تقارب مصري تركي ينعكس استثمارات تركية جديدة في مصر

  • 2/16/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - تقترب العلاقات بين مصر وتركيا من فتح صفحة جديدة بعد سنوات من القطعية والتوتر في خضم التقارب المسجل مؤخرا بين قيادتي البلدين وهو ما يترجمه إعلان مجلس الوزراء المصري عن تعهد شركات تركية بضخ استثمارات جديدة في مصر بقيمة 500 مليون دولار وذلك بعدما التقى وفد يمثل هذه الشركات برئيس الوزراء مصطفى مدبولي لأول مرة منذ عقد. وتوترت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا منذ عام 2013 حين قاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قائد الجيش آنذاك الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، الحليف الوثيق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وبدأت العلاقات تتحسن في عام 2021 في إطار مساعي تركيا لتخفيف التوترات مع العديد من القوى الإقليمية، لكن المسؤولين المصريين أبدوا حينها حذرا بشأن المصالحة قبل أن تبدده المصافحة التاريخية بين أردوغان والسيسي خلال مونديال قطر 2022، فيما علّق عليها مسؤول في الرئاسة التركية بأنها "تواصل ثنائي أول" بين الرئيسين. ووجه الرئيس التركي في مناسبات عديدة انتقادات حادة إلى النظام المصري وهاجمه بشدة كما وصفه مرارا بـ"النظام الانقلابي والدكتاتوري"، كما كان ينتهز الفرص ليشكّل بيده علامة رابعة التي كان يرفعها أنصار الإخوان المسلمين بعد فص اعتصامهم بالقوة في ساحة رابعة بالقاهرة وهي الحادثة التي قتل فيها المئات بعد أن أطلق مسلحون من بين المعتصمين النار على قوات الأمن وردت الأخيرة بالمثل.  وقال مدبولي في بيان أصدره مجلس الوزراء المصري في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء "على الرغم من أي اختلافات سياسية قد حدثت خلال فترات سابقة، فقد حرصنا في مصر على أن تظل العلاقة بين شعبينا وأن يظل تعاوننا في المجالات الاقتصادية والتجارية وثيقا". وكانت الاتصالات الدبلوماسية بين البلدين قد توقفت على خلفية خلافات حول ليبيا خاصة بعد أن وقعت تركيا مع حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها بقيادة عبدالحميد الدبيبة اتفاقيات أمنية وعسكرية ومذكرات تفاهم تشمل إحداها ترسيم الحدود البحرية وأخرى تسمح لأنقرة بالتنقيب عن النفط والغاز في المياه الليبية. وأكد ممثلو الشركات التركية خلال الاجتماع ضرورة الاستفادة من موقع مصر كمركز للتجارة والاستثمار في القارة الأفريقية من خلال اتفاقيات التجارة التفضيلية التي وقعتها القاهرة مع دول القارة، فضلا عن إمكانية زيادة الصادرات من السوق المصرية إلى الدول العربية وبلدان الشرق الأوسط والكثير من دول العالم. واستمرت العلاقات التجارية بين تركيا ومصر على الرغم من الجمود في العلاقات الدبلوماسية، لكن البلدين كانا يتطلعان مؤخرا إلى تعزيز العلاقات المالية الإقليمية لمساعدة اقتصاديهما المتعثرين. وجاء في البيان أن الشركات التركية التي يعمل بعضها بالفعل في مصر تنشط في مجالات تطوير المناطق الصناعية والغزل والنسيج والملابس الجاهزة والرياضية والمستحضرات الطبية والأجهزة الكهربائية، مشيرا إلى أن الاستثمارات التركية في مصر تبلغ ملياري دولار. وكان السيسي قد هاتف الأسبوع الماضي أردوغان معبرا عن تعازيه واستعداده لتقديم الدعم لتجاوز آثار الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا واقتربت حصيلة قتلاه اليوم الخميس من 42 ألفا، فيما قالت وزارة الدفاع المصرية إن مصر أرسلت خمس طائرات عسكرية إلى سوريا وتركيا محملة بأدوية وإمدادات طبية. بدوره رحب الرئيس التركي باتصال السيسي ومساعيه لتخفيف تداعيات الكارثة، مشيرا إلى أنها تؤكد عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والتركي الشقيقين. وسعت تركيا منذ العام الماضي إلى تصحيح مسار العلاقات مع الخصوم الإقليميين من مصر وإسرائيل والإمارات والسعودية في خطوة انفتاح لتهدئة التوترات وتفادي عزلة إقليمية في ظل وضع اقتصادي متأزم مع انهيارات متتالية لليرة التركية وتردي الأوضاع المعيشية بفعل ارتفاع قياسي في معدل التضخم.

مشاركة :