مشروع «فاطمة بنت محمد بن زايد»: تمكين 8 آلاف امرأة في أفغانستان

  • 2/13/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مكّن مشروع الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد أكثر من 8 آلاف امرأة في أفغانستان، في مسيرة المشروع التي بلغت 13 عاماً، منهن 35% أرامل، واستفاد من مبادرات المشروع أكثر من مليون و300 ألف حصلوا على الرعاية الصحية، وأكثر من 700 ألف حصلوا على اللقاح، و 20 ألف طفل التحقوا بالمدارس و930 شخصاً من البالغين انخرطوا بالتدريب المهني، انطلاقاً من تعزيز التنمية المستدامة ومكانتها في الدبلوماسية الإنسانية والسياسة الخارجية. جاء ذلك ضمن تقرير صدر بالتعاون بين القمة العالمية للحكومات 2023 ومشروع فاطمة بنت محمد بن زايد، واستعرض نموذج مساعدات إنسانية مستدام لإلهام الجيل القادم من الحكومات من مسيرة المشروع. 5 مرتكزات ورسخ المشروع 5 مرتكزات تمثلت في بناء الثقة وإشراك كامل أفراد المجتمع وضم عائلات بأكملها معاً، والتشجيع على الدراسة لأطفال المدارس لزيادة معدلات الاستبقاء، فضلاً عن إيجاد فرص عمل مناسبة ثقافياً مرتبطة بتراث الأمة، ما ساعد على جذب قلوب وعقول السكان. وعرف التقرير عبر استعراضه «كيف يمكن للحكومات إنشاء نهج أكثر استدامة للمساعدات الإنسانية عبر المؤسسات الاجتماعية؟»، موصياً بأهمية تبني الدبلوماسية الإنسانية لإقناع صناع القرار وقادة الرأي بالعمل، في جميع الأوقات ولمصلحة الأشخاص المستضعفين مع الاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية، إذ تهدف الدبلوماسية الإنسانية إلى حشد الدعم والموارد العامة والحكومية لتنفيذ العمليات والبرامج الإنسانية، وتسهيل إقامة الشراكات الفعالة للاستجابة لاحتياجات الأشخاص المستضعفين. مرجع عالمي وقال فورشيت جبر خير مدير مشروع الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد: إن القمة العالمية للحكومات أصبحت مرجعاً عالمياً للحكومات والدول، ومنصة تجمع العقول وأصحاب الأفكار الإبداعية وصنّاع القرار من جميع أنحاء العالم في شراكات فاعلة لاستكشاف فرص جديدة وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات وصناعة وتصميم مستقبل أفضل للبشرية، مشيراً إلى أن استعراض جهود المشروع وسط هذا المحفل العالمي يساعد على تبني أفكار جديدة وفتح منافذ جديدة للعمل عليها. ولفت إلى أن دولة الإمارات رسّخت موقعها وجهةً عالمية للحوار ومنطلقاً للتفكير الإيجابي والتعاون الدولي المشترك من أجل استشراف مستقبل أفضل للعمل الحكومي ومبادراته النوعية واستراتيجياته المدروسة التي تحقق استدامة التنمية، وتصون المكتسبات التي حققتها الإنسانية، وتعمل لتعزيز الاستقرار العالمي من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وذكر أن مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد يؤمن إيماناً راسخاً بأهمية اتباع نهج المساعدات المستدامة بديلاً لتقديم «الأعمال الخيرية»، فبدلاً من أن تقتصر المساعدة على التبرّع بالموارد، سواء كانت مالية أو غذائية أو غيرها من وسائل الدعم، يركّز المشروع منذ تأسيسه على وضع استراتيجية طويلة الأجل تمكّن المستفيدين منه في المستقبل من دعم أنفسهم ومجتمعاتهم والتحكم في حياتهم. منصة متفردة من جانبها، قالت شيماء المشجري، منسقة مشروع في مشروع الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد: إن القمة العالمية للحكومات تعد أكبر منصة متفردة في بناء مستقبل أفضل للبشرية عبر تبادل الخبرات والمعارف عن أهم الموضوعات التي تهم الحكومات والمجتمعات للنهوض بالقطاعات الحيوية التي تسهم في تحقيق مستقبل مزدهر للإنسان، وعبر مشاركتنا نأمل نشر ثقافة الدبلوماسية الإنسانية والتعريف بجهودنا في الساحات الدولية، ومن ثم الإسهام في التوسع في نطاقات أخرى تعزز استدامة المشروع واستمراره. وأشارت إلى أن المشروع يترجم توجهات دولة الإمارات نحو دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر المجالس العالمية التي تعكس رسالة الإمارات، وسعيها الدائم لتطوير وتعزيز أطر