هل تدافع أوكرانيا في حربها عن... القِيَم الغربية؟

  • 2/13/2023
  • 19:51
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يتزايد حديثُ القادة الأوروبيين ومعهم الإعلام الغربي عن ضرورة تسليح أوكرانيا لمواصلة الحرب لأنها «تدافع عن أوروبا» و«من أجلنا جميعاً» كما أعلن السفير الأميركي في أوكرانيا تيلور وايد، وكذلك الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الذي أضاف ان «أوكرانيا تحارب ليس فقط من أجل حريتنا ولكن من أجل قِيَمنا وأمن أوروبا». إزاء هذه الحملة الدعائية لا بد من طرح أسئلة عما إذا أصبحت أوروبا أكثر أمناً؟ وهل هذه هي الحقيقة التي من أجلها قامت الحرب وتستمر ضاريةً؟ ومن أجل هذه الأهداف تدافع أوروبا عن أوكرانيا ضدّ ما يعتبره بعض القادة «أفكار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأهدافه الإمبريالية والتوسعية»؟ خرج الرئيس الأميركي جو بايدن عن صمته حيال حقيقة الأهداف التي دفعت الحرب في أوكرانيا لبلوغ حدِ مواجهة الناتو بالوكالة مع روسيا. إذ قال إن الحرب الدائرة «أكبر من أوكرانيا. انه الناتو (مصيره). إنها أوروبا الشرقية. إنها (الحرب) تبعات خطيرة، خطيرة جداً. هؤلاء (أعضاء الكونغرس من الجمهوريين الذين لا يريدون تقديم الدعم اللامحدود لأوكرانيا) ليس لديهم أي شعور (فهْم) للسياسة الأميركية الخارجية». بدا الرئيس بايدن مُحِقاً في توصيفه. إذ ان الناتو تَعَرَّضَ لخطر البقاء بعدما كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أعلن قبل أعوام قليلة ان الحلف الاطلسي «مصاب بموت سريري» وان «أوروبا بحاجة إلى جيشٍ يحميها من أميركا». وهذا يتطابق مع ما كشف عنه بايدن حين رأى ان المعركة هي «معركة شرق أوروبا» لأن إنشاء جيش أوروبي بقيادة دول أوروبا الغربية الغنية والمهيمنة على القارة العجوز يلغي أي معنى لوجود عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين والمئات من قواعدهم العسكرية في أوروبا، وتالياً تخرج أوروبا الشرقية – التي كانت تحت الحكم السوفياتي – من عباءة أميركا لتندمج بالعباءة الأوروبية وبجيشها الذي وُضعت فكرة إنشائه على الطاولة. وهذا ما يضرّ مباشرة بالأمن الأميركي، وببقاء الهيمنة الأميركية على العالم التي يصفها السيناتور الأميركي ليندسي غراهام بأنها «النظام العالمي» وليس «النظام الغربي». ولا تنبع السياسة الأميركية من رغبة رئيسٍ ما، بل من عقيدة مترسخة عند الإدارات المتوالية على الحُكْم مهما كانت سياسة الرئيس وإتجاهاته السياسية. إذ كان مستشار الأمن القومي الأميركي السابق زبيغنيو بريجينسكي اعتبر ان «أميركا تواجه إحتمال فقدان سيطرتها على العالم. وهذا يُعتبر بمثابة كارثة للديموقراطية. لا نستطيع ان نسمح لأي دولة أن تصبح مستقلة إقتصادياً وأن تملك القوة العسكرية اللازمة. وكي نمنع أي دولة من التطور الإقتصادي وتحدّيها للقوة العسكرية الأميركية يجب أن تبقى أميركا هي الأقوى والمهيمنة. وإذا بلغت ألمانيا وأوروبا الغربية مستوى الإتحاد مع روسيا وتَبادُل الثروة المعدنية الطبيعية (الطاقة والمعادن) مع الصناعة الألمانية، ستصبح روسيا قريبة جداً من القِيَم والمفهوم الغربي. وهذه تُعتبر كارثة لأميركا لأن روسيا يمكن أن تصبح ديموقراطية وتصبح جميع دول القارة الأوروبية غنية ومتقدّمة، وتالياً لن يعود لديهم أي