مدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألف نسمة قبل الحرب، دمرت إلى حد كبير خلال أكثر من ستة أشهر من القتال الذي خلف ايضا خسائر بشرية فادحة لدى الجانبين. ورغم أن أهميتها الاستراتيجية موضع تباين، باتت المدينة رمزا للصراع بين موسكو وكييف للسيطرة على هذه المنطقة الصناعية في شرق البلاد. بعد عدة أشهر من تبادل القصف المدفعي بدون تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض، أحرزت القوات الروسية تقدما في الأسابيع الأخيرة لا سيما شمال باخموت حيث سيطرت على مدينة سوليدار الشهر الماضي. وأقرت الرئاسة الاوكرانية الاثنين بأن الوضع "معقد" في بلدة باراسكوفيفكا جنوب سوليدار وعلى بعد 10 كلم من وسط باخموت "التي تتعرض لقصف وهجمات مكثفة" روسية. من جهته، اعلن الجيش الروسي الاستيلاء على بلدة كراسنا غورا قرب باراسكوفيفكا. وذكر أن "وحدات هجومية من المتطوعين بمساندة سلاح المدفعية من المجموعة الجنوبية حررت البلدة". والأحد، أعلن رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الذي ينتشر رجاله على الخطوط الأمامية في هذه المعركة، الاستيلاء على كراسنا غورا. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقريرها اليومي إن القوات الروسية قصفت 16 بلدة بالقرب من باخموت الأحد بالدبابات وقذائف الهاون والمدفعية. "إنفجارات كل يوم" وأعلن المتحدث باسم القيادة "الشرقية" للجيش الأوكراني سيرغي تشيريفاتي الأحد أن "قطاع باخموت لا يزال المنطقة الرئيسية لهجمات العدو" مع تسجيل 167 عملية قصف و41 اشتباكا مسلحا خلال الساعات ال24 الماضية. الجمعة اكد مسؤول موال لموسكو في شرق اوكرانيا هو القيادي الانفصالي دنيس بوشيلين ان قوات موسكو باتت تسيطر على ثلاث من قنوات الامداد الأربع الاوكرانية باتجاه باخموت. كما أشار تشيريفاتي الى "عدد قياسي من عمليات القصف" قرب ليمان شمالا، المدينة التي انسحب منها الروس في تشرين الأول/اكتوبر وفي مدينة كوبيانسك شمال خط الجبهة، شاهد مراسلو فرانس برس الاثنين مباني مدمرة تحمل آثار رصاص وسيارات متفحمة ومنقلبة في الشوارع. وبعد انفجار قوي هز المدينة فجرا، قال السكان إنهم يخشون هجوما روسيا وشيكا. وقالت أولغا البالغة 62 عاما وهي من سكان البلدة "حصل قصف قبالة منزلي حطم جميع النوافذ. هناك انفجارات كل يوم، إنه أمر مخيف للغاية". وذكرت الرئاسة الأوكرانية أن الوضع "متوتر" قرب فوغليدار جنوبا حيث تشن القوات الروسية هجوما. في خيرسون جنوب أوكرانيا قتل ثلاثة أشخاص واصيب آخر في القصف في الساعات ال 24 الماضية، بحسب المصدر نفسه. ذخائر سياسيا، عين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين فاسيل ماليوك رئيسا جديدا لأجهزة الأمن الأوكرانية ووزير داخلية جديدا هو إيغور كليمنكو ستكون مهمته تشكيل ألوية هجومية جديدة. من جهته، وضع وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف الذي طالته فضيحة فساد، أهداف الاجتماع المقبل مع حلفاء كييف الغربيين والمقرر الثلاثاء في بروكسل. وكتب الإثنين على فيسبوك أن الأهداف هي أنظمة المضادات الجوية للتصدي للصواريخ الروسية وتسليم دبابات وذخيرة حديثة لأوكرانيا وتدريب جنود وخدمات لوجستية. من جهته حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الاثنين من أن القوات الأوكرانية تستهلك كمية ذخائر أكبر بكثير من تلك التي تنتجها الدول الأعضاء في الحلف. وقال خلال مؤتمر صحافي عشية اجتماع لوزراء دفاع دول الناتو إن "الوتيرة الحالية لاستخدام الذخائر في أوكرانيا أكبر بكثير من وتيرة إنتاجنا الحالية". وأضاف "هذا الأمر يضع صناعاتنا الدفاعية تحت الضغط". تلقت أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة وعودا بتسلم أسلحة تعد أساسية لجهودها الحربية. لكن كييف تطالب الغرب بتزويدها أسلحة بعيدة المدى ومقاتلات لمواجهة موسكو.
مشاركة :