المناطق_متابعات لأعوام، راقب ألكسندر دي روتشيلد عائلته تتجادل حول ما إذا كان بنك الاستثمار الذي يحمل اسمها، المرادف للسرية والتحفظ، ينبغي أن يظل شركة مدرجة في البورصة. الآن، قرر قائد الجيل السابع من سلالة البنوك الأوروبية حسم الجدل بشكل نهائي. الإثنين الماضي، أطلق الرجل البالغ من العمر 42 عاما صفقة بقيمة 3.7 مليار يورو لجعل مؤسسة أنجلو-فرينش مؤسسة خاصة – أكبر خطوة له منذ توليه إدارة البنك قبل خمسة أعوام. أخبر دي روتشيلد “فاينانشيال تايمز”، “يجب الالتزام بشكل كامل. كان من الواضح أننا وصلنا إلى الحد الأقصى والإمكانات الكاملة للإدراج. حمضنا النووي أكثر ملاءمة لكوننا شركة خاصة”. قال جيريمي سيجي، محلل البنوك في إكسان بي إن بي باريبا، “يتعلق هذا جزئيا بممارسة ألكسندر قيادته. وبهيمنة ألكساندر ورغبته في ترك بصمته، ووضع الشركة – والعائلة – على أفضل أساس للمستقبل”. مع ذلك، فإن الوقوف في طريقه يعني معركة محتملة مع مساهمي الأقلية الذين يقول عنهم المصرفيون المنافسون، إنهم قد يحاولون الضغط من أجل استخراج مزيد من الأموال من عائلة روتشيلد. وهناك تساؤلات حول أين سيتجه نجل إحدى أكثر العائلات ارستقراطية في العالم لدفع الثمن لتحقيق رؤيته. قال أحد كبار المصرفيين في باريس، “يجب أن يقتنع مساهمو الأقلية بالبيع، قد يصيحون بأن السعر غير كاف (…) لكن إذا كنت مساهما ناشطا عادي أو مؤسسة، فهل ستقف في طريق عائلة روتشيلد بأكملها؟”. سيؤدي إلغاء إدراج بنك روتشيلد أند كو إلى عكس الاتجاه السائد بين أقرانه من البنوك الاستثمارية الصغيرة – مثل إيفركور، ولازرد وبي جي تي بارتنرز – التي تم طرحها جميعا في الولايات المتحدة وسارت على خطا الاكتتاب العام الأولي المميز لبنك جولدمان ساكس 1999. لكن بنك روتشيلد أند كو، الذي كان جزءا من سلالة بدأت في الحي اليهودي في فرانكفورت في القرن الـ18، لم يحمل أبدا بصمات شركة عامة نموذجية. المؤسسة – التي تضم من بين أعضائها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والسياسي البريطاني جاكوب ريس-موج، وويلبر روس، المعروف في وول ستريت باسم “ملك الإفلاس” – كانت خاصة بالفعل من جميع النواحي باستثناء النتائج السنوية. يقول المسؤولون التنفيذيون في الشركات غير العائلية، “إن الصفقة لا تغير أي شيء حقا”. وأشاروا إلى أن العائلة الأوسع – التي تضم عم ألكسندر، إدوارد دي روتشيلد، وعائلة موريل – تمتلك بالفعل 54.5 في المائة من الشركة. وهي تحتفظ بالسيطرة عليها بثلثي حقوق التصويت عبر هيكل يشبه الحصن ويسمى بالشراكة المحدودة بالأسهم، وهو وضع قانوني خاص مختلط بين الشراكة وشركة ذات مسؤولية محدودة. نظرا إلى وجود كثير من مستثمري المدى الطويل في سجل مساهميها الذين يدعمون العائلة إلى حد كبير، فإن التداول الحر الفاعل صغير ويتم تداول الأسهم بشكل طفيف. يتم تداول أسهمه بأكثر من نصف السعر إلى مضاعف الأرباح من أقرانه المدرجين في الولايات المتحدة، دون حاجة إلى أي من الأقسام الثلاثة للمجموعة – الاستشارات العالمية وإدارة الثروات والأصول والخدمات المصرفية التجارية – للوصول إلى رأس المال من أسواق الأسهم العامة. في الوقت نفسه، كان هناك إحباط متزايد داخلي من أن أداءها التشغيلي القوي – حيث سجلت جميع الشركات الثلاث عاما قياسيا في 2021 ونمت الإيرادات الإجمالية 11 في المائة على أساس سنوي في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي – لم ينعكس بشكل كاف على أداء سعر سهمها. قبل إعلان الإثنين الماضي، ارتفع سهم بنك روتشيلد أند كو بنحو 10 في المائة خلال الأشهر الـ12 الماضية وكسب 25 في المائة خلال الأعوام الخمسة الماضية. باختصار، اعتقدت العائلة أن الإدراج لم يجلب لبنك روتشيلد أند كو أي فوائد حقيقية ورأت قيادته تناقضا متأصلا في شركة عامة أسيرة للتقارير ربع السنوية التي تنصح العملاء بالتفكير على المدى الطويل. من نواح عديدة، كان من المدهش أن تكون مؤسسة روتشيلد أند كو عامة في المقام الأول. فرغبة العائلة في أن تكون سيدة مصيرها، وروحها المتمثلة في أن التحفظ هو الجزء الأفضل من الشجاعة، كانت تتماشى بشكل غير ملائم مع الأسواق العامة. لكن إدراجها في باريس يعود إلى كونه حدثا تاريخيا أكثر من كونه قرارا استراتيجيا. بعد فترة وجيزة من تولي ديفيد، والد ألكسندر دي روتشيلد، رئاسة البنك من والده جاي، في 1982، تم تأميمه من قبل الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران. ديفيد دي روتشيلد، الشخصية الحضرية المشهورة في الدوائر الباريسية بصفته مستشار المستشار، أجبر على البدء من الصفر وإعادة بناء البنك. أعاد إطلاق أنشطته الفرنسية عبر باريس أورليان، شركة سكك حديدية فرنسية متوقفة تم إدراجها في البورصة منذ القرن الـ19 قبل أن تصبح شركة قابضة لعائلة روتشيلد. في 2015، غيرت العائلة اسم البنك الاستثماري من باريس أورليان إلى روتشيلد أند كو. الصفقة الوشيكة ستغلق هذا الفصل. تجري كونكورديا، شركة قابضة لعائلة روتشيلد تمتلك 38.9 في المائة من الأسهم و47.5 في المائة من حقوق التصويت، محادثات مع البنوك والمستثمرين لتمويل عرض للمجموعة والضغط على مساهمي الأقلية. بموجب شروط الصفقة، ستزيد شركة كونكورديا حصتها في البنك من نحو 50 إلى 55 في المائة، وسيوسع 100 أو نحو ذلك من الموظفين الشركاء ملكيتهم للأعمال، التي تبلغ حاليا 5 في المائة. كما يقوم بنك روتشيلد أند كو بالاستفادة من شبكته لجلب كثير من العائلات الخارجية كمستثمرين في الأسهم. تخطط شركة كونكورديا لعرض 48 يورو للسهم الواحد، زيادة 19 في المائة على السعر عند الإغلاق الجمعة الذي يقدر قيمة المجموعة عند 3.7 مليار يورو. يتضمن ذلك توزيعات أرباح قدرها 1.4 يورو للسهم وتوزيع استثنائي بقيمة ثمانية يورو لكل سهم، إذا قدمت شركة كونكورديا عرضها. أشار المصرفيون الاستثماريون المنافسون إلى أنه باستثناء توزيعات الأرباح، فإن سعر عرض شركة كونكورديا في الحقيقة 38.6 يورو، أي أقل من سعر الإغلاق الجمعة. قال مؤسس شركة مصرفية استثمارية منافسة، إن العرض “انتهازي للغاية وقريب من الظلم”. على مدار العام الماضي، تداول بنك روتشيلد أند كو بمتوسط مضاعف 7.1 مرة من الأرباح، وسعر العرض أعلى قليلا فقط، عند 7.6 ضعف توقعات أرباح المحللين على مدى الـ12 شهرا المقبلة، وفقا لشركة رفينيتيف. قال محام في باريس، “لم يكن الوقت في مصلحتهم للتحول إلى شركة خاصة. سيكون السعر أعلى بكثير في غضون عامين حيث من المحتمل أن تكون ظروف السوق أفضل وستكون إدارة الثروات والأعمال المصرفية التجارية أكثر نضجا”. يشير الأشخاص المقربون من شركة كونكورديا إلى أن سعر العرض البالغ 48 يورو للسهم الواحد يمثل علاوة بـ15 في المائة مقارنة بأعلى مستوى على الإطلاق لأسهم بنك روتشيلد أند كو في كانون الثاني (يناير) 2022. قال أحد المطلعين على شؤون بنك روتشيلد، “لدى الشركة قيمة خفية لم تتعرف عليها السوق. لا يمكن للسوق أن تقول إنها لا تدرك هذه القيمة ومن ثم تقول من ناحية أخرى أعطني هذه القيمة”. يعد التحول إلى شركة خاصة أحدث خطوة في سلسلة من الإجراءات التي اتخذها ألكسندر دي روتشيلد ووالده البالغ من العمر 80 عاما قبله لتطوير هيكل بنك روتشيلد أند كو. حاولت العائلة إحكام ملكيتها على المجموعة وتنويع إيراداتها بما يتجاوز أعمالها الاستشارية الفرنسية والبريطانية الأساسية، من أجل مساعدتها على تجاوز فترات أقل ازدهارا في سوق الاندماجات وعمليات الاستحواذ في أوروبا. الأهم من ذلك، قبل أكثر من عقد بقليل، قام نجل عائلة دي روتشيلد الأكبر بتدبير عملية اندماج بين البنك الفرنسي المنفصل آنذاك والبنك التجاري البريطاني إن إم روتشيلد آند صنز، الذي كان يديره ابن عمه الراحل إيفلين دي روتشيلد. الصفقة التي كانت قيد الإعداد لأعوام عديدة وحدت الهيكل المؤسسي في ظل المجموعة الأم الفرنسية، ووضعت حدا لعقود من التنافس بين فرنسا وإنجلترا. في ذلك الوقت، باع إيفلين دي روتشيلد مصالحه بالكامل في بنك العائلة، والآن ما زال واحد فقط من أبنائه الثلاثة مساهما صغيرا عبر شركة كونكورديا. ثم في 2018، أعلن بنك روتشيلد أند كو أنه قام بتسوية نزاع مع إدموند دي روتشيلد، مجموعة الخدمات المصرفية الخاصة وإدارة الأصول التي تتخذ من جنيف مقرا لها، حول اسم العائلة. كجزء من هذا، قاما بتفكيك الملكية المشتركة في بعضها بعضا. أنهت التسوية خلافا عاما محرجا وجاءت عندما تنحى ديفيد دي روتشيلد عن منصبه وسلم مقاليد الأمور لابنه، وهي خطوة كانت قيد الإعداد لعقد من الزمن. كانت تجارب ألكسندر دي روتشيلد المبكرة للبنك تتمثل في زيارة مكاتبه المليئة بدخان السيجار عندما كان طفلا في الثمانينيات. بعد أن عمل كمحلل في شركة بير ستيرنز وشركة الأسهم الخاصة أرجان كابيتال، انضم إلى بنك روتشيلد أند كو 2008، حيث تولى مهمة بناء أعمال الأسهم الخاصة مع مارك أوليفييه لوران، المدير التنفيذي لبنك روتشيلد منذ فترة طويلة. بتوجيه من لوران ووالده ديفيد، والعمل من كثب مع أعضاء مجلس الإدارة – روبرت ليتاو وفرانسوا بيرول وجافيد خان – ينظر إلى انتقال القيادة إلى ألكسندر دي روتشيلد على نطاق واسع بأنها كانت عملية سلسة. لا يزال القسم الاستشاري العالمي التابع للشركة الذي يقدم المشورة بشأن المعاملات مثل عمليات الدمج والاستحواذ يمثل أغلبية الإيرادات. لكن بنك روتشيلد أند كو قام ببناء قسم إدارة الثروات والأصول بنحو 100 مليار يورو لتحقيق الرسوم الثابتة التي يفضلها المستثمرون بشكل متزايد، مع الاستحواذ في 2016 على البنك الإقليمي الفرنسي الخاص مارتن موريل، وعلى بنك باريس بيرتران الخاص في 2021. مبادرات جمع الأموال الناجحة في 2022 دفعت إيرادات الخدمات المصرفية التجارية في العام الماضي، وكان البنك يتوسع في الولايات المتحدة، السوق التي كافح من أجل دخولها. سيعلن بنك روتشيلد أند كو مزيدا من التفاصيل حول الصفقة في نتائجه للعام بأكمله في هذا الأسبوع. بشكل حاسم، ستحتاج شركة كونكورديا إلى الحصول على 90 في المائة من الأسهم حتى تتمكن من “الضغط على” بقية مساهمي الأقلية. وكجزء من التمويل، ستقترض الشركة القابضة أموالا مضمونة مقابل حصتها في البنك. قال المطلع على شؤون بنك روتشيلد، “إنها خطوة تتسم بكثير من الإيمان بالنسبة إلى العائلة. عليك أن تؤمن بمستقبل الشركة للقيام بذلك”. الوسوم بنك روتشيلد
مشاركة :