أكد المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري أن الجميع يعرف آلية استهداف قواعد الاشتباكات عندما تقوم قوات مسلحة بأي عمل عسكري، فهناك قواعد تنظم عمل الاشتباك، وفيما يخص عملية تحديد الأهداف فإنَّ تعريفها التأكد من صلاحية الاستهداف من خلال دراسة بيئة الهدف نفسه، وورود المعلومات من نفس البيئة. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده العميد عسيري أمس عقب إعلان قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن تشكيل فريق مستقل عالي المستوى في مجال الأسلحة والقانون الدولي الإِنساني لتقييم الحوادث وإجراءات التحقق وآلية الاستهداف المتبعة وتطويرها. وقال: إن العمليات تنفذ في مناطق لا تتواجد فيها قوات التحالف ولكن يوجد فيها عناصر تابعة للحكومة اليمنية الشرعية، بالإضافة إلى وسائل الاستخبارات المختلفة التي تأتي من الأقمار الصناعية، من الطائرات دون طيار، وطائرات الاستطلاع، وغيرها من المصادر، وهذه كلها تدمج في خلية الاستهداف أو خلية الاستخبارات ثم يتم تعريف الهدف ووضع قوائم للأهداف وتعريفها وترجيح الهدف هل فعلاً معرف هدف معادي عسكري وهذا ما نقصده في التحديد الإيجابي أن يعرف الهدف أنه هدف قطعي معادي وعسكري ويجب أن يستهدف، وهناك ما نسميه الصبر التكتيكي بمعنى أن يكون هناك هدف ولكن الأضرار الناجمة التي قد تنتج عن عملية الاستهداف قد تؤخر التعامل مع هذا الهدف لمرحلة لاحقة، أما وجود الهدف إن كان هدفا متحركا داخل منشأة مدنية أو داخل كثافة سكانية عالية قد يدعو إلى أن يكون هناك نوع من الصبر للتعامل مع هذه الأهداف، بالإضافة إلى عملية الاستخبارات الحرجة والاستخبارات الضرورية بمعنى أن هناك هدفا لدينا معلومات ولكن نحتاج مزيدا من العمل الاستخباري للتأكد، حيث قد تكون هذه المعلومات من مصدر أو مصدرين أو أكثر، وفي الغالب تكون هذه المصادر من خارج المصادر الأولية حيث يتم إسناد هذا العمل إلى مصادر أخرى، كأن تأتي المعلومة عن طريق طائرة بدون طيار ثم عن طريق طائرة الاستطلاع المأهولة أو عن طريق استخبارات أو ما نسميه الاستخبارات الإِنسانية المتواجدة على الأرض أو قد يكون من مصدر صديق آخر حتى نتأكد قطعياً أن الهدف هدف معادٍّ ويجب أن يستهدف. وأضاف : « بعد ذلك تقيّم الأضرار فيما لو استهدف هذا الهدف ما هي الأضرار التي قد تنتج عن استهداف هذا الموقع أو هذه الأهداف، إذا كان الهدف يوجد في منطقة ذات بيئة سكانية أو منطقة مأهولة يتم تقييم الأضرار مع النتائج التي سوف تحصل عليها العمليات العسكرية إذا أصبحت الأضرار ناتجة عن المكاسب العسكرية أعلى قد يترك الهدف إلى وقت آخر، أو قد يتم استهدافه بشكل مختلف أو بآلية مختلفة، وهذه الأهداف يجب أن تقيّم وتعرف وتعبأ لها استمارات معينة ثم تخضع لسلطة متخذ القرار حتى يتم السماح بالاستهداف. من ناحية أخرى لدينا نوعان من الأهداف (طارئة ومخططة)، وبيَّن العميد عسيري أن الأهداف المخططة هي ما تخضع لهذه الآلية بأن يَتمَّ إخضاعها لجميع السلسة للوصول إلى استهداف الهدف. وفيما يتعلق باللجنة الوطنية اليمنية المحايدة المشكلة من قبل الحكومة اليمنية للنظر في جميع هذه الادعاءات، أوضح المتحدث باسم قوات التحالف أن اللجنة زارت قيادة القوات المشتركة واطلعت على قواعد الاشتباك المستخدمة وآلية عمل الاستهداف وخلايا الاستخبارات وخلايا الاستهداف وعقد لها اجتماعات مع جميع المعنيين، كما اطلعت على آلية تحديد الأهداف في العمق وداخل الأراضي اليمنية، وكذلك على نظام التحقيقات الذي يتم على جميع المستويات، مؤكِّداً وجود آلية تحقيق لدى التحالف تبدأ من مستوى السرب الذي يشارك في العمليات القتالية ثم مستوى القاعدة الجوية ثم مستوى القوات