تقرير إخباري: قادة ومسئولون عرب يبحثون دعم وتنمية القدس للتصدي لمحاولات تغيير وضعها القانوني والتاريخي

  • 2/13/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بحث قادة ومسئولون عرب اليوم (الأحد) سبل دعم وتنمية القدس وتعزيز قدرتها على التصدي لمحاولات تهويدها وتغيير وضعها القانوني والتاريخي. جاء ذلك خلال مؤتمر "القدس.. صمود وتنمية" الذي عقد اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزراء خارجية وممثلي الدول العربية، وعدد من رؤساء وممثلي المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية، من بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة عدم الانحياز، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، ووكالات وصناديق وطنية وأهلية. وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، موقف مصر الثابت إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، بما في ذلك المسجد الأقصى بكامل مساحته باعتباره مكان عبادة خالصا للمسلمين. وحذر السيسي من الإخلال بوضع القدس قائلا "تعيد مصر التحذير من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على الإخلال بذلك، أو على محاولة استباق أو فرض أمر واقع يؤثر سلباً على أفق مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي". وتابع الرئيس المصري قائلا "إنه لمن المؤسف أن يأتي اجتماعنا اليوم على خلفية ظروف طارئة ومتأزمة تواجه القضية الفلسطينية وتهدد الأمن الإقليمي ومفهوم التعايش بين شعوب المنطقة، حيث تستمر الإجراءات أحادية الجانب المخالفة للشرعية الدولية، من استيطان وهدم للمنازل، وتهجير ومصادرة الأراضي، وعمليات تهويد ممنهجة للقدس، واقتحامات غير شرعية للمسجد الأقصى، فضلا عن الاقتحامات المستمرة للمدن الفلسطينية على نحو يزيد الاحتقان على الأرض ويهدد بانفلات الأوضاع الأمنية"، مؤكدا أن كل ما تقدم من شأنه أن يعوق حل الدولتين، ويضع الطرفين، والشرق الأوسط بأكمله أمام خيارات صعبة وخطيرة. من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن الحفاظ على فرص السلام على أساس حل الدولتين يتطلب وقف كل الانتهاكات الإسرائيلية والاقتحامات للمسجد الأقصى الحرم القدسي الشريف، محذرا من محاولات التقسيم الزماني والمكاني التي تعيق فرص تحقيق السلام المنشود. وحذر العاهل الأردني في كلمته "من أن أية محاولة للمساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم، ستكون لها انعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة بأكملها"، مطالبا المجتمع الدولي بتلبية حقوقهم العادلة والمشروعة، بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. فيما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنه "أمام التعنت الإسرائيلي، وممارساته التي تخطت كل الخطوط الحمراء، سوف نتوجه في الأيام القليلة القادمة إلى الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي لنطالب باستصدار قرار يؤكد على حماية حل الدولتين من خلال منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ووقف الأعمال الأحادية، وعلى رأسها الاستيطان الذي يعتبر كله باطلا وغير قانوني، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية، والدعوة لعقد مؤتمر دولي". بدوره، أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن مؤتمر "القدس.. صمود وتنمية"، يعقد تنفيذا لقرار القمة العربية الأخير بالجزائر لدعم صمود القدس في مواجهة سياسات وإجراءات إسرائيلية بالغة التطرف تهدف إلى القضاء على الهوية الفلسطينية، وطمس الوجه التعددي للمدينة، وتهويدها، وإفراغها من سكانها الفلسطينيين، عبر القمع وتضييق الخناق وهدم المنازل وغير ذلك من الإجراءات المنافية للقانون الدولي الإنساني. وشدد أبو الغيط، في كلمته، على أن حل الدولتين - وهو البديل العقلاني الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي - يتعرض لتقويض ممنهج ومستمر على يد الاحتلال الإسرائيلي، ومن دون أفق لإنهاء الصراع وتحقيق السلام الدائم والشامل في المنطقة. وعقب الجلسة الافتتاحية عقدت جلسة العمل الأولى، تحدث خلالها عدد كبير من المسئولين، معربين عن دعمهم الكامل للقضية الفلسطينية وفي القلب منها القدس. وأكد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، في كلمة نيابة عن العاهل المغربي محمد السادس، أن التدابير الأحادية، التي من شأنها إضفاء واقع غير شرعي على القدس ومحيطهـا، تعتبر تهديدا للوضع القانوني للمدينـة، وتركيبتها الديمغرافيـة، وطابعها التاريخي القائم على تعدد الثقافات والأديـان، منوها إلى أن الإجراءات الممنهجة والمتعارضة مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحـدة، لا تساعد على بناء الثقـة، بل تقوض كل أسس التوصل إلى حل دائـم، يقوم على وجود دولتين تعيشان جنبا إلى جنـب، في أمن وسـلام. ودعا أخنوش إلى إقامة تحالف عالمي يجمع كل القوى الحيـة، الملتزمة بالسـلام، والمؤمنة بقيم التسامح والتعايش، لإنقاذ مدينة السـلام، والحفاظ على موروثها الحضاري والإنساني المشتـرك، انسجاما مع النداء الذي أطلق بالرباط عام 2009، لمناسبة المؤتمر الدولي حول القـدس. في السياق، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في كلمة القاها بالنيابة عنه وزير الخارجية رمطان لعمامرة مواصلة وتكثيف الجهود والمساعي للدفاع عن القدس المحتلة في وجه القمع الإسرائيلي الممنهج، الذي يستهدف المدينة، وأهلها، ومقدساتها. وقال تبون، إن السياسات العنصرية المدانة التي يسعى الاحتلال لفرضها في مدينة القدس ومحاولاته طمس هويتها، والمساس بالوضع القائم فيها أو تدنيس مقدساتها في الاستفزازات الأخيرة، لن تحقق إلا مكاسب وهمية تجافي التاريخ والشرعية والديمغرافيا، لترهن التعايش الذي ميز هذه المدينة على مدى قرون من الزمن، وتقوض آفاق إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وأكد في كلمته تمسك الجزائر بمبادرة السلام العربية كأساس لحل الصراع العربي- الإسرائيلي وفق مبدأ "الأرض مقابل السلام"، مجددا العزم على مواصلة وتكثيف جهودنا ومساعينا للدفاع عن القدس المحتلة، في وجه القمع الإسرائيلي الممنهج الذي يستهدف المدينة، وأهلها، ومقدساتها. وقال السفير مهند العكلوك السفير المناوب بمندوبية فلسطين بالجامعة العربية، إن المؤتمر الذي يتضمن 4 جلسات عمل، سيشهد عرض مشاريع اقتصادية تنموية استثمارية بالقدس مكونة من 82 مشروعا وذلك بهدف دعم قطاع التعليم والصحة والإسكان والسياحة والثقافة، بالإضافة إلى قطاعي الشباب والمرأة. وأضاف العكلوك لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن دولة فلسطين ستقوم بعرض مشروع هو الأول من نوعه وهو "تأسيس آلية دعم لمشاريع تنموية صغيرة ومتوسطة" تعمل في إطار جامعة الدول العربية وفي إطار عربي متعدد الأطراف ليكون مشترك مع صناديق الاستثمار والقطاع الخاص العربي. وأقيم على هامش المؤتمر معرض فني ضم صورا تاريخية للقدس ولوحات فنية تعبر عن صمود القدس وسكانها، وهويتها العربية العريقة وتبرز مقدساتها الإسلامية والمسيحية.

مشاركة :