التعاون والعمل الدولي الهادف لتحقيق الاستدامة، ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة بضرورة تكثيف الجهود ومدّ يد العون للمجتمعات في العالم، لتحقيق الأهداف التنموية وفق الأجندة الأممية العالمية، مشيدة بجهود رؤساء المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة ودورهم الفاعل في تعزيز تحقيق الأجندة الأممية 2030 للاستدامة. واستعرض التقرير الصادر عنهم في القمة العالمية للحكومات سياسة مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد في أفغانستان، إذ تلتزم الإمارات التزاماً راسخاً الحفاظ على أمن ورفاهية الشعب الأفغاني الذي عانى على مدى العقود الثلاثة الماضية تحديات هائلة بسبب الحروب والكوارث الطبيعية، وشكّلت مواجهة التحديات التي تواجهها البلاد ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية على المدى الطويل للمجتمعات المحلية أحد العناصر الأساسية للمهمة الإنسانية لدولة الإمارات في أفغانستان منذ عام 2003. مبادرة «زولية» وكشف التقرير عن عدد من أعمال مشروع فاطمة ومنها مبادرة «زولية» (Zuleya) التي تعد علامة تجارية للبيع بالتجزئة في الإمارات لبيع السجاد والمنتجات اليدوية التي تصنعها المبادرة في أفغانستان، فيتم استثمار معظم أرباح المبيعات مرة أخرى في المشروع للحفاظ على هذه الحرفة القديمة للأجيال القادمة، وتحصل مها الأفغانيات على أجرٍ يتجاوز الأجر الذي تنص عليه المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة، وهذا ما يمكنهن من إعالة ودعم أنفسهن، كما تستفيد الأفغانيات من العديد من الخدمات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية المجانية والتدريب المهني والتعليم بدوام كامل لأطفالهن. وعن «مزارع ميرا» أوضحت ألفة بنت شعبان منسقة في المزارع: حرصت المبادرة على إحياء الزراعة التي تعد جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الشعب الأفغاني وهويته الثقافية، بعد مواجهتها صعوبات وتوقف العمل فيها بسبب النزاع المسلح الذي اجتاح الأرض، وبفضل مشروع فاطمة استطاعت الأرض أن تنبت من جديد زهور الزعفران واللوز والفستق والتين والجوز في التربة الأفغانية الخصبة، ووفر المشروع تدريباً مهنياً لأكثر من 930 مزارعاً في عام 2020، وتنتشر مزارع المشروع في مناطق مختلفة مثل قندهار وهلمند وكابول وهرات وأوروزغان وزابول وسمنجان وكابيزا وغزني ونيمروز. وأضافت شعبان: إن المشروع نجح في بناء الثقة مع المزارعين المحليين وإنشاء علاقات قوية بهم في جميع أنحاء أفغانستان، وأطلق مشروع مزارع «ميرا»، لمشاركة العالم أجمع الكنوز الطبيعية التي تتمتع بها أفغانستان، ويزرع المشروع عبر علامته التجارية أجود أنواع الزعفران والفواكه والمكسرات المجففة والطازجة. وساعد مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد، عبر إنجازاته في مجالات الصحة والتعليم والحق في العمل، على إبراز القدرة على دمج أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة مع سياسة المساعدة الإنسانية والتنمية في صوغ طريق نحو السلام وتحقيق حياة أفضل للجميع، ويحقق المشروع بمفرده 14 من أصل 17 هدفاً من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ما يسهم في بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع، وتشمل هذه الأهداف استحداث فرص عملٍ بأجر عادل في السوق ومكافحة سوء التغذية في جميع أنحاء أفغانستان. وأسست ذراع الرعاية الصحية في مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد في عام 2010، وكان شهر أبريل من عام 2020 نقطة تحول حاسمة في العمل الذي يتم إنجازه على أرض الواقع عبر المشروع، إذ وقع القائمون عليه مذكرة تفاهم مع وزارة الصحة العامة في أفغانستان (MoPH)، وشهدت الاتفاقية تقديم المشروع الخدمات الصحية الأساسية في المناطق التي تواجه فيها الحكومة صعوبات في إيصالها إلى الأفراد، ومن ذلك خدمات رعاية الأم والطفل الأساسية وحملات التحصين مع التركيز بشكل خاص على القضاء على شلل الأطفال. مجال التعليم ويعمل قسم التعليم ضمن مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد على منع عمالة الأطفال مع التركيز الإيجابي والكبير على تسهيل التعليم، كما يجب على جميع الأطفال المستفيدين من مشروع فاطمة الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً الالتحاق بالتعليم بدوام كامل، ويعمل المشرفون على المشروع بشكل وثيق مع المدارس لضمان حضور الأطفال، مع توفير التوجيه والدعم في كل مرحلة، كما تتلقى النساء تدريباً على أسس حياة البالغين في مجالات الصحة والنظافة الشخصية ومحو الأمية والتدريب المهني. الإمارات رسّخت مكانتها قوةً دبلوماسية إقليمية وصانعة للسلام أكد التقرير الصادر بالتعاون بين القمة العالمية للحكومات 2023 ومشروع فاطمة بنت محمد بن زايد، أن دولة الإمارات رسخت نفسها قوة دبلوماسية إقليمية ودولة صانعة للسلام، فمن الدور الذي قامت به في اتفاقيات إبراهيم عام 2020 إلى الدور الذي قامت به في استقبال آلاف اللاجئين من أفغانستان في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في عام 2021، كان لدولة الإمارات دورٌ محوري في النجاحات الدبلوماسية الكبرى. وفي عام 2022، أطلق مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية (AGDA) أول مختبر دبلوماسي في المنطقة وهو منصة مجتمعية فريدة للحوار المفتوح والابتكارات في مجال الدبلوماسية، وهدف المختبر إلى تعزيز وتسهيل المشاركة التعاونية والمؤثرة لمجتمعه مع العالم الدبلوماسي الأوسع، وذلك في محاولة لتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بالعمل مع مجموعة من الوزارات والهيئات الحكومية والبعثات الدبلوماسية والمنصات متعددة الأطراف، ويُعد المختبر منصة للأفكار تستعد عبرها دولة الإمارات ومشروع فاطمة بنت محمد بن زايد لمواجهة تحديات المستقبل. قوة ناعمة ولفت التقرير إلى أن دولة الإمارات واحدة من أكبر ثلاث جهات مانحة للمساعدات الإنسانية نسبةً من الدخل القومي الإجمالي في العالم، وقد كانت من بين أكبر خمس دول مانحة للمساعدات الإنسانية في العالم من ناحية الدولار الأمريكي في عام 2018، وتواصل الدولة الاستثمار أكثر فأكثر في هذا النموذج الحيوي من الدبلوماسية الثقافية الذي يعد محور تركيز للسياسة الخارجية، فتستعين بهذه القوة الناعمة لمساعدة بعض أفقر دول العالم، وفي عام 2018 وصلت نسبة المساعدات الإنسانية إلى 18% من مجمل ميزانية المساعدات الخارجية لدولة الإمارات. وبين التقرير أن هذا الالتزام بالدبلوماسية الإنسانية هو الذي ساعد دولة الإمارات على الحفاظ على موقف حيادي في المناطق التي تعاني الصراع، باستخدام نفوذها بطريقة إيجابية لإحداث تغييرات حقيقية وهادفة عبر صنع السياسات الإنسانية. وكشف التقرير عن توسع مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد في مكان آخر، ليس فقط في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وإنما على الصعيد العالمي، وذلك بعد النجاح الملموس الذي حققه هذا النموذج في أفغانستان في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية والجغرافية الفريدة من نوعها. تعاون أسّس مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد في عام 2010، وهو يسعى إلى إحداث تغيير في واقع حال نساء وأطفال أفغانستان، ويستثمر المشروع محلياً في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم، ويسهم في إجراء إصلاحات اجتماعية واقتصادية وتوفير فرص العمل، وتستحوذ النساء العاملات من المنزل على 70% من فرص العمل التي يوفرها المشروع، وتشكّل النساء الأرامل نسبة عالية منهن، ويتلقى كل عامل في المشروع تدريباً مهنياً ورعاية طبية وتعليماً مجانياً لأطفالهم، وجاء هذا المشروع في إطار تعاون فريد بين حكومة دولة الإمارات والشركة الأفغانية «التنوير للاستثمارات» (Tanweer Investments)، وقد أثبت جدواه الاقتصادية في مجال التنمية المستدامة ما يجعله نموذجاً يمكن تصديره للحكومات في جميع أنحاء العالم لإحداث تغيير هادف ومؤثر، مع تقليل الأخطار الاقتصادية. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :