كونا- اكد الامين العام للمجلس الاعلى للتخطيط والتنمية الدكتور خالد مهدي ان الاقتصاد المعاصر اصبح يركز بشكل كبير على المعرفة موضحا أن المعرفة تعتبر مدخلا أساسيا للابتكار ومنصة لتحقيق النمو الاقتصادي ومحورا لتبني السياسات والاستراتيجيات في الخطط الإنمائية. واضاف مهدي في كلمة افتتاحية في المؤتمر الوطني (وظائف الدولة المعاصرة من منظور الاقتصاد المعرفي) اليوم الاثنين ان المعرفة في الدول المتقدمة تعد الثروة الوطنية المستدامة التي يجب أن يحافظ عليها والعمل على تطويرها وتحسينها مؤكدا أن الاستخدام الأمثل للأصول المعرفية يحقق أفضل الفرص واحسن النتائج. وأوضح أن نجاح تجارب تلك الدول ناتج عن تبني الوظائف الإدارية والاقتصادية التي تتسم بالمرونة والواقعية والتكيف مع التغيرات في العالم والتي من شأنها ان تساعدها في رسم الاستراتيجيات والسياسات على نحو يوفر البيئة التشغيلية المعززة لمبادئ الابتكار والتنافسية والإنتاجية في القطاعات الحكومية. وذكر أن المؤسسات العامة الاقتصادية تعتبر البيئة المثالية لتطبيق كل الأنشطة المعرفية التي تهدف الى تحقيق الربحية والإنتاجية وخفض التكاليف بخلاف المؤسسات العامة الإدارية التي تهتم بتسهيل الإجراءات وتيسير الأعمال. وأفاد بأن المؤتمر يهدف إلى إبراز دور المؤسسات العامة الاقتصادية في إعادة مفهوم وظائف الدولة على نحو يعزز من التناغم والاتساق مع الاقتصاد المعرفي تمهيدا لرسم السياسات والبرامج التي تساعد الحكومات على تطوير وظائفها وأدوارها بما يضمن تحويل الأصول المعرفية غير المنظمة والمبعثرة إلى أصول ربحية وإنتاجية. وأوضح أن المؤتمر يهدف كذلك إلى اظهار دور المؤسسات التعليمية والعلمية والإعلامية والتشريعية في تعزيز الثقافة المؤسسية والوعي المجتمعي حول أهمية ممارسة الأنشطة المعرفية وأثرها في تعزيز مفهوم مجتمع المعرفة وسبل التحول من التعليم الايداعي نحو التعليم الابداعي. وبين مهدي أن المؤتمر يتطلع إلى مناقشة بناء النظام البيئي الإبتكاري وأثره في تعزيز الفرص الاستثمارية المتنوعة إلى جانب تسليط الضوء على أبرز الوظائف الإدارية والاقتصادية المعاصرة للدولة من منظور الاقتصاد المعرفي وتطوير مفهوم الخطة الإنمائية بما يتسق وفلسفة الاقتصاد المعرفي والمساهمة في بناء بيئة معرفية تساعد على التحول نحو الاقتصاد المعرفي. وأوضح أن الموتمر يهدف إلى وضع الإطار العام لمفهوم النظام البيئي للابتكار اضافة الى توعية المؤسسات العامة والقياديين بأهمية المعرفة ودورها في تعزيز التنافسية ورفع مستوى الخدمات للجمهور. ويبحث مؤتمر (وظائف الدولة المعاصرة من منظور الاقتصاد المعرفي) المقام برعاية حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على مدى يومين سبل تطوير الحكومة لوظائفها عبر أجهزتها ومؤسساتها على نحو يعزز الإنتاجية والفاعلية وبما يحسن بيئة الاستثمار المعرفي ويطور البنية المعرفية