خلال الـ40 عاما الأخيرة من القرن الماضي، انتشرت بصورة غير مسبوقة تجارة وإمبراطوريات المخدرات، خاصة في دول أمريكا اللاتينية ، وبشكل أخص كولومبيا، ومعها كان العنف هو اللغة الرسمية لحل كافة الخلافات. العديد من ملوك تجارة المخدرات -الذين تكاد تتفوق سلطاتهم ونفوذهم على بعض رؤساء الدول في القارة اللاتينية- بدا واضحا لدى العديد منهم الشغف الكبير بكرة القدم ، فكانت فرصة لتبييض وجوههم أمام عامة الناس سواء بالإهتمام بها أو بالإنفاق على الأندية التي يشجعونها، كفرصة للظهور بشكل طيب ومهتم بإهتمامات عامة الناس من جهة، ومن جهة أُخرى فهي فرصة للإستثمار وغسيل الأموال. بابلو إسكوبار، أحد أهم أباطرة المخدرات في كولومبيا والولايات المتحدة في الثمانينات من القرن الماضي ، والذي صنفته مجلة فوربس الإقتصادية من ضمن أغنى 227 ملياردير على مستوى العالم في ذلك الوقت، كان أبرز المهتمين بالرياضة وكرة القدم بشكل خاص. كان إسكوبار بطلا في مقاطعته – ميدلين - خاصة بين عامة الفقراء الذين بنى لهم العديد من المستشفيات ومراكز الخدمات بالإضافة إلى ملاعب كرة القدم للأطفال . شغف إسكوبار بكرة القدم إمتد إلى نادي أتليتكو ناسيونال الكولومبي الذي ينتمي لمقاطعة ميدلين. حقق النادي إنجازا تاريخيا بتتويجه ببطولة كوبا ليبيرتادوريس لأندية أمريكا الجنوبية في عام 1989ليصبح أول نادي كولومبي على مر تاريخ البطولة يحصد اللقب و يُعتقد بقوة أن الفضل في كل ذلك يعود لذلك الرجل إسكوبار . في أوائل التسعينات، ارتبط اسم امبراطور المخدرات إسكوبار بإسم لاعب كرة القدم الكولومبي أندريس إسكوبار، خاصة أن كلاهما ينتمي لمقاطعة ميدلين من حيث المنشأ، وفي الحقيقة، ما كان ذلك إلا تشابها في الأسماء. كان أندريس ضمن تشكيلة كولومبيا في مونديال 1994 في الولايات المتحدة ، وفي مباراة أمام المستضيف، سجل إسكوبار هدفا بالخطأ في مرماه كان سببا في خروج بلاده من المُنافسات. وعند العودة إلى الوطن ، كان في انتظاره 12 طلقة أودت بحياته ، في حادثة مُفجعة في تاريخ كرة القدم. عن الثنائي إسكوبار، كان هناك الفيلم الوثائقي The Two Escobars في عام 2010. أوضح الفيلم الفارق بين أندريس لاعب كرة القدم الذي يُعد بطلا ومثالا يُحتذى به في البلاد ، وبابلو وأمثاله الذين جعلوا كولومبيا تنزف دما وأدت أفعالهم إلى مقتل من هم مثل أندريس إسكوبار ، تم ترشيح الفيلم لعدد من الجوائز في مهرجانات سينمائية كُبرى مثل كان ولوس أنجلوس. جيف زيمباليست، أحد صانعي ذلك الفيلم، يقول: الهدف في البداية كان الحديث عن الضحية أندريس إسكوبار ومن السبب وراه قتله، ثم تحوّل اهتمامنا إلى تلك البيئة في تلك البلاد التي قد تؤدي إلى مثل هذه الحادثة لم تتوقف تجارة المخدرات في كولومبيا بعد مقتل بابلو إسكوبار في 1993. فبعد إنتهاء تحالف ميدلين الخاص به ، ظهرت العديد من التحالفات الأُخرى التي عاودت التدخل في أمور كرة القدم، ويكفي أن نلاحظ غياب منتخب كولومبيا عن كأس العالم منذ 1998 وحتى عام 2014 بسبب أن العديد من الأندية خلال تلك الفترة أعلنت إفلاسها في كولومبيا . ولم يتوقف الأمر عند ذلك ، ففي يونيو الماضي، تم فتح تحقيق رسمي في كولومبيا حول تورط 8 أندية كولومبية يتم تمويلها عن طريق بعض تجار المخدرات في شبهة واضحة لعملية غسيل أموال. المكسيك، دولة أُخرى تنتشر فيها تجارة المخدرات وتُعتبر منفذا ما بين أمريكا الجنوبية والولايات المتحدة ، حيث يتم بيع المخدرات مُباشرة إلى المُستهلك في الولايات الأمريكية. مؤخرا، ظهر على الساحة المكسيكي خواكين جوزمان الشهير بـ الشابو. ويُعد الشابو أبرز ملوك تجارة المخدرات في الوقت الحالي ، حتى سقط في يد العدالة خلال الأشهر الأخيرة. تقارير صحفية بعد سقوط الشابو أبرزت خبر اهتمام اللورد المكسيكي بشراء نادي تشيلسي الإنجليزي ، والذي تبلغ قيمته السوقية حاليا حوالي 1.37 مليار دولار أمريكي ، حسب تقدير مجلة فوربس. -- هذا المحتوى مقدم بالتعاون مع صفحة كورة بلس على فيسبوك
مشاركة :