الجوية ثم مستوى قيادة التحالف، وهذا يتم على جميع الدول المشاركة في العمليات الجوية بمعنى أن الطيار بعد أن يأتي من مهمته لديه تقرير يتم كتابته من جهة محايدة غير الطيار نفسه، حيث يتم تفريغ الأشرطة التي تسجل مسار الرحلة منذ انطلاق الرحلة من القاعدة الجوية حتى عودتها. ولفت العميد ركن أحمد عسيري النظر إلى أن الجميع يعلم أن الطائرات الحديثة التي تستخدم سواء على مستوى القوات الجوية الملكية السعودية أو القوات المشاركة في التحالف جميعها لديها آلية تسجيل الرحلة صوت وصورة منذ أن ينطلق الطيار لأداء مهمته حتى يعود، لتسجيل مسار السرعة، التواجد لحظة بلحظة، الوصول للهدف، معاينة الهدف، إطلاق القذيفة أو القنبلة باتجاه الهدف، وهل كانت القنبلة بدقة على موقع الهدف أم بجانب الهدف، كم تبعد عن الهدف، ما هي الأضرار التي نتجت، مشيراً إلى أن هذا يتم عن طريق لجنة أخرى أو إدارة أخرى غير الإدارة التي يتم إرسال أو ينتمي لها الطيار ثم يتم عمل تحليل ما بعد الرحلة يتم على مستوى الأسراب أو على مستوى القواعد لمناقشة الأخطاء، وبالتالي إذا وجد هناك خطأ لا يمكن أن يَتمَّ التغاضي عنه لأن الجميع يعلم أن الطيارين مقيّمون على هذا الأساس على أدائهم، وعلى دقة الاستهداف. ولم يستبعد وجود أخطاء إِنسانية نتيجة لأحوال جوية أو تسارع في سرعة الطيارة أو غيرها من الأشياء الفنية كبعد عن نقطة الاستهداف بأمتار، حيث يتم تقييم هذا الموضوع ويتم معالجته وتعيينه من خلال الإجراءات التي تتم خلال الرحلات القادمة. وفيما يخص الادعاءات، قال العميد عسيري : نحن نعرف أن هذه المنظمات والهيئات تتعرض للتضليل من قبل من يصدر مثل هذه الأخبار، وجزء كبير من هذه المنظمات لا يوجد لها وجود على الأرض داخل اليمن، والجزء الكبير منها يعمل عن بعد، وبالتالي يتعرضون إلى نوع من الخداع في المعلومات وفي الصور، مؤكِّداً أن قوات التحالف تفند مثل هذه الادعاءات عبر وسائل الإعلام. وأضاف : لدينا فرق قانونية الآن تعمل داخل قيادة التحالف وتقوم على تقييم هذه الادعاءات، وإذا ثبت أنه نتج عنها أضرار لحقت بقيادة التحالف وغيرها من الدول سيتم اتخاذ الإجراء القانوني في هذا الإطار. وحول الأنباء التي تحدثت عن استهداف (مستشفى أطباء بلا حدود) في حيدان، قال العميد الركن: تعرض المستشفى لأضرار جانبية أثناء العمليات العسكرية وشكلنا لجنة تحقيق واتضح تحرك هدف معادٍّ بالقرب من المستشفى وأثناء ضربه وقعت أضرار جانبية، وقد استدعى التحالف فريقا من أطباء بلاء حدود لزيارة مقر العمليات المشتركة لدول التحالف بالمملكة وتم توضيح الأمر والتنسيق معهم في هذا الأمر. وبين العميد عسيري أن قيادة التحالف اتخذت بعض الإجراءات لتطوير العمل ووضع ضوابط لتحسين قواعد الاشتباك لتلافي مثل هذه الأخطاء في المرحلة القادمة والدروس المستفادة في مثل هذه الحالة ومن حالات التحقيق التي تمت أولاً في تطوير الإجراءات والآليات. وعن فريق التحقيق الذي أعلنت عنه قيادة التحالف وهل سيضم خبراء من خارج دول التحالف، قال : طبعاً كما لاحظتم في البيان حدد أن الفريق له الحق في الاستعانة بمن يشاء وأن يستخدم جميع الإمكانات المتاحة سواءً داخل قيادة القوات المشتركة أو غيرها من الجميع، وصدرت توجيهات لجميع الجهات للتعاون مع الفريق بشكل إيجابي، والآن هناك فرق عمل وورش تعمل على وضع آليات عمل الفريق وإجراءات العمل وقواعد العمل التي سوف يخضع لها الفريق، وللفريق الحق الاستعانة بمن يشاء من الخبراء، وأتوقع - إن شاء الله - خلال الأيَّام القادمة سيكون هناك لدينا رؤية واضحة عن مكون الفريق ومن سيرأس الفريق؟ ومن هي الجهة التي ستكون حاضنة لهذا الفريق؟ وسيبدأ عمله - إن شاء الله - في أقرب وقت.
مشاركة :