا جدًا لتدخل حزب الله في سوريا، وقضية لبنان اليوم ليست قضية حكومة او رئاسة جمهورية بل القضية هي قضية وجود لبنان واي لبنان نريد». فيما اعتبر امين عام تيار «المستقبل» احمد الحريري في تصريح امس: ان حزب الله امام مأزقين، الاول انغماسه في الحرب بسوريا، والثاني متابعة المحاكمات في المحكمة الدولية»، واشار الى ان «المشروعات الأحادية في البلد سقطت منذ زمن طويل، وحزب الله لديه مشروع احادي لأخذ البلد الى حيث يريد، الا أن هناك عراقيل كبيرة في طريقه، واوضح أنه في لحظة من اللحظات عندما يتواضع حزب الله ويضع قدميه على الارض سيكون هناك نقاش حول كافة الموضوعات». في حين أكد النائب محمد كبارة ان «إعلان طرابلس هو إعلان صدق وحقيقة وتقوى وسلام»، مشددا على «عدم مشاركة حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله في الحكومة ولا في مهزلة التوافق على رئيس الجمهورية، لأننا نرفض أن نكون شركاء في قتل اللبنانيين والسوريين والعرب أجمعين»، مضيفًا: «لم يفاجئنا نصر الله في خطابه امس الاول لأن جديده قديمه، حتى في غطرسته ما زال كما هو، ينتقد إعلان طرابلس ويعتبره إعلان حرب كي لا يعترف بأن إعلان طرابلس هو إعلان صدق وحقيقة وتقوى وسلام». وفي تصريح له امس، أضاف: إن غضب نصر الله من إعلان طرابلس واعتباره بأنه يتهم حزبه ومن معه بأنه تفجيري، أليس حزبه تفجيريًا بكل المقاييس؟. كما توجه إلى نصرالله بالقول: «لا أحد يلعب معك يا سيد حسن ولا أحد يريد أن يلعب معك، وهذا ما يزعجك فعلا، كوننا لا نريد أن نلعب معك في حكومة مشتركة، ولا نريد أن نلعب معك لعبة التوافق على رئيس جديد للجمهورية»، مضيفًا: «لا نريد أن نلعب معك بالمطلق فنحن لا نصالح القتلة ولا نتشارك معهم، ولا نريد مشاركتهم»، مشددًا على أن «شركاءنا هم كل اللبنانيين الذين لم تتلوث أيديهم بقتل اللبنانيين، وحزب الله انغمست يداه في دماء اللبنانيين حتى وصلت الدماء إلى رقابه»، قائلًا: «نرفض الشراكة مع القتلة «. في حين اكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا خلال احتفال قواتي في البترون في شمال لبنان امس «رفض أية مشاركة بالسلطة مع حزب الله وعدم الذهاب معهم الى حكومة واحدة وهذا أمر محسوم»، مضيفا «ليضعوا بقدر ما يريدون نقاطا على السطور فليسوا هم من يرسم مصير الشعب اللبناني وقد كان غيرهم أكبر وأقوى وأشرس ويدير إمبرطوريات ولكنه بالنهاية رحل».
مشاركة :