خلال جلسة حوارية مع محمد القرقاوي ضمن القمة العالمية للحكوماتراي داليو :• العالم سيشهد تغيرات جذرية خلال السنوات الخمس المقبلة.• الصين والولايات المتحدة الأمريكية تتنافسان بقوة في السباق التكنولوجي العالمي.• نجاح الحكومات مرتبط بمدى ابتعادها عن سباق السلطة العالمي.• الصين هي الأقدر على الفوز بالسباق الاقتصادي العالمي.• الهند ستكون الدولة التي تسجل أعلى وأسرع نمو خلال السنوات المقبلة.• الدول التي لا تخوض في الحروب هي التي ستحقق تغيرات إيجابية ونمواً في المستقبل. دبي في 15 فبراير/ وام/ استضافت القمة العالمية للحكومات ضمن أعمال يومها الختامي، جلسة حوارية جمعت معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس القمة العالمية للحكومات، ورجل الأعمال الأمريكي ومؤسس شركة "بريدج ووتر" للاستثمار، راي داليو، حيث أكد الأخير أن العالم سيشهد تغيرات جذرية خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيراً إلى أن الصين كدولة قوية وقادرة، تعمل بصمت وفق مفهوم تعاوني واتحادي قوي، يعزز استقرارها الداخلي ويساهم في ترسيخ مكانتها العالمية. واستهل معالي محمد القرقاوي الجلسة الحوارية بسؤال حول القوى التغييرية في العالم والعوامل الرئيسة القادرة على تغيير النظام العالمي وإحداث تحولات جذرية في تاريخ وحاضر ومستقبل البشرية بصورة عامة، حيث أشار الدكتور داليو إلى أن هناك 5 قوى أساسية مسؤولة عن تغيير النظام العالمي وتشمل: "الانفاق أكثر من الدخل"، و"الصراعات الداخلية في المجتمعات"، و"الصراعات الخارجية على السلطة"، و"الأحداث والكوارث الطبيعية" و"التعليم والتطور التكنولوجي". ورداً على سؤال معالي محمد القرقاوي له عن السباق الحاصل بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، أجاب داليو: " عالمنا اليوم مليء بالصراعات والحروب متعددة الأشكال، فهناك على سبيل المثال الصراع الاقتصادي، العسكري، والسياسي، التكنولوجي، الجيوسياسي والتجاري. في الحرب التجارية القائمة اليوم بين الصين وأمريكا، أرى أن الصين ستنتصر، بينما قد تحقق الولايات المتحدة الأمريكية انتصاراً كبيراً في الحرب العسكرية، إذا ما كانت تتخذ قراراً في ذلك. أما بالنسبة للحرب الجيوسياسية فهناك تنافسية عالية وقد أصبح واضحاً للجميع أن العالم لم يعد يحكمه قطب واحد، بل أصبح متعدد الأقطاب، وهو ما سيحول القرارات من أحادية إلى تشاورية بين كافة الأقطاب." أما فيما يتعلق بالصراع الاقتصادي، قال داليو: " إن الصين اليوم أصبحت قادرة على عكس المسارات وقلب الموازين، في حين إن الفروقات في العملات وحجم النمو الاقتصادي بين الدولتين واضحاً وبالأرقام." وأضاف داليو: " تتنافس كل من أمريكا والصين في قطاع التكنولوجيا العالمي، حيث تستحوذان وبقوة شبه متوازية على مفاصل هذا القطاع، وبرأيي إن الرابح الأكبر اليوم هو من يستطيع الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة في البلدين على السواء." وفي هذا السياق، تساءل معالي محمد القرقاوي عما إذا كانت المخاطر التي تواجه أمريكا اليوم داخلية أم خارجية، حيث أجاب داليو : " إنها حتماً داخلية، فالولايات المتحدة اليوم تعاني من مشكلات حقيقية في البنى التحتية، والمجتمع، والتعليم، والقيادة والسياسة." مشيراً إلى أن الدولة القوية والمتماسكة التي تتمتع بوضع داخلي مستقر وصحي، تستطيع الصمود والمواجهة وستكون قادرة على تخطي كافة التحديات وسط تحقيق المزيد من الازدهار والنمو." وخلال حواره مع معالي محمد القرقاوي حول الحكومات والنظام العالمي الجديد، قال راي داليو: "إن الهند لديها مستقبل مشرق واستطاعت خلال السنوات العشر الماضية أن تحقق تقدماً وتطوراً ملحوظين في شتى المجالات وضمن عدد من القطاعات الاستراتيجية"، مؤكداً أنها ستحتل المرتبة الأعلى عالمياً في النمو خلال السنوات المقبلة، حيث ستشهد تحولات جذرية ترسخ مكانتها في مصاف الدول الأكثر نجاحاً وإنجازاً. وتطرق معالي محمد القرقاوي إلى المتغيرات التي يشهدها العالم، مشيراً إلى أننا نعيش اليوم في عصر تقوده المتغيرات والتطورات السريعة والجذرية، حيث أشار داليو إلى أهمية الاقتصاد كعامل أساسي وضروري في إحداث عملية التغيير. كما قال داليو: “إن التعاون الوثيق والتنافسية العالمية، يشكلان قوتين تغييريتين أساسيتين في العالم اليوم، كما أن التكنولوجيا أصبحت تحدد التوجهات العالمية وتقود التغييرات المتسارعة نمو المجتمعات والدول”. وقال داليو في حديثه مع معالي محمد القرقاوي: "إن الدول الرابحة هي تلك التي تبتعد عن الصراع، وتنتهج خط السلام والتعاون عوضاً عن الحروب والخلاف على السلطة ومركزية القرار." كما تطرق داليو في معرض كلامه إلى أهمية التعليم باعتباره الخطوة الأساس التي تنطلق منها الدول والمجتمعات نحو تعزيز قدرتها على الابتكار والتطور التكنولوجي، وتحقيق المزيد من التقدم والنجاح في مختلف المجالات، وبالتالي ترسيخ قدرة العملة الوطنية والاحتياطي النقدي لديها. - مل -
مشاركة :