مقالة خاصة: أطفال سوريون يتلقون دعما نفسيا بعد الزلزال

  • 2/16/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حلب ـ سوريا 15 فبراير 2023 (شينخوا) ترك الزلزال الذي ضرب سوريا في السادس من فبراير الجاري بجانب الدمار والخسائر الفادحة، مشاهد مؤلمة في ذاكرة مئات من الأطفال السوريين، الذين باتوا بحاجة ماسة إلى مساعدة نفسية عاجلة. ولجأ معظم من نجا من الزلزال إلى الملاجئ، وهي إما خيام نصبت في الحدائق العامة أو مدارس تم تحويلها مؤقتًا إلى مأوى لهؤلاء الناجين والهاربين من الموت. وفي مدرسة عبد المطلب في منطقة الجابرية بحلب شمال سوريا، كان هناك حوالي 111 عائلة مكونة من 453 شخصا، بينهم 75 طفلا. وأصيب معظم الأشخاص الذين بقوا في المدرسة، المكان الأكثر أمنا لهم، في اليوم التالي بعد الزلزال بصدمة، بغض النظر عن أعمارهم ، ومع ذلك كان الأطفال هم الأكثر تضررا لأن الهزة القوية سببت لهم ذعرا يصعب نسيانه. ودفع هذا الأمر بعض المنظمات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والجمعيات الخيرية المحلية للتدخل لمساعدة هؤلاء الأطفال في التغلب على التجربة غير السارة التي عاشوها. ففي فناء المدرسة كان الأطفال يستمتعون بالشمس الدافئة ويغنون ويرقصون في مجموعات، بمشاركة أشخاص أكبر سنا بغية الترفيه عنهم وإبعادهم عن أجواء الزلزال التي ما زالت تسيطر على مخيلتهم. كان الجو صاخبا للغاية فالموسيقى تصدح عاليا وضحكات الأطفال تعلو مع الموسيقى، حيث حاول المنظمون استبدال التجربة السيئة بذكريات جديدة ممتعة. وقال مسؤول الدعم النفسي والاجتماعي في (اليونيسف) أدهم بكر، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن خدمة الدعم النفسي والاجتماعي شيئًا كانوا يقدمونه بالفعل للأطفال أثناء الحرب. وتابع "بعد الزلزال بدأنا ما يسمى بالإسعافات الأولية النفسية للأطفال". وأردف قائلا "بشكل عام، نحن نعمل على الدعم النفسي والاجتماعي، هذا شيء احترازي بعد الحرب، هذا ما اعتدنا فعله بشكل روتيني". وأضاف "وعندما كانت لدينا الكارثة، وهي الزلزال، وهو شيء جديد في سوريا، بدأنا في اليوم التالي ما يسمى بالإسعافات الأولية النفسية، لاسيما وأن الأطفال تعرضوا لصدمة واضحة حتى أن الأهل كانت عندهم نفس الصدمة". من جانبها، قالت صفاء سلورة مديرة مشروع الأثر الذي يقدم أيضا المساعدة للأطفال المصابين بصدمات نفسية، فضلا عن دعم النازحين، ل((شينخوا)) إنهم نجحوا في إشراك الأطفال المصابين بصدمات نفسية في الأنشطة التي كانوا يستعدون لها مثل العديد من الأطفال، ولكن هناك أطفالا كانوا يعزلون أنفسهم في الزوايا من شدة الصدمة. وأضافت سلورة "خلال الأيام الأولى التي أعقبت الزلزال، كان لدى الأطفال خوف كبير، وكان العديد منهم يتخذون زوايا (يعزلون أنفسهم) في الغرف التي كانوا يقيمون فيها، وحاولنا بذل قصارى جهدنا لإخراجهم إلى الفناء لإشراكهم في الأنشطة، وبدأنا نرى الضحك على وجوه الأطفال". وفي المدرسة، وجدت المعلمة سناء الكردي نفسها تبحث عن ملجأ في نفس المدرسة التي تعمل فيها بعد الزلزال. وقالت الكردي وهي أم لطفلين، لـ((شينخوا)) "عندما وقع الزلزال وبدأ المنزل يهتز، وجدت نفسي أركض مع أطفالي إلى مكان عملي". وفي المدرسة، شعرت الكردي وكأنها في المنزل لأنها تعرف المكان، ومع ذلك أعربت عن أملها في أن لا تستمر إقامتها هناك لفترة طويلة، وهي تريد العودة إلى المنزل بعد الانتهاء من الإصلاحات اللازمة. وقالت الكردي، وهي سورية من حلب "أطفالي يفرغون ضغوطهم وطاقتهم هنا مع أطفال آخرين، لقد توقفوا عن التفكير في الزلزال، هذا أمر إيجابي الحمد لله". وتابعت "نأمل أن يتحسن الوضع لأن كما تعلمون المنزل هو أفضل من المأوى، الحمد لله لدي أصدقاء هنا، الناس هنا يساعدون بعضهم البعض، لكن الحياة الطبيعية يجب أن تعود". وكانت وزارة الإدارة المحلية والبيئة قد قالت الأحد الماضي، إنه تم افتتاح 274 ملجأ في جميع أنحاء سوريا لاستضافة ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد في 6 فبراير. وقالت الوزارة في بيان مقتضب إنه تم افتتاح 235 ملجأً في محافظة حلب الشمالية، و32 في محافظة اللاذقية شمال غرب البلاد، وخمسة في محافظة حماة ، واثنين في محافظة طرطوس. وأعلنت وزارة الصحة السورية الثلاثاء أن الحصيلة النهائية للقتلى جراء الزلزال الذي ضرب سوريا بلغت 1414 قتيلا ، فيما بلغ عدد الجرحى 2357.

مشاركة :