واصل عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا قبل 11 يوماً بالارتفاع، إذ تجاوز عدد القتلى في البلدين حاجز 41 ألف قتيل، فيما حولت تركيا تركيزها إلى إعادة الإعمار. وأكد الدفاع المدني في شمال غرب سوريا انتشال جميع العالقين والضحايا من تحت الأنقاض، والبدء بعمليات إزالة الأنقاض وفتح الطرق. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، إن بلاده ستبدأ الشهر المقبل في إعادة إعمار منازل المتضررين والتي تهدمت بسبب الزلزال. وأضاف جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي، أن الحكومة ستنتهي من عملية إعادة البناء خلال عام، مشيراً إلى أن عمليات الإنقاذ لا تزال مستمرة في بعض المناطق بعد الزلزال الذي بلغت شدته 7.7 درجة وأودى بحياة عشرات الآلاف. وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن 100 دولة أرسلت دعماً ومساعدات لبلاده، منها 76 دولة بعثت بفرق إنقاذ. وقالت وزارة التخطيط الحضري التركية في تقرير إنه حدث انهيار أو ضرر شديد لإجمالي 50 ألفاً و576 مبنى، مؤكدةً أنه يجب هدم المباني المعرضة للخطر بصورة عاجلة. وفي السياق، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، خلال مؤتمر صحفي أمس، إنه مازال هناك أحياء يتم إخراجهم من تحت الأنقاض، مشيراً إلى أن «هذا يزيد أملنا بإخراج المزيد». وقال وزير الداخلية التركي، إنه تم الانتهاء من فحص 40% من المباني المتضررة في مناطق الزلازل، مشيراً إلى أنه يتم حالياً تقييم جميع المباني في كهرمان مرعش لحصر كل الأضرار. في غضون ذلك، أكد أحمد يازجي، عضو مجلس إدارة الدفاع المدني السوري في شمال غرب سوريا «الخوذ البيضاء»، عدم وجود أي شخص تحت الأنقاض نتيجة الزلزال، مشيراً إلى انتشال جميع الضحايا خلال الأيام الماضية. وأضاف يازجي في تصريح لـ«الاتحاد»، أن فرق إنقاذ الدفاع المدني السوري لاحظت وجود روائح تحت الأنقاض تبين أنها لمواشٍ نافقة، لافتاً إلى أن فرق الإنقاذ موجودة في الأماكن المتضررة من الزلزال لتلقي البلاغات حال وجود مفقودين. وأوضح أن قوات الدفاع المدني في شمال غربي سوريا عملت أيضاً على فتح الطرق الرئيسية للعمل على وصول المساعدات للأماكن المتضررة، بالإضافة إلى إزالة بعض المباني والجدران الآيلة للسقوط التي تشكل خطراً كبيراً على المدنيين في تلك المناطق. وشدد عضو الدفاع المدني السوري على أن هنالك حاجة أساسية لمراكز إيواء للنازحين الذي وصل عددهم إلى 40 ألف عائلة بلا مأوى، مشيراً إلى أن بعض المساعدات وصلت إلى شمال غرب سوريا لكنها غير كافية. وفي السياق، قال المتطوع في الدفاع المدني السوري محمد الشبلي: إن هناك دماراً كبيراً بالمنازل والبنية التحتية وما يتبع ذلك من تدمير للبنية الاقتصادية القائمة، مشيراً إلى أن هناك أحياء انهارت بالكامل ولم تعد موجودة الآن بسبب الزلزال وتداعياته. ولفت الشبلي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى ضرورة وجود دعم للمستشفيات ومراكز الفئات الأكثر احتياجاً كالأطفال والنساء، مشيراً إلى وجود كم هائل من المدنيين بحاجة إلى المخيمات والمأوى بعد دمار منازلهم وافتراشهم الشوارع في أجواء شديدة البرودة وهم يعيشون صدمة كبيرة. وأكد المتطوع بالدفاع المدني استمرار عمليات إزالة الأنقاض، مؤكداً أن فرص العثور على أشخاص على قيد الحياة بعد مرور هذا الوقت ستكون ضعيفة أو شبه مستحيلة. وفي السياق، قال وزير الصحة السوري حسن الغباش، إن حصيلة ضحايا الزلزال ارتفعت إلى 1414 وفاة و2357 إصابة. وأشار الغباش إلى أن فرق الإنقاذ تعمل على مدار 24 ساعة، بأقصى طاقتها، للوصول إلى جميع الضحايا، ونقل المصابين إلى المشافي، وتقديم جميع الخدمات الإسعافية والطبية لهم، وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية. وفي سياق متصل، ناقش مسؤولون أمميون آثار كارثة الزلزال على تركيا وسوريا والأنشطة التي تمارسها المنظمات التابعة للأمم المتحدة لإغاثة المتضررين. وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي كين كروسلي، إن هناك مثلثاً بين المحافظات السورية حلب وحماة واللاذقية تضرر بشدة من الزلزال. وأوضح كروسلي، خلال المؤتمر الصحفي، أن آثار الزلزال طالت جميع الناس وليس مجموعة واحدة فقط. وذكر أن برنامج الأغذية العالمي يتعاون مع شركائه من أجل تضميد الجراح التي نجمت عن الزلزال، مؤكداً أن عدد المحتاجين إلى المساعدات الغذائية في سوريا كان 5.5 مليون، لكنه ارتفع أكثر عقب الكارثة. من جهته، قال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة بول ديلون، إن 11 شاحنة محملة بالمساعدات انطلقت من مستودع المنظمة في ولاية غازي عنتاب إلى شمال غربي سوريا. وأوضح ديلون، أن المنظمة الدولية للهجرة أرسلت 30 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا منذ مطلع الأسبوع الماضي.
مشاركة :