خصصت الصحف البريطانية الرئيسية الصادرة الاثنين العديد من مقالاتها وتقاريرها للوضع في سوريا، وللمحادثات في جنيف بين الحكومة وفصائل المعارضة. وكتبت صحيفة الفايننشال تايمز، في مقالها الافتتاحي، تقول إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يريد إلقاء القنابل في سوريا وإجراء المحادثات في جنيف. وأضافت أن روسيا تستعمل قمة السلام في سويسرا غطاء لحربها في سوريا. وأشارت الفايننشال تايمز إلى أنه بينما كان يجري التحضير لاستقبال الوفود المشاركة في محادثات جنيف، أغارت المقالات الروسية على منطقة الشيخ مسكين في سوريا، فقتلت المئات من المدنيين ومن عناصر المعارضة المسلحة التي يدعمها الغرب. وقالت الصحيفة إنه منذ أن بدأ بوتين غاراته على سوريا، كان حريصا على إبادة جميع الفصائل المسلحة باستثناء تنظيم الدولة الإسلامية، والمليشيا الموالية للنظام السوري. وأضافت أن روسيا ليست المفسد الوحيد في سوريا. وأشارت إلى أن تركيا قلقة أكثر من تقدم المليشيا الكردية نحو شمالي سوريا، وقد اعترضت على حضورها في قمة جنيف. وما يشغل بال السعودية، حسب الفايننشال تايمز، هو تحرك المليشيا الشيعية أكثر من خطر تنظيم الدولة الإسلامية. وختمت الصحيفة بالقول إن بوتين يستعمل جنيف غطاء لمواصلة هجماته، وإنه على الولايات المتحدة، بدل تخويف المعارضة، أن تدعم مطالبها بوقف الحكومة والقوات الروسية غاراتها على الشعب السوري. جمود ونشرت صحيفة التايمز تقريرا كتبه أندرو ميتشيل وكلير شورت، يدعوان فيه الدول الغنية إلى بذل المزيد من الجهد والمال لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين، وكسر حاجز الجمود الدولي في مواجهة ما يتعرض له الشعب السوري. وتحدث الكاتبان إلى لاجئين في سوريا يعش 330 ألف منهم في بيوت جاهزة، وأبناؤهم يذهبون إلى المدارس، بينما يعيش 1،7 مليون مع عائلات تركية أو لوحدهم. وذكرت التايمز أن تركيا أنفقت أكثر من ملياري دولار العام الماضي على مخيمات اللاجئين. ويدعو الكاتبان بقية الدول للمساهمة في جمع التبرعات للنازحين واللاجئين السوريين. ويقول إن غلق الحدود مع لبنان والأردن جعل سوريا في حالة غليان، وعدد النازحين يتزايد كل ساعة. ويقول الكاتبان إن التطرف يتغذى من اليأس، وإن نصف الأطفال السوريين الآن لا يذهبون إلى المدارس، والمجتمع الدولي لا يحرك ساكنا. حرب الكلمات ونشرت صحيفة الغارديان تقريرا تقول فيه إن تفجيرات دمشق نبهت الخائضين في حرب كلامية في جنيف. وقد أسفرت التفجيرات، التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية، عن مقتل نحو 50 شخصا وجرح 120. ويعد هذا أسوأ هجوم تتعرض له منطقة من المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية في دمشق، وبها عدد كبير من المسلحين الشيعة التابعين لحزب الله اللبناني. ويقول كاتب التقرير، أيان بلاك، إن التفجيرات أرسلت تنبيها إلى المشاركين في اجتماع جنيف، الذي لم يقدم شيئا لحد الآن، باستثناء بيانات من الطرفين المتنازعين. ويضيف أن الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات الحكومية السورية وطائرات والروسية تواصلت دون هوادة.
مشاركة :