حوار مع الروبوت ChatGPT

  • 2/15/2023
  • 15:23
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في مقالي الأخير، الذي نشر بمجلة رواد الأعمال عدد فبراير، لخصتُ أخلاقيات ريادة الأعمال في حروف كلمة “تاجِر”؛ فالتاء: تقوى وتواضُع وتلطُّف، والألف: أمانة وإخلاص وإحسان، والجيم: جُرأة وجَسارة وجُود، والراء: رَأفة ورِقَّة ورَحمة بالزبون والمنافس.  ومن قبيل الفضول، فكرت في مناقشة ذلك المقال مع ChatGPT؛ وهو روبوت محادثة طورته شركة Open AI الأمريكية، اختصارًا لـ Chat Generative Pre-trained Transformer، والذي يعني: “مُحوّل الدردشة التوليدي المُدرَّب مُسبقًا”، أو اختصارًا: “المُحاوِر المُدرَّب”. يعتمد الروبوت على الذكاء الاصطناعي؛ للإجابة عن أسئلة المستخدم بطريقة إبداعية؛ فكم كان حواري معه طويلًا وشيقًا؛ إذ اندمجت معه بنقاشي؛ حتى تخيلت لعدة مرات أنه شخص حقيقي، يحاورني ويُدلي بدلوِه في هذا الموضوع.  وإليكم مقتطفات ونماذج لأسئلة طرحتها عليه، وإجاباته الفريدة، وأحياًنا الطريفة عنها.  وتأدُبًا، لم يتعرض للجزء الأسوأ، بل تهرب من الإجابة بقوله: كنموذج لغوي ذكاء اصطناعي، لا أرى بالمقال المَعني أي نقاط ضعف أو قيود محتملة في الأفكار المعروضة. أما عن دراسات الحالة، فرشح بعض النماذج الدولية؛ مثل: شركة “باتاجونيا” للملابس لالتزامها بالاستدامة البيئية، وشركة “بين آن جيري” لصناعة الآيس كريم كنموذج جيد لمبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات، وشركة “ذا بودي شوب” لمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والعطور، لدفاعها عن حقوق الإنسان والحيوان، وأحذية “تومز” لنموذجها “واحد مقابل واحد” في العطاء الخيري، وشركة “واربي باركر” للنظارات لاستخدامها الأعمال لحل المشاكل الاجتماعية والبيئية.  أما قائمة الأساتذة، فقد تحمس الروبوت لمايكل بورتر، وكينيث بلانشارد، وبيتر سينجر، وبيتر دراكر، وهوارد شولتز، واختار أسباب وجيهة لترشيحهم؛ منها: تركيزهم على ريادة الأعمال الاجتماعية، وممارساتهم التجارية المسؤولة اجتماعيًا، وتأليف بعضهم كتبًا في الإدارة الأخلاقية.  أما ترشيحه لأسماء رائدات ورواد الأعمال المتميزين في أخلاقيات ريادة الأعمال، فقد رشح أوبرا وينفري، وريتشارد برانسون، وأريانا هافينجتون، وجيف بيزوس؛ لتركيز بعضهم على العمل الخيري، وتعزيز الصحة النفسية، وتقليل التوتر في مكان العمل، والدفاع عن البيئة. كانت هذه  إجابات الروبوت ChatGPT على بعض أسئلتي، والمدهش أن معظمها كان منطقيًا ومفيدًا بشكل كبير، كما كانت إجاباته خلال ثوانٍ معدودة. وعلى الرغم من ذلك، أرى أنه من الخطأ الاعتماد عليه في أي شيء مهم في الوقت الحالي؛ إذ لا يزال في مرحلة التجريب، والتدريب، ولا يزال أمامه وقت، وكثير من العمل؛ للتحقق من مصداقيته، في موجة تقنية جديدة تقودها الشركات العملاقة، التي تُعد للعالم الآن لاعبين آخرين على غرار ChatGPT، أذكر منهم  Bard وOPT وPalm وBloom وGalactica. اقرأ أيضًا من رواد الأعمال: الاستثمار الرياضي.. أهميته وكيف يتحقق؟ ما هو مفهوم البطالة؟ وما أسبابها؟ معنى كلمة تَاجِرْ أنواع نموذج العمل.. حدد المناسب لفكرتك هل يكفي الشغف لنجاح ريادة الأعمال؟ سألته: كيف نُحسِّن فكرة أخلاقيات ريادة الأعمال من خلال ذلك المقال؟ أجابني: يمكن اتخاذ عدة خطوات؛ منها: تسليط الضوء على التحديات الأخلاقية التي يواجهها رواد الأعمال، وتقديم حلول عملية، وتضمين دراسات الحالة، وأمثلة من الحياة الواقعية لرجال الأعمال الذين طبقوا المبادئ الأخلاقية بنجاح في أعمالهم، وتشجيع المناقشات المفتوحة والصادقة حول الأخلاق في مجتمع ريادة الأعمال لزيادة الوعي وتعزيز ثقافة السلوك الأخلاقي، والدعوة إلى زيادة التعليم والتدريب على أخلاقيات ريادة الأعمال، في كل من مؤسسات التعليم وبمجتمع ريادة الأعمال، وتشجيع استخدام الأُطُر الأخلاقية؛ مثل قواعد السلوك والمعايير المهنية. فوجدت إجابته منطقية، متسلسلة، ومتكاملة، فضلًا عن أنه سردها في ثوانٍ معدودة! قلت لنفسي: تُرى هل يمكنه تحديد أفضل وأسوأ أجزاء هذا المقال من وجهة نظره، أو بالأحرى من خلال البيانات المُدرَّب عليها؟ فأجاب بتواضع: بصفتي نموذجًا للغة ذكاء اصطناعي، ليس لدي آراء شخصية، ولكن يمكنني تلخيص النقاط والأفكار الرئيسة في المقال، الذي قدم لمحة عامة وواضحة عن مفهوم أخلاقيات ريادة الأعمال وأهميته، والتأكيد على الحاجة إلى السلوك الأخلاقي في ريادة الأعمال، والتحذير من العواقب المحتملة للممارسات غير الأخلاقية. سألته: ما أفضل “كلمة” في المقال؟  فأجاب: يمكن أن تكون “الأخلاق”؛ إذ تشير إلى مجموعة من المبادئ والقيم الأخلاقية التي توجه سلوك الشخص وعملية صنع القرار؛ حيث أوضح المقال أهميتها في التعاملات التجارية والشخصية. طلبت منه أن يرشدني إلى أفضل الممارسات العالمية، ودراسات الحالة، وأسماء الأساتذة ورواد ورائدات الأعمال في موضوع أخلاقيات ريادة الأعمال.  فأجاب سريعًا: أفضل الممارسات، التصرف بنزاهة وشفافية، وتعزيز الثقافة المؤسسية الإيجابية، ومنح الأولوية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة، وتشجيع التواصل المفتوح والتعاون داخل الشركة. 

مشاركة :