في وقت يستمر فيه الجدل بشأن ما اعتبر إخفاقا دوليا في إيصال المساعدات إلى المتضررين من الزلزال في شمالي غربي سوريا، رغم مرور ثمانية أيام على الزلزال، بالكاد دخلت قافلة ثانية من المساعدات إلى شمال غرب سوريا عبر معبر باب الهوى على الحدود التركية. بينما بدأ مجلس الأمن الدولي بحث إمكانية فتح المزيد من المعابر لإيصال المساعدات الى المناطق المنكوبة في شمال غرب سوريا، ومن المقرر أن يشارك مندوبا تركيا وسوريا لدى الأمم المتحدة في الجلسة المغلقة، وستليها جلسة مشاورات مغلقة أخرى، يناقش خلالها فقط أعضاء المجلس التطورات وكيفية الاستجابة، بينما دعت واشنطن مجلس الأمن الدولي إلى “التصويت الفوري” على السماح بإرسال مساعدات دولية إلى شمالي غربي سوريا عبر مزيد من المعابر الحدودية من تركيا. في المقابل، أعرب الائتلاف السوري المعارض عن رفضه بشدة لما قال إنها ادعاءات الأمم المتحدة بأن المعارضة تمنع وصول المساعدات للداخل السوري معتبرا تعامل الأمم المتحدة مع الكارثة مسيّسا ولا يراعي الاحتياجات اللازمة لكل منطقة ما الذي يمكنه أن يحول دون تلبية هذه الدعوة؟ وما هي الظروف التي يعيش فيها مئات الآلاف من الناجين من الزلزال؟ ولماذا فشلت المنظمات الدولية بتوفير مستلزمات الإغاثة على نحو عاجل؟. من دمشق، أكد محمد نادر العمري الكاتب والباحث في العلاقات الدولية، أن تأخر انعقاد مجلس الأمن يؤكد أن دور الأمم المتحدة مُسيس. وأوضح العمري، خلال تصريحات له مع برنامج “وراء الحدث”، أنه كان على مجلس الأمن الانعقاد وليس الاكتفاء بالبيانات فقط رغم مرور أسبوع من الكارثة. وأشار إلى أن هناك ازدواجية في المعايير الإنسانية في التعامل مع سوريا بخصوص كارثة الزلزال. ومن بيروت، أكد الدكتور حسام فيصل رئيس وحدة الصحة والكوارث والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ان حجم الاحتياج الإنساني للشمال السوري كان كبير حتى قبل كارثة الزلزال. وأوضح فيصل، خلال تصريحات له مع برنامج وراء الحدث، أن الاحتياج الإنساني لأي منطقة هو معيار العمل وليس المعيار السياسي. وأضاف أن العمل في شمال سوريا يواجه تحديات عدة خاصة في ظل حجم الخسائر الكبير.
مشاركة :