هيا كدا 1-الردح. عندما أشاهد البرامج الحوارية في معظم القنوات الفضائية أرثي لحال كلمة حوار، وطبعًا لا أقصد هنا بالحوار ابن الناقة طيب الذكر واللحم، وإنما أقصد طرح قضية وترك المتحاورين للتعليق عليها، وعندما يبدأ الحوار تظن أنك ستحظي بنقاشٍ راقٍ، وتفاجأ برفع الأصوات حبة حبة ثم يشتد الصياح كل متمسك بوجهة نظره، ولو كان هذا لا تمت للحقيقة بأدنى صلة. ثم عندما لا يقر أحدهم للآخرين بوجهة نظرهم، وإن كانت كوضوح الشمس في رابعة النهار يبتدئ فاصل الردح، والذي قد يتجاوز في بعض الأحيان أدني المعايير الأدبية. طبعًا ومقدم البرنامج بين حينٍ وآخر يتدخل..وأوقد النار يا شبابها. المهم بتشنج المتحاورين ويشتد فاصل الردح. ومع الأسف بدأت تغزو هذه الظاهرة البرامج الرياضية، وأصبحنا لا ندري هل هذه أفكار وأساليب المتحاورين بالفعل، إن كان ذلك فتلك مصيبة، وعلي لغة الحوار الإيجابي السلام، أما إذا كان القصد الإثارة استقطابًا لأعداد المشاهدين فالمصيبة أعظم، وطبعًا في الأخير يخرج المشاهد بعد انتهاء تلك البرامج من المولد بلا حمص. 2-النق. كنت قبل فترة غردت في تويتر “فقلت: اتق شر من أحسنت إليه”، وهي عبارة ليست لي بل قد تناولها العديد من المفكرين وحتي العلماء، وكانت هناك تفاعلات مع هذه التغريدة جيدة ومتنوعة، وهناك من غرد وقال يعني لما نريد أن نحسن لأحد لا بد أن نطلب سيرته الذاتية، والحقيقة الفكرة مختلفة، وهي أنك لا تكتشف ذلك الإنكار من الذين مددت يد العون لهم إلا فيما بعد، وبالتالي أنت لا تبحث في ملفاتهم مسبقًا، ولكن عليك أن تتوقع من بعضهم ردة فعل سلبية إذا أوقفت ذلك العطاء. فمع الأسف معظم من تحسن اليهم عندما تكون أوضاعك جيدة أو مقبولة وتساهم في مساعدتهم فيا حليلك، وعندما يأتي وقت وتجف تلك المصادر أو تضطر لإعادة جدولة أجندتك المالية فالعائلة كبرت وهناك إضافة إلى الأبناء وجود الأحفاد ومتطلبات تتزايد؛ فبالتالي الأقربون أولي بالمعروف، ولكن رغم كل ما قدمته لهؤلاء يسلقونك بألسنتهم الحداد، وهات يانق كل ما جمعك معهم أو مع أحدهم مناسبة أو جلسة عائلية، والويل لك لو حاولت أن تبدي لهم الأعذار فرأسهم وألف سيف أنك من الموسرين بل ولدت وفي فمك ملعقة من ألماس. ولم تعد تراعي حقوق الأقارب والأصحاب.. ومع تكرار ذلك تتحاشي الذهاب إلى بعض المناسبات لتسلم من النق ووجع الرأس، ولكن ومع التقدم التقني أصبح النق عن بُعد على ودنه؛ فلا يخلو في اليوم الواحد واتسابك من هواة النق؛ وكأنك يا أبو زيد ما غزيت. وإن سلمت من نق الناس عن قُرب أو عن بُعد فلا تفرح كان غيرك أشطر. وبالمناسبة يحكي لي صديقي فلان طرفة عن النق. فيقول إن صديقه علان حكي له. أنه متزوج من سيدة ما شاء الله عندها لسان يكنس ويرش، وكل يوم ما يسلمون فيه، لا هو ولا أفراد العائلة من ردحها ونقها، ومن لحظة ما يدخل البيت، تتناوله اشبك تأخرت!؟ وين كنت!؟ ليش مبرطم!؟. اتصلت عليك وما رديت، أيوة من لقي أحبابه نسي أصحابه. يرد يا وليّة وين كنت يعني إنتِ عارفة، عد غنمك ياجحا قال ثنتين واحدة نايمة والثانية بتمعمع. تقوله يعني تقصدني أنا أمعمع؟ يابنت الحلال روقينا إنتِ ما تبطلي نق وتريقة علي الفاضي والمليان؟! المهم تستمر على هذا الحال كل يوم. ففي يوم شكي لي والكلام لصديقي فلان. وقال لي علان الحكاية وطلب مشورتي. فقلت له إنت لا تكون “ايحة ” أوعدها يا أخي بحاجة حلوة عشان سد الحنك. إشي ساعة إشي تعليقة إشي خاتم الماس أو أقل شي قرشين في يدها تخزي العين. وأطلبها توقف النق يمكن تنطم وتسكت. قال طيب أجرب. رجع لها وقال شوفي أنا عند الله ثم عندك ورمي الشماغ في عبها. قالت نعم إيش تبغي أكيد تبغاني أسوي لك فتة كوارع اللي تموت فيها. لا يا خويا أنا مش فاضية وهذه أكلة تطلع الروح ويديني ما عاد تتحمل. طالع فيها وهو يتمتم قالت وهي مفرصعة عينها. أكيد قاعد تقول في نفسك ياليت تطلع روحي من جد. فتمتم ايش عرفك.. قصدي يا غالية بعد الشر عنك واحنا لنا غيرك. ياستي لا ما أبغي كوارع أبغي اللسان فقط. قالت عشان لسان ترمي الشماغ في عبي؟ تراها هزلت. قال لا مش لسان طلي زي ما بتفكري. الطلب لسانك الحلو ياقمر. قالت كمان تبغي لساني والله عال ايش أسويه لك حلاوة مطي وإلا فيليه. رد عليها إنتِ مش فاهمةً الموضوع أنا إيش أبغي بعظمة لسانك. وأضاف الزفر بس بشويش. ردت ما سمعتك أشبه لساني. قال أبدا حلاه كثير وأنا عندي سكر. خفي علي شوية. إيش رأيك أعطيكي في اليوم مئة ريال بس تبطلي نق؟ أنا طالبك ما ترديني. ردت ما أقدر أنا ما تعودت على الكتمة. أنا إنسانة أحب الحرية ومن حقي كزوجة صالحة أنق وقت ما أبغي وعلي كيفي. قال في نفسه صالحة وإلا مالحة. قالت ايش قاعد تدمدم. رد لا والنعم بك وبلسانك الطويل. أنا لساني طويل؟ قال أقصد مقاسه مش لا قدر الله شيء ثاني. طيب إيش قلتي في اقتراحي. قالت شوف لأنك أبو بزورتي ولك علي حقوق ومواجيب. أنا عشانك في يوم انق ويوم لا. بشرط تديني في اليوم اللي ما أنق فيه مئتي ريال. قال أمري لله يلا موافق أهو أحسن من بلاش. فسأله فلان طيب ومشي الحال. قال في اليوم الذي فيه النق زودت العيار حبتين وقلت اصبر يا ولد بكره ترتاح. طيب تمام المهم اليوم الذي مافيه نق كيف كان. قال اليوم الثاني. من أول النهار لآخره تصفق بيدينها وتقول بكره النق بكره النق. أجل مافي فايدة رجعت “حليمة” لعادتها القديمة رد علان وإنت الصادق” المستديمة”.
مشاركة :