سبب لإبقاء الناتو بقواعده في بلادهم (لإنتفاء الخطر). ولذلك ينبغي علينا وضع حد للتضامن الروسي – الأوروبي وفصله تماماً على مستوى الحدود الأوكرانية. يجب إيجاد السيناريو اللازم في أوكرانيا كما فعلنا في أفغانستان». في أفغانستان، نجحتْ الولايات المتحدة في جرّ الإتحاد السوفياتي إلى حربٍ مشابهة لحرب فيتنام التي أغرقت أميركا في وحولها لسنوات طويلة، تماماً كما حدث لجنود موسكو في كابول، بعد ان أرسلت الولايات المتحدة إستخباراتها الـ CIA لدعم المجاهدين لـ 6 أشهر كانت كافية للتسبب بالإجتياح السوفياتي كما أكد على ذلك بريجينسكي. وتالياً فإن ما يقوله بايدن يمثّل حقيقة الأهداف الأميركية في أوكرانيا. وقد نجحت واشنطن في فصل أوروبا عن روسيا ودفعت ألمانيا إلى حافة الهاوية مع روسيا وقطعتْ عمليةٌ تخريبيةٌ إمدادات الغاز الممتدة تحت بحر البلطيق (نورد ستريم 1 و 2) التي قالت نائبة وزير الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند (المسؤولة المباشرة عن أوكرانيا سياسياً منذ 2014 وعن إدارة الثورة الملوّنة التي أطاحت بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو) إنها مسرورة جداً لتدمير هذه الأنابيب. لم تقع الحرب في أوكرانيا بالصدفة أو نتيجة ظروف طبيعية أو لرغبةٍ توسعية. ولا هي حلم بوتين بإعادة حكم الإمبراطورية السوفياتية (التي ذهبت إلى غير رجعة) عبر احتلال دول أخرى إنسحبت منها بعدما أُرهق الإقتصاد السوفياتي. ولا تملك روسيا القوة التي تؤهلها لاحتلال دولٍ أصبحت في أحضان الولايات المتحدة وتُعادي موسكو. بالإضافة إلى ذلك، لقد أثبتت الحرب في أوكرانيا عدم قدرة الجيش الروسي على إحتلال أوكرانيا بأكملها (65 الف كيلومتر مربع)، ولا حتى نصفها. ولم تدفع روسيا إلى الحرب الوعودُ غير المُلْزِمة التي أعطاها وزيرا خارجية أميركا جيمس بايكر ووارن كريستوافر للرئيسين ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسن بأن «حلف الناتو لن يتمدد إلى أكثر من 12 عضواً» ليصبح 30. ولا هي مسألة «الثورة الملوّنة» التي أطاحت برئيسٍ في كييف موالٍ لموسكو كان رفض الهيمنة الأوروبية على أوكرانيا عام 2014. ولا هي مسألة خرق أوكرانيا لإتفاقية منسك 1 - 2 عام 2015 بعد قتْل جنود كييف 14.000 أوكراني في دونباس لقربهم من روسيا. والسبب ليس أيضاً الوعود الملتبسة التي أعطتها ألمانيا وفرنسا للرئيس الروسي بقبول إتفاقيات منسك فقط لإعطاء الوقت اللازم لتدريب وتسليح أوكرانيا لليوم الموعود للحرب. جميعها أسباب مكمّلة فقط وليست أساسية. إنها مسألة بقاء السيطرة الأميركية على أوروبا من خلال التفرقة بين روسيا وأوروبا ومنع إنهاء سبب وجود الناتو، تماماً كما قال بايدن بشخصه. إنها الهيمنة الأميركية التي ستدافع عنها واشنطن مهما عظم الثمن وإرتفعت التكلفة لأنها لن تتخلى عن المكانة التي تربّعت عليها لمدة 77 عاماً للدفاع عما بنتْه منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية، دون مقاومة. ولا يوجد أي سبب للشك بما قاله الرئيس الأميركي. أما السؤال الأهم فهو: هل تنجح الولايات المتحدة في المحافظة على قيادتها بعد الأضرار الجانبية البالغة التي أصابت حلفاءها الأوروبيين جراء هذا الإنفصال عن روسيا والقبول بسيطرة الناتو بقيادة أميركا عليها وبعد إنقسام العالم بين مؤيد ومعترض؟ يتزايد حديثُ القادة الأوروبيين ومعهم الإعلام الغربي عن ضرورة تسليح أوكرانيا لمواصلة الحرب لأنها «تدافع عن أوروبا» و«من أجلنا جميعاً» كما أعلن السفير الأميركي في أوكرانيا تيلور وايد، وكذلك الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الذي أضاف ان «أوكرانيا تحارب ليس فقط من أجل حريتنا ولكن من أجل قِيَمنا وأمن أوروبا».إزاء هذه الحملة الدعائية لا بد من طرح أسئلة عما إذا أصبحت أوروبا أكثر أمناً؟ وهل هذه هي الحقيقة التي من أجلها قامت الحرب وتستمر ضاريةً؟ ومن أجل هذه الأهداف تدافع أوروبا عن أوكرانيا ضدّ ما يعتبره بعض القادة «أفكار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأهدافه الإمبريالية والتوسعية»؟ وزير الخارجية السعودي: نبذل ما في وسعنا لتأمين وصول المساعدات إلى كل مناطق سورية منذ ساعة العثور على طفلة لبنانية.. نجت من زلزال تركيا منذ ساعة خرج الرئيس الأميركي جو بايدن عن صمته حيال حقيقة الأهداف التي دفعت الحرب في أوكرانيا لبلوغ حدِ مواجهة الناتو بالوكالة مع روسيا. إذ قال إن الحرب الدائرة «أكبر من أوكرانيا. انه الناتو (مصيره). إنها أوروبا الشرقية. إنها (الحرب) تبعات خطيرة، خطيرة جداً. هؤلاء (أعضاء الكونغرس من الجمهوريين الذين لا يريدون تقديم الدعم اللامحدود لأوكرانيا) ليس لديهم أي شعور (فهْم) للسياسة الأميركية الخارجية».بدا الرئيس بايدن مُحِقاً في توصيفه. إذ ان الناتو تَعَرَّضَ لخطر البقاء بعدما كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أعلن قبل أعوام قليلة ان الحلف الاطلسي «مصاب بموت سريري» وان «أوروبا بحاجة إلى جيشٍ يحميها من أميركا». وهذا يتطابق مع ما كشف عنه بايدن حين رأى ان المعركة هي «معركة شرق أوروبا» لأن إنشاء جيش أوروبي بقيادة دول أوروبا الغربية الغنية والمهيمنة على القارة العجوز يلغي أي معنى لوجود عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين والمئات من قواعدهم العسكرية في أوروبا، وتالياً تخرج أوروبا الشرقية – التي كانت تحت الحكم السوفياتي – من عباءة أميركا لتندمج بالعباءة الأوروبية وبجيشها الذي وُضعت فكرة إنشائه على الطاولة. وهذا ما يضرّ مباشرة بالأمن الأميركي، وببقاء الهيمنة الأميركية على العالم التي يصفها السيناتور الأميركي ليندسي غراهام بأنها «النظام العالمي» وليس «النظام الغربي».ولا تنبع السياسة الأميركية من رغبة رئيسٍ ما، بل من عقيدة مترسخة عند الإدارات المتوالية على الحُكْم مهما كانت سياسة الرئيس وإتجاهاته السياسية. إذ كان مستشار الأمن القومي الأميركي السابق زبيغنيو بريجينسكي اعتبر ان «أميركا تواجه إحتمال فقدان سيطرتها على العالم. وهذا يُعتبر بمثابة كارثة للديموقراطية. لا نستطيع ان نسمح لأي دولة أن تصبح مستقلة إقتصادياً وأن تملك القوة العسكرية اللازمة. وكي نمنع أي دولة من التطور الإقتصادي وتحدّيها للقوة العسكرية الأميركية يجب أن تبقى أميركا هي الأقوى والمهيمنة. وإذا بلغت ألمانيا وأوروبا الغربية مستوى الإتحاد مع روسيا وتَبادُل الثروة المعدنية الطبيعية (الطاقة والمعادن) مع الصناعة الألمانية، ستصبح روسيا قريبة جداً من القِيَم والمفهوم الغربي. وهذه تُعتبر كارثة لأميركا لأن روسيا يمكن أن تصبح ديموقراطية وتصبح جميع دول القارة الأوروبية غنية ومتقدّمة، وتالياً لن يعود لديهم أي سبب لإبقاء الناتو بقواعده في بلادهم (لإنتفاء الخطر). ولذلك ينبغي علينا وضع حد للتضامن الروسي – الأوروبي وفصله تماماً على مستوى الحدود الأوكرانية. يجب إيجاد السيناريو اللازم في أوكرانيا كما فعلنا في أفغانستان».