مصطفى عبد العظيم (دبي) أكد ديفيد هاي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة براند فاينانس، البريطانية، أن دولة الإمارات تمتلك جميع المقومات والقدرات التي تؤهلها لمواصلة صعودها لمراتب متقدمة ضمن المؤشر العالمي للقوة الناعمة، الذي تصدره المؤسسة سنوياً. وأوضح هاي في حوار مع «الاتحاد» على هامش القمة العالمية للحكومات، أن دولة الإمارات حققت صعوداً مذهلاً في ترتبيها ضمن المؤشر العالمي للقوة الناعمة منذ انطلاقه قبل أربع سنوات، بصعودها من المرتبة 18 عالمياً في النسخة الأولى، ثم إلى المرتبة 17 في النسخة الثانية والمرتبة 15 في النسخة الثالثة في عام 2022، الأمر الذي يعكس المكانة العالمية التي تحظى بها دولة الإمارات. طموح حدوده السماء وأرجع هاي توقعاته بقدرة الإمارات على مزاحمة الخمس الكبار في المؤشر العالمي للقوة الناعمة، إلى طموحات دولة الإمارات التي لا حدود لها سوى السماء، مشيراً إلى أنه بالنظر إلى عدد من البلدان التي تتصدر المؤشر، مثل سويسرا، وأيرلندا، وسنغافورة، نجد أنها تفوقت لأنها شديدة التنظيم، والاستثمار في السياسات الصحيحة، وأعتقد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسير على النهج ذاته، وتتحرك في الاتجاه الصحيح، لذلك أتوقع أن يقود ذلك إلى صعودها بسهولة في المراكز الخمسة الأولى، وذلك على الرغم من سيطرة أكبر اقتصادات العالم على التواجد في القمة. ويعتبر المؤشر العالمي للقوة الناعمة، الذي تعده مؤسسة «براند فاينانس» البريطانية أكبر استطلاع آراء أكثر من 100 ألف شخص من 101 دولة لتقييم مختلف محاور القوة الناعمة والتأثير الإيجابي. أدوات القوة الناعمة وفي معرض إجابته على سؤال حول كيف يمكن للدول أن تكون قوة ناعمة، أوضح هاي أن هناك العديد من الأشياء التي تحتاجها البلدان لتصبح قوة ناعمة، حيث يرتكز المؤشر العالمي للقوة الناعمة على 3 معايير رئيسية تتضمن الشهرة والتأثير والسمعة، بالإضافة إلى 8 محاور أخرى منها التجارة والأعمال، والحوكمة، والعلاقات الدولية، والثقافة والتراث، والإعلام والاتصالات، والتعليم والعلوم، والناس والقيم، وهي المحاور التي تحتاج الدول إلى الاستثمار فيها جميعاً وتطويرها على مدى فترات طويلة تمتد لأكثر من عقد من الزمان وليس في عام واحد أو عامين. القوة الناعمة للإمارات ولفت إلى أن أهم مصادر القوة الناعمة لدولة الإمارات تتمثل في امتلاكها مجتمعاً متعدد الثقافات يعيش فيه نحو 200 جنسية في ظل ثقافة راسخة للتسامح والقبول بالآخر، والانفتاح على المجتمعات الأخرى، فضلاً عما تضمه الدولة من مؤسسات ومشروعات ثقافية، ودورها الرائد عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية التي تستهدف دعم الشعوب والدول في مواجهة الكوارث الطبيعية، ومساعدتها على دعم تجارب النمو والتنمية فيها. أخبار ذات صلة رئيس الدولة: التواصل والتعايش والتعاون نهج الإمارات الثابت مجلس التوازن شريك رئيسي لمعرضي «آيدكس» و«نافدكس» 2023 قوة التأثير وأكد رئيس براند فاينانس أن دولة الإمارات تستثمر بالفعل في كل هذه المحاور وهو ما يسهم بشكل كبير في بناء قوتها الناعمة، لافتاً إلى أن الإمارات نجحت بشكل كبير في السنوات الأخيرة في الصعود بقوة في محور التأثير ونقل رسالتها إلى العالم بقوة أكبر. ووفقاً لنتائج المؤشر العالمي لعام 2022 الذي حلت فيه الإمارات بالمركز الـ 15 عالمياً، جاءت الإمارات في المركز العاشر عالمياً والأول إقليمياً في مؤشر قوة التأثير، وفي المركز العاشر عالمياً في التأثير في المجال الدبلوماسي، و11 عالمياً في العلاقات الدولية، والمركز 20 عالمياً في مؤشر السمعة الإيجابية. وأوضح هاي:«هذا انعكاس للاستثمارات والأنشطة المذهلة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، وليس لدي شك في أنها ستتواصل أو تزداد قوة في السنوات القادمة». وأضاف الرئيس التنفيذي لـ «براند فاينانس»:«لقد استمعنا لما قالته كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، خلال مشاركتها بالقمة العالمية للحكومات، من أن من الأولويات الثلاث الأساسية التي تحتاجها الدول لكي تنجح، تتمثل أولاً في التعليم وثانياً في البنية التحتية وثالثاً سيادة القانون، وهي بالتأكيد المحاور الثلاث التي تتفوق فيها دولة الإمارات بقوة. الشركات الإماراتية وعلى صعيد الحضور القوي لعدد من الشركات الإماراتية ضمن لائحة جلوبال 500 لأقوى وأغلى العلامات التجارية للشركات حول العالم، وتأثير ذلك في القوة الناعمة لدولة الإمارات، أوضح هاي أن العديد من الشركات الإماراتية نجحت بالفعل خلال السنوات الماضية في تعزيز قوتها العالمية في قطاعات مختلفة مثل أدنوك واتصالات ودي بي ورلد وطيران الإمارات، لافتاً امتلاك دولة الإمارات لهذه الشركات القوية العابرة للحدود يسهم بالتأكيد في ترسيخ قوتها الناعمة، مشيراً إلى أنه من الناحية المطلقة، تميل الشركات من أميركا أو ألمانيا أو الصين إلى أن تكون عابرة للحدود، لكن الشركات الإماراتية استطاعت أن تنافسها وأن تتوسع الآن وتذهب إلى الخارج وأصبحت شركات عالمية، وأعتقد أن هذه العملية ستستمر. إكسبو 2022 وكوب 28 وفيما يتعلق بتأثير استضافة دولة الإمارات للأحداث العالمية الضخمة مثل إكسبو 2020 دبي مؤتمر الأطراف (كوب 28) على قوة السمعة العالمية، أشار رئيس براند فاينانس إلى أن إكسبو 2020 دبي كان له تأثير كبير في السمعة العالمية للإمارات وذلك من خلال متابعته واستقطابه لملايين الأشخاص من مختلف العالم، متوقعاً أن يحقق مؤتمر الأطراف (كوب 28) ناجحاً كبيراً هو الآخر بعيداً عن طبيعة المؤتمر الذي يتسم بالاختلافات في الرؤى بين المشاركين، لكن من تجربتي هنا في دولة الإمارات فإنها تمتلك قدرات تنظيمية هائلة تمكنها من استضافة الأحداث العالمية بمستويات عالية من الاحترافية، وليس أدل على ذلك من التنظيم المبهر للقمة العالمية للحكومات على مستوى الحضور والمتحدثين واختيار عناوين الجلسات والنقاشات المثمرة والبناءة في كافة المجالات والقطاعات التي تلعب دوراً رئيسياً في استشراف المستقبل.
مشاركة :