في الأخبار الأمريكية وصفوا البالون الصيني بحُجرة التقنية ويقدرون حجم حمولته بـ «حافلتين أو ثلاث حافلات مدرسية»، وهو مدعوم بستة عشر لوحاً شمسياً. أما حجم البالون نفسه فحوالى 90 قدماً ( 27 م) ونقلت شبكة news CBS عن مسؤول أمريكي قوله إن المركبة بها دفة لتوجيه محدود. كما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن المركبة بها مروحة ويمكنها المناورة.والسؤال هنا:ألم يكن من الأفضل استخدام طائرة صغيرة بدون طيار أو طائرة خفية أو قمر صناعي لكي تتجسس الصين على أمريكا؟ أم أن هناك نوعاً من التداعيات السياسية باستخدام هذا البديل؟ أحاول أن أفهم نوع النتيجة التي كانت الحكومة الصينية تتوقعها من كل هذا، وأي نوع من المكاسب التي حصلوا عليها فعلاً أو توقعوا تحقيقها.طبعاً الصين مصرة على وصف البالون التجسسي بأنه منطاد طقس مدني وأنه فقط خرج عن مساره وسافر إلى أمريكا بقوة دفع الرياح!.إذا كان الأمر تخمينياً للغاية، فجواب أسئلتنا الفضولية لدى أي خبير يعرف الفرق في النتيجة بين إرسال بالون تجسس ضخم أو إرسال طائرة تجسس تقليدية أو أي مركبة صغيرة بدون طيار.إذا كان الصينيون يقولون الحقيقة، فهذا هو الجواب الغريب. أما إن كانوا يكذبون فإن إنكارهم إنكار معقول، والإنكار دائماً تكتيك أساسي للتجسس / الدبلوماسية.بعد بحث بسيط قمت به -وأنا لست خبيرة بالطبع- وجدت أن البالونات تتفوق على الأقمار الصناعية بمزايا عدة: فهي أرخص، وهي أقرب إلى الهدف مما يؤدي إلى دقة بصرية أعلى، ولها حمولة أعلى ينتج عنها المزيد من الأجهزة ويمكنها أيضاً استقبال المزيد من الإشارات مثل الاتصالات قصيرة المدى التي لا يمكن استقبالها بواسطة القمر الصناعي. وأخيراً يصعب تحديد البالونات الصغيرة بالرادار.وفي حالة نجاح البالونات التجسسية فإنها توفر بديلاً جيداً مع العيب المتمثل في أنها بمجرد أن يتم رصدها وإسقاطها، فستعتبر تدخلاً صارخاً في شؤون الدول بعكس الأقمار الصناعية التجسسية أيضاً!< Previous PageNext Page >
مشاركة :