في أفغانستان، نجحتْ الولايات المتحدة في جرّ الإتحاد السوفياتي إلى حربٍ مشابهة لحرب فيتنام التي أغرقت أميركا في وحولها لسنوات طويلة، تماماً كما حدث لجنود موسكو في كابول، بعد ان أرسلت الولايات المتحدة إستخباراتها الـ CIA لدعم المجاهدين لـ 6 أشهر كانت كافية للتسبب بالإجتياح السوفياتي كما أكد على ذلك بريجينسكي.وتالياً فإن ما يقوله بايدن يمثّل حقيقة الأهداف الأميركية في أوكرانيا. وقد نجحت واشنطن في فصل أوروبا عن روسيا ودفعت ألمانيا إلى حافة الهاوية مع روسيا وقطعتْ عمليةٌ تخريبيةٌ إمدادات الغاز الممتدة تحت بحر البلطيق (نورد ستريم 1 و 2) التي قالت نائبة وزير الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند (المسؤولة المباشرة عن أوكرانيا سياسياً منذ 2014 وعن إدارة الثورة الملوّنة التي أطاحت بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو) إنها مسرورة جداً لتدمير هذه الأنابيب.لم تقع الحرب في أوكرانيا بالصدفة أو نتيجة ظروف طبيعية أو لرغبةٍ توسعية. ولا هي حلم بوتين بإعادة حكم الإمبراطورية السوفياتية (التي ذهبت إلى غير رجعة) عبر احتلال دول أخرى إنسحبت منها بعدما أُرهق الإقتصاد السوفياتي. ولا تملك روسيا القوة التي تؤهلها لاحتلال دولٍ أصبحت في أحضان الولايات المتحدة وتُعادي موسكو. بالإضافة إلى ذلك، لقد أثبتت الحرب في أوكرانيا عدم قدرة الجيش الروسي على إحتلال أوكرانيا بأكملها (65 الف كيلومتر مربع)، ولا حتى نصفها.ولم تدفع روسيا إلى الحرب الوعودُ غير المُلْزِمة التي أعطاها وزيرا خارجية أميركا جيمس بايكر ووارن كريستوافر للرئيسين ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسن بأن «حلف الناتو لن يتمدد إلى أكثر من 12 عضواً» ليصبح 30. ولا هي مسألة «الثورة الملوّنة» التي أطاحت برئيسٍ في كييف موالٍ لموسكو كان رفض الهيمنة الأوروبية على أوكرانيا عام 2014. ولا هي مسألة خرق أوكرانيا لإتفاقية منسك 1 - 2 عام 2015 بعد قتْل جنود كييف 14.000 أوكراني في دونباس لقربهم من روسيا. والسبب ليس أيضاً الوعود الملتبسة التي أعطتها ألمانيا وفرنسا للرئيس الروسي بقبول إتفاقيات منسك فقط لإعطاء الوقت اللازم لتدريب وتسليح أوكرانيا لليوم الموعود للحرب. جميعها أسباب مكمّلة فقط وليست أساسية.إنها مسألة بقاء السيطرة الأميركية على أوروبا من خلال التفرقة بين روسيا وأوروبا ومنع إنهاء سبب وجود الناتو، تماماً كما قال بايدن بشخصه. إنها الهيمنة الأميركية التي ستدافع عنها واشنطن مهما عظم الثمن وإرتفعت التكلفة لأنها لن تتخلى عن المكانة التي تربّعت عليها لمدة 77 عاماً للدفاع عما بنتْه منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية، دون مقاومة. ولا يوجد أي سبب للشك بما قاله الرئيس الأميركي. أما السؤال الأهم فهو: هل تنجح الولايات المتحدة في المحافظة على قيادتها بعد الأضرار الجانبية البالغة التي أصابت حلفاءها الأوروبيين جراء هذا الإنفصال عن روسيا والقبول بسيطرة الناتو بقيادة أميركا عليها وبعد إنقسام العالم بين مؤيد ومعترض؟

مشاركة :