حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري وفدي المعارضة والنظام السوري على اداء دورهما كاملا في مفاوضات السلام الاحد، متهما قوات الرئيس السوري بشار الاسد بتجويع المدنيين. وقال في بيان نشر على الانترنت من واشنطن "هذا الصباح، ونظرا الى ما تنطوي عليه هذه المحادثات من اهمية، اناشد الطرفين اغتنام هذه الفرصة على الوجه الافضل"، مطالبا النظام السوري بالسماح بايصال المساعدات الانسانية الى البلدات المحاصرة مثل مضايا. ورغم ان كيري وجه تصريحاته للطرفين، الا انه من الواضح ان رسالته كانت تستهدف المعارضة التي هددت بمغادرة جنيف حتى قبل بدء المحادثات. وطالبت الهيئة العليا للتفاوض بالسماح بادخال المساعدات الانسانية الى البلدات السورية المحاصرة قبل المشاركة في محادثات غير مباشرة مع وفد النظام السوري. ودعا كيري المعارضة الى التخلي عن الشروط المسبقة، الا انه وجه كلمات قاسية الى النظام السوري متهما قوات النظام بتعمد تجويع المناطق المحاصرة. وقال كيري ان "بلدة مضايا تبعد ساعة فقط بالسيارة عن دمشق، ومع ذلك فقد اضطر سكانها الى اكل العشب واوراق الشجر". واضاف "وكيف رد النظام والميليشيات التي تدعمه؟ بزرع الالغام ونصب السياجات الشائكة لمنع دخول عمال الاغاثة". واوضح كيري ان واشنطن تلقت تقارير موثوقا بها عن وفاة 16 شخصا اضافيين جوعا في البلدة التي يحاصرها النظام ويسيطر عليها مقاتلو المعارضة خلال نهاية الاسبوع. الا انه وصف بدء المحادثات في جنيف برعاية مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي مستورا بانها "مرحلة مهمة" واصفا الهيئة العليا للتفاوض بانها تمثل "معارضة شاملة". ودعا الجانبين الى التفاوض "بنية حسنة وبهدف تحقيق تقدم حقيقي ملموس خلال الايام المقبلة". وقال "العالم يامل بان يتحرك الطرفان بسرعة لتلبية حاجات ملايين السوريين اليائسين". وحذر من انه في حال فشلت محادثات التوصل الى وقف لاطلاق النار فان الحرب ستدمر ما تبقى من سوريا، وتبقي الميدان مفتوحا لتنظيم الدولة الاسلامية لتجنيد المقاتلين. وقال "الان وفيما تؤثر ديناميات المعركة على عملية التفاوض، لا يوجد في النهاية حل عسكري للنزاع". واضاف "بدون المفاوضات سيستمر سفك الدماء حتى تتحول اخر مدينة الى انقاض .. وسيعني ذلك زيادة في عدد الارهابيين الذي يخلقهم ويجذبهم هذا النزاع". ويعتبر كيري، الذي يعمل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ومجموعة دعم سوريا المؤلفة من 17 عضوا، واحدا من مهندسي محادثات جنيف. الا انه لا يعتزم حاليا الانضمام الى الاطراف المتفاوضين، ويفضل ترك التفاوض برعاية دي ميستورا والامم المتحدة. وسيتوجه كيري في وقت متاخر الاحد الى روما ليشارك الاسبوع المقبل في اجتماع للدول المشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة الاسلامية. وفي وقت لاحق من الاسبوع سيتوجه الى لندن للمشاركة في مؤتمر الجهات المانحة التي تقدم الاموال للمساهمة في الجهود الانسانية في سوريا. المصدر: (أ ف ب)