هل تضع قضية المنطاد الصيني حدا للتكهّنات بشأن الأجسام الطائرة؟

  • 2/14/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد رصد منطاد صيني في المجال الجوي الأميركي، غيرت الولايات المتحدة إعدادات راداراتها التي ضُبطت في البداية لرصد الطائرات والصواريخ السريعة، من أجل البحث في السماء عن أجسام أصغر وأبطأ. هذه المعلومات الجديدة هي التي مكنت خصوصا من رصد ثلاثة أجسام - ما زالت طبيعتها غير واضحة - ثم إسقاطها في سماء أميركا الشمالية على التوالي أيام الجمعة والسبت والأحد. وفي حين أن هذه الأدوات لن تكون قادرة على توضيح ماهية الأجسام الطائرة المجهولة التي رُصدت في الماضي، يمكنها أن تكشف طبيعة مزيد من الأجسام الغريبة في الجو في المستقبل، وربما تحد من التكهنات الخيالية. على امتداد فترة طويلة، كانت السلطات الأميركية تتحفظ على التقارير التي تتحدث عن صحون وأطباق طائرة، تاركة الباب مفتوحًا أمام النظريات الغريبة خصوصًا بشأن احتمال رصد أجسام جاءت من خارج كوكب. ولكن بعدما رصد طيارون عسكريون أميركيون ظواهر لا يمكن تفسيرها، قررت وزارة الدفاع قبل سنوات أن تأخذ الأمر على محمل الجد، لا سيما مع تخوفها من عدم القدرة على رصد أجهزة تجسس صينية. في العام 2020، شكّلت واشنطن فريق عمل متخصصًا بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية ووكالات استخبارات أخرى. نجح الفريق بسرعة في التعرف على بعض هذه الأجسام على أنها مناطيد لرصد الطقس وانعكاسات الشمس ... لكن البعض ما زال لغزا، مثل فيديو التقطه طيار عسكري لجسم أسرع وأكثر قدرة على المناورة من طائرة سلاح البحرية الأميركية. وقال الرئيس السابق باراك أوباما في العام 2021 إن "الصحيح... هو أن هناك صورًا وتقارير لأجسام في السماء لا نعرف ما هي". بعد أول تقرير في حزيران/يونيو 2021، أشار تقرير استخباراتي أميركي ثانٍ نُشر قبل شهر إلى رصد المئات من الأجسام الطائرة المجهولة. من بين 510 حالات تمت دراستها، يمكن تفسير نحو 200 منها على أنها طائرات بدون طيار أو في بعض الأحيان مجموعة تسمى تلوث هوائي وتشمل الطيور وأحداث طقس معينة، وأكياسًا بلاستيك وغيرها. لكن ظلت حالات أخرى بدون تفسير، بحسب الملخص الوارد في نسخة غير سرية من التقرير عُرضت على الكونغرس. في التقرير الأول لعام 2021، من بين 144 حالة رُصدت، أثارت 18 حالة تساؤلات منها على سبيل المثال احتفاظ جسم بوضع ثابت في مهب الريح على ارتفاع عالٍ جدًا أو التحرك بسرعة كبيرة من دون وسائل دفع مرئية. ويشير تقرير كانون الثاني/يناير 2023 إلى أن "الظواهر الجوية غير المحددة ما زالت تشكل خطرًا على سلامة الطيران كما يُحتمل أن تشكل تهديدًا بجمع معلومات استخبارية". تجسد الخوف بعد أسابيع قليلة مع رصد المنطاد الصيني الذي قالت الولايات المتحدة إنه للتجسس، وهو ما نفته بكين. يبدو أن الجسم الذي وصل من شمال غرب أميركا الشمالية يعتمد تكنولوجيا تسمح له بالتحرك وتنفيذ نشاطات مراقبة إذ يُعتقد أنه حلق فوق مواقع عسكرية أميركية استراتيجية. وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن هناك ما لا يقل عن أربع حالات مماثلة أخرى لمناطيد صينية رُصدت منذ العام 2017 - ربما عدّت في ذلك الوقت أجسامًا طائرة مجهولة. بعد هذه القضية التي أسقطت خلالها المنطاد طائرة إف 22 في المحيط الأطلسي، غيّر الجيش الأميركي إعدادات الرصد بالرادار، ما أتاح رصد الأجسام الثلاثة فوق ألاسكا ويوكون الكندية وبحيرة هورون. لكن خلافا للمنطاد الصيني، قالت الحكومة الأميركية إنها لا تعرف طبيعتها وإن تم إسقاطها أيضًا. وسارعت الإدارة الأميركية إلى القول إن الأمر لا يتعلق بزيادة أعداد الأجسام الطائرة المجهولة، لكن ببساطة بالكشف عنها على نحو أفضل. وحرص جون كيربي الناطق باسم مجلس الأمن القومي على طمأنة مواطنيه بقوله "لا أعتقد أن الشعب الأميركي يجب أن يقلق بشأن كائنات فضائية في ما يتعلق بهذه الأجسام الطائرة".

مشاركة :