لا صوت يعلو خلال عام منصرم فوق صوت الحرب الروسية الأوكرانية، وتأثيرها في مختلف نواحي الحياة، وما ألقته بظلال على دول العالم. مرَّ 12 شهرًا على بدء القوات الروسية اجتياحها الشامل لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، ومنذ ذلك الحين، قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وفر ملايين الأوكرانيين وتعرضت البلاد لأضرار تقدر بعشرات المليارات من الدولارات. ونستعرض أبرز الأحداث التي شهدتها المعارك بين الدب الروسي العنيف وأوكرانيا المدعومة بحلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية. شنت القوات الروسية هجمات عنيفة على العاصمة الأوكرانية، كييف وخاركيف ثاني أكبر مدينة في البلاد، في محاولة للإطاحة بنظم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، لعدة أسباب معلنة أبرزها تعاونه مع الغرب. مع بداية الحرب، توقع العديد من الخبراء سقوط كييف بسرعة، لكن بعد أسابيع من القتال، تراجعت روسيا بسبب المقاومة الشرسة التي ظهرت في كييف. بطول 200 كيلومتر.. #روسيا تبني خط أنابيب مياه إلى #دونباس الأوكرانية https://t.co/QIcOsxvHKI pic.twitter.com/eKXAefH2i8— صحيفة اليوم (@alyaum) February 13, 2023 استولت القوات الروسية على منطقة خيرسون المهمة بعد هجمات من الجنوب، بما في ذلك العاصمة الإقليمية، بهدف تأمين الساحل الأوكراني، وقتل أكبر عدد من المدنيين في أوكرانيا خلال مارس مقارنة بأي شهر آخر من الحرب، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. وهدفت موسكو إلى تشكيل جسر بري بين منطقة القرم، التي ضمتها في عام 2014، والجمهوريات الانفصالية التي تم إنشاؤها بدعم من روسيا في منطقتي دونيتسك ولوهانسك بشرق أوكرانيا، المعروفين معًا باسم دونباس. شهد أوائل أبريل ضربة صاروخية روسية على محطة قطار في كراماتورسك بدونيتسك، قتلت أكثر من 50 مدنيًا. وجاء ذلك في ظل رغبة موسكو في التوسع نحو الشرق حيث تشن هجومًا جديدًا للاستيلاء على منطقتي دونيتسك ولوهانسك. سنة أولى غزو.. كوليبا: دول عديدة تعتزم فرض عقوبات جديدة على #روسيا https://t.co/b91padOdQ0 pic.twitter.com/OFIq6ZR92j— صحيفة اليوم (@alyaum) February 13, 2023 استسلم آخر المقاتلين الأوكرانيين للقوات الروسية في ماريوبول، وهي مدينة ساحلية ومركز صناعي على بحر آزوف، بعد أسابيع من قصف من قبل قوات موسكو أسفر عن مقتل الآلاف. وانتهى القتال بحصار مصنع الصلب في آزوفستال، والذي أصبح رمزًا للمقاومة الأوكرانية. رفعت القوات الأوكرانية علمًا فوق جزيرة الثعبان، وهي قطعة أرض في البحر الأسود قبالة مدينة أوديسا الأوكرانية، والتي استولت عليها القوات الروسية في فبراير. جاء ذلك بعد شهرين من غرق السفينة الرئيسية للأسطول الروسي في البحر الأسود موسكفا. شهد يوليو سقوط ليسيتشانسك آخر مدينة خاضعة للسيطرة الأوكرانية في لوهانسك، في يد روسيا بعد أسابيع من القتال الدامي. ومنذ ذلك الحين، أحرزت روسيا تقدمًا ضئيلًا في حملتها للاستيلاء على دونباس. شنت أوكرانيا هجومًا مضادًا في منطقة خيرسون، ونشرت قوات كييف أنظمة أسلحة قدمها الغرب، لاستهداف البنية التحتية العسكرية الروسية. كما هاجمت أوكرانيا قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم. وسط توقعات كييف.. روسيا تكثف هجوم الشتاء وتوسع نطاق عملياتهاhttps://t.co/oD7IX2OLr0 #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) February 8, 2023 استعادت أوكرانيا الكثير من منطقة خاركيف الشمالية الشرقية واستولت على زمام المبادرة في الحرب. وتمكنت كييف لاحقًا من استعادة مدينة ليمان في مقاطعة دونيتسك، وسط تراجع ملحوظ للقوات الروسية أمام مقاومة أوكرانيا والدعم الكبير من الغرب. في ضربة لجهود موسكو الحربية، انفجر جسر مضيق كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، ليُدمر وسط خيبات أمل شديدة من أنصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بعد يومين، هاجمت روسيا البلدات والمدن الأوكرانية من البر والبحر والجو، في بداية حملة لشل البنية التحتية للطاقة في البلاد. كما أعلنت موسكو ضم أربع مناطق أوكرانية وهم لوهانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا، على الرغم من الإدانة الدولية لهذه الخطوة. انسحبت القوات الروسية من مدينة خيرسون تحت ضغط عسكري أوكراني، وانتقلت إلى الجانب الشرقي من نهر دنيبرو، وهو ما شكل انتصارًا كبيرًا لأوكرانيا. وكانت المدينة الساحلية الجنوبية، التي كان يقطنها 250 ألف شخص، من أوائل المدن التي سقطت في أيدي القوات الروسية خلال الأيام الأولى للحرب. استخدمت أوكرانيا طائرات بدون طيار لشن هجمات على قواعد عسكرية على بعد مئات الأميال داخل روسيا. وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن أوكرانيا "لن تكون بمفردها أبدًا"، ووعد بإرسال أنظمة دفاع جوي باتريوت لمساعدة كييف في درء الهجمات الروسية على بنيتها التحتية للطاقة. #روسيا تقصف شبكة الكهرباء الأوكرانية https://t.co/GnR3l47sge #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) February 10, 2023 قصفت القوات الأوكرانية مبنى في دونيتسك كانت تؤوي فيه القوات الروسية، واعترفت موسكو بمقتل 89 جنديًا في الهجوم، بينما قالت كييف إن المئات قتلوا أو أصيبوا، ورد الدب الروسي بهجمات عنيفة استهدفت الجنود الأوكران. ووافقت ألمانيا أخيرًا على تزويد أوكرانيا بدبابات "ليوبارد 2" القتالية وسط تصاعد الضغط السياسي، مما يمهد الطريق للولايات المتحدة وحلفاء الناتو الآخرين لتحذو حذوها. بعد أن حصلت أوكرانيا على الدبابات الألمانية، بدأت في طلب الطائرات المقاتلة، وهو أمر استبعدته برلين بشكل قاطع، بينما أعلنت فرنسا دراسة الأمر، لتحذر روسيا من عواقب وخيمة حال حدوث ذلك. بعد أشهر من القتال الشرس، اعترفت أوكرانيا بالانسحاب من بلدة سوليدار الشرقية، مما أدى إلى قلب الموازين عسكريًا لصالح روسيا التي استعادت سيطرتها وتفوقها. كما بدأت روسيا وبيلاروسيا مناورات مشتركة، مما أثار مخاوف من أن موسكو قد تستخدم حليفتها لشن هجوم بري جديد على كييف في الربيع.
مشاركة :