إنسانية الإمارات معين لا ينضب وإرث غني تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، فمنذ وضع اللبنات الأولى للاتحاد أبت الدولة إلا أن تمتلك نموذجاً متفرداً للخير والعطاء الإنساني، بات اليوم صك تميز وعلامة دولية في مسيرتها الحافلة بالإنجازات. وأثبتت الإمارات على الدوام أن الإنسانية ممارسة وليست أقوالاً، وهناك العديد من المواقف المملوءة بكثير من المعاناة والتي سرعان ما تتحول إلى غبطة وسعادة غامرة مع رؤية ثمارها يانعة بالخير للمحتاجين والمعوزين في شتى بقاع الأرض. ومع انطلاق عملية «الفارس الشهم 2» بتوجيهات سامية من القيادة الرشيدة، لتخفيف المعاناة عن الأصدقاء والأشقاء في تركيا وسورية في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلدين مؤخراً، يسطر أبناء الإمارات ملحمة جديدة في مسيرتها الإنسانية، نستعرضها في المشاهد التالية خلال مرافقة مراسل «وام» لفريق البحث والإنقاذ المشارك في العملية بمحافظة كهرمان مرعش في تركيا. مجابهة التحديات يقوم فريق البحث والإنقاذ بمهامه اليومية تحت وطأة طقس شديد البرودة، ودرجة حرارة تزيد على 10 درجات تحت الصفر في أوقات كثيرة من اليوم، ورغم ذلك يحرص كل عضو في الفريق على القيام بمهام عمله على أكمل وجه، وبدقة متناهية، وإن تتطلب الأمر الوجود في موقع الانتشال لمدة تتجاوز الخمس ساعات متواصلة، كما حدث خلال انتشال أفراد عائلة سورية أحياء من أسفل منزلهم في محافظة كهرمان مرعش. وليس أصدق منه مشهد يعكس إنسانيتها الفريدة إمارات الخير والعطاء، حين احتضن عضو فريق الإنقاذ الإماراتي الطفلة السورية بين يديه، بينما ترتسم على محياه سعادة غامرة بددت أي معاناة وجدها، وألبسته ثوب الدفء رغم برودة طقس تركيا، فاليوم قد عادت هذه الطفلة إلى أحضان عائلتها سالمة، لتبدأ حياة جديدة بعد أن دونت في أول سطورها كلمة الإمارات. المرأة الإماراتية عندما تطالع بفخر كل عضو من فريق الإمارات للبحث والإنقاذ، لا تتعجب عندما تجد ابنة الإمارات حاضرة جنباً إلى جنب مع إخوانها، فهن مسؤولات الإسعاف والدعم الطبي اللاتي يراقبن عن كثب عملية البحث والإنقاذ في ميدان العملية، ويقدمن أي مساعدة طارئة للفريق، ويتضرعن إلى المولى عز وجل أن ينجزن مهمتهن على الوجه الأكمل، لتظهر ملامح الطفل السوري وأخته الصغيرة بعد أن أزاحت أيادي الإمارات عنهم آثار الركام، فاليوم وهبهم المولى عز وجل حياة جديدة، وسخر لهم أبناء زايد الخير لينقذهم من تحت الأنقاض. ما أسعدها من لحظات عندما بدأت مهمة عضوات فريق البحث والإنقاذ مع الطفل والطفلة من العائلة السورية، وقدمن لهما الدعم الطبي اللازم. دعم نفسي وتزخر مواقع البحث والإنقاذ بالعديد من المواقف المؤلمة والمفرحة مع وجود أعداد من أهالي الضحايا الذين سقطت منازلهم بفعل الزلزال، ولديهم الأمل في خروج أفراد عائلاتهم أحياء من تحت الأنقاض. ووسط دموع وأنين ودعاء يتعامل فريق البحث والإنقاذ الإماراتي مع الأهالي بأسمى صور الإنسانية، فعلى الدوام هناك رسائل طمأنة وتأكيد بالحرص على القيام بعملية البحث والإنقاذ مهما بلغت التحديات، فما أجملها من فرحة ترتسم على الوجوه حين تنجح عملية الإنقاذ وتتحول الدموع إلى فرح بالعودة إلى حضن العائلة. مسيرة متواصلة يوماً بعد يوم تثبت الإمارات أن إنسانيتها حاضرة على الدوام، تلبي نداء الواجب في شتى بقاع الأرض، ويتصدر أبناؤها وبناتها بقلوب يملؤها الأمل والعمل الصفوف الأولى في قوافل الخير والعطاء الإنساني، من أجل نجدة ملهوف وغوث محتاج، وتأمين حياة أفضل للشعوب، دون نظر إلى لون أو عرق أو دين. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :