لسنا نُسَخًا متطابقة

  • 2/15/2023
  • 17:31
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الاختلاف والخلاف وجهان للإبداع والتميُّز.. فمهما سمعت من صرير للأقلام فإنها تحمل أصواتًا نشازًا مليئة بالخلاف والاختلاف، لكنها ما تلبث أن تعود حاملةً الكثير من الحلول والمقترحات. وتلك من طبيعة المعتدلين. هذا التراشق اللفظي، وذاك السجال المبطن، الذي يحدث في الفضاء الإعلامي والرقمي بين الكُتاب، لا يخرج عن كونه تصريحات فردية، لا تعكس عمق العلاقات التاريخية بين الدول. هذه الحروب الكلامية في الإعلام، وإثارة التساؤلات والتكهنات، بوجود حالة من التوتر بين دولتَين، ما هي إلا ضرب من الجدال الذي لا يفضي إلى شيء، ولم يكن ولن يكون في يوم من الأيام خلافًا رئاسيًّا بين الدولتين. مصر والسعودية بَلَدان وقُطبان في النظام الإقليمي العربي، لهما علاقات وتفاعلات مزدوجة من التطابق والاختلاف؛ فليس هناك تطابق بالكلية، ولا هناك اختلاف دائم، لكنها أقرب من الانسجام والتجانس إلى درجة كبيرة جدًّا.. ولا غرابة؛ فالتاريخ يشهد؛ فهما صمام الأمان للمنطقة. الرياض والقاهرة حليفتان قويتان في رؤية 2030م؛ فهما رمانة الميزان في العمل المشترك.. والأحداث والأزمات اختبرت متانة وصلابة وعمق هذه العلاقات بين البلدَين. مجتمعاتنا من المثقفين مليئة بالنرجسية المقيتة "الأنا الأعلى"، ممن تسيطر عليهم الأهواء، ولا يفكرون إلا في مصالحهم الفردية، والمصلحة العامة في نظرهم جريمة لا تغتفر. مثل هؤلاء النرجسيين، الذين يمتطون ظهور الاختلاف وبطون الخلاف.. تقودهم نرجسيتهم إلى العداء؛ وبذلك يفسدون على أنفسهم إبداع الحلول، ويتلونون بألوان يرونها ناصعة، ويراها غيرهم شاحبة، مليئة بالمرض العنصري!!

مشاركة :