بعد يوم من زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى بغداد، وتحذيره الجانب العراقي من أن تنظيم داعش بدأ يعتمد أسلوباً جديداً في تجنيد الشباب بين صفوفه، أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أهمية استمرار التنسيق مع الجانب الأميركي في مجال مكافحة الإرهاب. وقال حسين، في بيان لمكتبه، إنه بحث خلال وجوده في العاصمة الأميركية واشنطن مع نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدوليّ، تريزا ستيفن جوينوف، «الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، والإشادة بجهود القوات الأميركية في مساعدة العراق في القضاء على عصابات داعش الإرهابية، والتعاون العسكري والأمني مع القوات العراقية، واستعراض جهود العراق في تحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة». وأشار حسين إلى «ضرورة استمرار التنسيق المشترك؛ للقضاء على بقايا التنظيمات الإرهابية، ومحاربة الآيديولوجيات والأفكار المتطرفة الداعمة لهذا التنظيم، وحرص الحكومة العراقية على توفير أفضل وسائل التدريب والتأهيل للقوات العراقية الأمنية بمُختلِف أشكالها». كما أكد «التزام العراق بتحقيق أفضل العلاقات الودية المتوازنة مع دول الجوار والمنطقة، وعدم استخدام الأراضي العراقية للاعتداء على الغير، وعدم السماح للغير بالتدخل بشؤون العراق، وعدم الدخول في نزاعات وصراعات، والحرص على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، وبناء علاقات جيدة مبنية على أساس المصالح المشتركة». من جانبها، شددت جوينوف على دعم الولايات المتحدة للعراق في تحقيق الاستقرار، وبناء قواته المسلحة، ودعم جهود العراق في تحقيق الاستقرار في المنطقة». وكان الوزير العراقي وصل إلى واشنطن، الأسبوع الماضي؛ للبحث في أزمة ارتفاع الدولار الأميركي مقابل الدينار العراقي، بسبب فرض الفيدرالي الأميركي نظام «المنصة» على حوالات البنك المركزي العراقي، وكذلك تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين أميركا والعراق منذ عام 2009. يأتي التزام واشنطن في مجال مساعدة القوات الأمنية العراقية في محاربة التنظيم الإرهابي في وقت فيه عقد ممثلون عن الاتحاد الأوروبي، أول من أمس في بغداد، ورشة عمل مع مستشارية الأمن القومي العراقي؛ لغرض المساهمة في مواجهة الأساليب الجديدة التي بات التنظيم يتبعها في تجنيد الشباب في صفوفه، وهي مواقع التواصل الاجتماعي. في الأثناء، كشف نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن قيس خلف المحمداوي، تفاصيل العمليات الأمنية الأخيرة التي قامت بها القوات العراقية في أماكن مختلفة من البلاد لمطاردة عناصر داعش. وقال المحمداوي، في مؤتمر صحافي أمس في بغداد، إن «نتائج أمنية إيجابية تحققت خلال الـ72 ساعة الماضية على عناصر داعش الإرهابية، بتخطيط وتعاون مع قيادة الاستخبارات العسكرية»، مبيناً أنه «تم توجيه ضربة جوية قُتل فيها 6 إرهابيين في قاطع ديالى». وأشار المحمداوي إلى «تحييد مقر مهم لإيواء عناصر داعش»، متحدثاً عن «عمليات تفتيش واسعة بعد إتمام الضربة»، وقال: «3 أيام من العمل المستمر أسفرت عن تنفيذ عمليات نوعية أدت لمقتل 4 قيادات إرهابية مهمة في تنظيم داعش الإرهابي». وذكر أن «قاطع عمليات كركوك شهد مطاردة 3 إرهابيين، أحدهم كان يرتدي حزاماً ناسفاً، وتم قتلهم جميعاً من خلال الجهود الاستخبارية التي تنفذها القوات الأمنية». ولفت المحمداوي إلى «استمرار جهود تسليم الملف الأمني في المحافظات إلى قوات وزارة الداخلية»، مؤكداً أن «الخطوة تأتي تفريغ الجيش بمهامه على الحدود، والتعرض لمحاولات الهجمات على البلد». وفيما يخص التحصينات الضرورية لتأمين الحدود العراقية، تحدث المحمداوي عن «بذل جهود مميزة خاصة على الحدود السورية؛ إذ تم تأمينها بشكل نسبي»، مستدركاً بالقول: «العمل جار على تكرار هذه التجربة على حدود بقية البلدان». وفي مجال مكافحة المخدرات، بيّن القائد العسكري العراقي أن «ملف المخدرات يحمل خطورة كبيرة، فلا بد من تأمين الحدود وتشريع القوانين الرادعة»، مؤكداً أن «هناك رأياً لتشكيل مؤسسة كبيرة تُعطى صلاحيات وإمكانات ليكون لها دور مهم في مكافحة الاتجار والتعاطي للمخدرات». وكان جهاز المخابرات الوطني العراقي قد أعلن عن تمكنه من إحباط عملية إرهابية للتنظيم الإرهابي، والإطاحة بعدد من قياداته داخل وخارج العراق. وقال الجهاز، في بيان له، إنه «بعملية استخبارية نوعية خارج الحدود العراقية، تمكن جهاز المخابرات الوطني العراقي من إحباط عملية إرهابية، والإطاحة بعدد من قيادات داعش المتورطين بارتكاب جرائم إرهابية في العراق وخارجه». وأضاف أن «أبطال الجهاز نجحوا بتعقب هؤلاء الإرهابيين في أكثر من دولة، وتمكنوا من إلقاء القبض عليهم في إحدى الدول غير المجاورة، واقتيادهم إلى العراق وتسليمهم إلى الجهات القضائية لينالوا جزاءهم العادل».
مشاركة :