حرف تراثية تعكس مهارة المرأة الإماراتية

  • 2/13/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تتواصل فعاليات مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة بأبوظبي وسط حضور جماهيري كبير، وتستقطب الزوار من مختلف الجنسيات للاستمتاع بالأنشطة المتنوعة ضمن أجواء تفاعلية جاذبة. ومن الفعاليات التي تحوذ الاهتمام، الحرف التراثية النسائية، وما تعكسه من أبعاد مجتمعية. وتستعرض مجموعة من الحرفيات ما تتميز به المرأة الإماراتية منذ القِدم من مهارة، لتستثمر ما جادت به الطبيعة، حيث صنعت ما تعين به نفسها وما تتزين به من مواد تجميلية، وما تستعمله من ديكورات في بيتها. كنة الظاهري مشرفة الحرفيات، من مركز الصناعات في الاتحاد النسائي العام، تستعرض حرف الماضي ضمن القرية التراثية في مهرجان الشيخ زايد، وتقول: لعبت المرأة الإماراتية دوراً حيوياً وفاعلاً في المجتمع منذ القِدم، وأسهمت في مختلف نواحي الحياة. فإلي جانب توليها شؤون البيت ورعاية الأطفال، كانت تقوم بأعمال الزراعة وتربية الحيوانات، وبين هذا وذاك تجد مساحة لممارسة الحرف التراثية التي أعانتها على الحياة في مختلف البيئات. وبالرغم من انشغالاتها، كانت بفضل مهاراتها تصنع زينتها وعلاجها من الطبيعة وما تجود به من مواد محلية. أساس الإبداع توضح الظاهري، أن هذه الحرف التراثية تقف شاهدة على حياة اجتماعية شكلت فيها المرأة محور البناء وأساس الإبداع، فعندما كانت تنهي أعمال بيتها ورعاية أسرتها تبدأ في إبداع آخر يتمثل في ممارسة حرف السدو والتلي والخوص والخياطة وغزل الصوف وصناعة العطور والبخور، وسواها من الصناعات، لتقف شامخة ومساندة لزوجها موفرة ملابسها وزينتها من عمل يديها. وأضافت: نعمل في مركز الصناعات في الاتحاد النسائي العام على تأصيل التراث من جهة، وتثقيف الأجيال من جهة أخرى لحفظ هذا الموروث، كما تحيلنا هذه المشاركات إلى دور الجدات في نقل إرثنا للأجيال. «الكرخانة» عائشة السيد، تعمل على «الكرخانة»، وتخيط يدوياً بعض الأقمشة التراثية في عرض حي أمام الزوار، مؤكدة أن خياطة الملابس كانت تتم يدوياً في الماضي، وكان تفصيل الثياب جزءاً من الهوية والتراث، وكانت النساء يمضين ساعات في خياطة ملابس أهل البيت من «البريسم» و«النفانيف» و«أقمشة الشربت» و«الكنادير» و«المقصر»، وهو اللباس اليومي. ومع مرور الوقت دخلت «الماكينة» حياتنا وحققت نقلة نوعية في التطريز وجمالياته، وكان ذلك مع وصول آلة الخياطة المعروفة محلياً بـ«الكرخانة» والتي كانت في البداية تتحرك يدوياً، وتتميز بالسرعة، ما مكّن العائلات من الحصول على ملابس بأقل تكلفة وأكثر جمالاً في الحياكة. وساعدت «الكرخانة» أيضاً على إعطاء نتيجة جيدة، بحيث بدأت النساء يبدعن في تطريز الملابس، وليس الاكتفاء بخياطتها. خيوط الصبر بالرجوع إلى فترة ما قبل دخول «الكرخانة»، تشير عائشة السيد إلى أنه مع ظهور الماكينة التي يمتلكها الميسورون فقط، كان النساء يخطن ملابسهن باليد، وهذا الأمر كان يستغرق وقتاً طويلاً لإنجاز كندورة أو ثوباً واحداً. أما الخيوط فكان يتم توفيرها عبر «التنسيل»، وهي حرفة تتطلب الصبر والتأني، حيث تقوم المرأة بتوفير الخيوط الخام من كندورة قديمة أو من الشيلة «الوسمة». ويتم جذب الخيط بطريقة تحافظ عليه طويلاً، وتتطلب هذه العملية توفر لونين فقط، الأبيض والأسود، ثم يتم سل الخيط ولفه على ورق مقوى حتى تضمن انسيابيته عند العمل به. أخبار ذات صلة 8 مواقع للشواء في الحدائق العامة والشواطئ بالظفرة «أبوظبي 360»: 3 خطوات بسيطة لتعزيز صحة القلب «الحناء» المرأة الإماراتية قديماً، لم يكن دافعها توفير ما تحتاج إليه من أدوات عبر الحرف التقليدية فقط، بل كانت أيضاً تبتكر خلطات تتزين وتتعالج بها، وهذا ما أكدته زهرة سعيد سالم الفلاسي، التي كانت تدق «الحناء»، مؤكدة مكانتها في ثقافة أهل الإمارات وفق طقوس وعادات متأصلة. وكيف أنها تستعمل كعلاج، قائلة: «الحناء» تعتبر واحدة من أبرز مفردات التراث الإماراتي، التي اهتمت بها المرأة قديماً، فقد زرعت شجيراتها في بيتها واعتنت بها، وأعدت منها خلطات لتخضب يديها وقدميها في مختلف المناسبات السعيدة، كما أضافت عليها مواد طبيعية مع اللون الأحمر الغامق، وابتكرت نقشات من وحي بيئتها. وكان النساء يحرصن على إعداد الحناء في البيت، ويعملن على زراعتها، ثم تجفيف أوراقها في الشمس، والاحتفاظ بها. وعند الحاجة، تعدها المرأة وفق الطريقة التقليدية، حيث تدق أوراقها المجففة في «المنحاز» لتصبح ناعمة، ثم تمررها في خرقة دقيقة الثقوب للحصول على مسحوق ناعم، لإضفاء نوع من الحمرة القانية عليها، ثم تُعد محلولاً من الليمون الحامض اليابس المدقوق والماء المغلي، الذي يُترك ليلة كاملة، ثم تخلط به الحناء لتصبح جاهزة للاستعمال، موضحة أن «الحناء» كانت توضع أيضاً كعلاج في أسفل القدم، حتى تمتص الحرارة وتقي من التشققات، وتوضع على الرأس لعلاج الصداع وأمراض أخرى. غزل الصوف في ورشة غزل الصوف الحية، تجلس شما غانم وهي تغزل الصوف الذي يعتبر زاداً للبدو الرحل، حيث يقيهم من حرارة الصيف وبرودة الشتاء، فصنعوا منها الخيم والديكورات والمفارش، موضحة أن البدو كانوا يعملون على تربية «الحلال» ويجزون الغنم في شهر مارس، وبعدها يأتي غسل الصوف في البحر، وتنظيفه بعد أن يجف، ثم تبدأ مرحلة الغزل باللونين الأبيض والأسود، أما الأصفر فنصبغه طبيعياً بزهرة برية، ونستعمل في صبغها الفوة واللومي والصبغ وبعض الألوان الأخرى. «الرحى» تعيد طاهرة عبود للأذهان تلك الأيام التي كانت فيها الجدات يجلسن خلف الرحى، لطحن حبوب القمح، وتوفير الدقيق لصنع الخبز، موضحة أن الرحى هي مطاحن الأسلاف المنتشرة في كل بيت. وكانت الحبوب توضع في فتحة علوية، وبفعل دوران القرص العلوي يتم طحن الحبوب ليخرج الطحين من جوانب الرحى بدرجة من النعومة يمكن التحكم فيها، بما يتناسب مع إعداد الأكلات الشعبية، ومنها الهريس والعصيد والخبيص. وخلال عملية الطحن تتشبث طاهرة بوتر خشبي طويل، وبهمة ونشاط تقوم بتحريك القرص العلوي ليحتك بالقرص السفلي، ويسحق القمح الذي يتحول إلى دقيق ناعم. وتشير إلى أن نساء «الفريج» كن يجتمعن حول الرحى لطحن القمح، في مشهد يجسد أسمى معاني التعاون والتكافل.

مشاركة :