عندما أعلن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز عن رؤية 2030 في صيف 2016، كان سموه يسعى إلى بناء مجتمع متطور حديث، يواكب التقدم في العالم، ومن هنا، كانت الرؤية شاملة لجميع المجالات والقطاعات، التي حققت في زمن قياسي الكثير من التطلعات والأمنيات التي أعادت صياغة مقدرات البلاد. واليوم، استهدفت الرؤية تطوير قطاع الفضاء؛ بهدف الوصول به إلى أقصى مدى من التطور والازدهار، بإعلان المملكة اليوم عن إرسال أول رائدة فضاء سعودية، وهي ريانة برناوي، ومعها رائد فضاء سعودي، وهو علي القرني، إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من العام الجاري (2023). الخطوة تعزز مكانة المملكة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، والرحلات المأهولة، وفق رؤية طويلة المدى، تحقق للمملكة كل تطلعاتها في أن تصبح دولة متطورة، تعتمد على العلم، في إجراء أبحاث الفضاء. الرحلة المرتقبة، تأتي ضمن برامج الهيئة السعودية للفضاء؛ لتعزيز مكانة المملكة في قطاع الفضاء وصناعته عالمياً، من خلال إسهامها في السباق الفضائي، واستثمار علومه، ورفع الطموحات، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وترسيخ قدرة المملكة على إجراء أبحاثها بشكل مستقل، وتعزيز مساعي المملكة نحو الريادة في قطاع الفضاء بحلول 2030. والهيئة السعودية للفضاء، التي أنشئت عام 2018، تعنى بكل ما يتعلق بالنشاط الفضائي، وتهدف الهيئة إلى تنظيم كل ما له صلة بقطاع الفضاء، وتعمل لتعزيز الأمن والحماية للقطاع من أي مخاطر محتملة، كما تضمن رعاية مصالح السعودية ومكتسباتها في هذا المجال، وتشجع الأنشطة البحثية والصناعية المتصلة بالفضاء، وتنمي الكوادر الوطنية المتخصصة في المجال. ومن مهام الهيئة، وضع الخطط والسياسات، وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للفضاء، وتنظيم كل ما يتصل بأنظمة الأقمار الصناعية والأقمار الصناعية الخاصة بخدمات الاتصالات الفضائية، وتطوير تقنيات إطلاق المركبات الفضائية، ووضع المتطلبات اللازمة لتطوير وتنفيذ البنية التحتية لقطاع الفضاء والمحطات الأرضية، ومركبات النقل إلى الفضاء، والرحلات شبه المدارية، وتنظيم ما يتصل ببعثات علوم الفضاء والاستكشاف، وتنمية الكوادر الوطنية في مجال علوم الفضاء ودعمها، وتنظيم ما يتصل بالأنظمة العالمية للملاحة عبر الأقمار الخاصة بتحديد المواقع والتحركات والوقت وتطويرها. يضاف إلى ما سبق، تعمل الهيئة على تعزيز الأمن الفضائي، من خلال رصد الفضاء وتتبعه، ورصد الحطام الفضائي، والإنذار المبكر، وغيرها من الأنشطة ذات الصلة، والتعاون مع الجهات الحكومية والهيئات المماثلة في الدول الأخرى، والمنظمات الدولية فيما يتعلق باختصاصاتها، وفقاً للإجراءات النظامية، وتمثيل المملكة في المحافل الدولية ذات الصلة باختصاصاتها.
مشاركة :