الشارقة في 15 فبراير / وام / ظلت دراسة الفلك واستكشاف الفضاء على مر العصور من أكثر الميادين التي انعكس فيها شغف الإنسان وفضوله لكشف أسرار الوجود ومعرفة موقع البشر من الكون . لذا شكلت صور التلسكوبات وما تلتقطه الرحلات الفضائية للمجرات والنجوم البعيدة مادةً علمية وفنية جاذبة لقطاع واسع من المتخصصين وحتى الجمهور من الطلاب والأطفال وهو ما بدا واضحا في المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر2023" عبر الحضور الواسع لهذا الموضوع الذي خٌصص جزءاً رئيسياً من فعاليات المهرجان ومعارضه لعلوم الفضاء والفلك. فقد شهد المهرجان عدداً من الجلسات الحوارية لخبراء ومصورين متخصصين في توثيق الرحلات الفضائية أو التقاط الصور الفلكية الأرضية سواء من المتعاونين مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أو حتى الباحثين الإماراتيين. و عكس برنامج اكسبوجر المقام حاليا في مركز إكسبو الشارقة جانباً من اهتمام دولة الإمارات ونشاطها المتزايد في الجهود العلمية والتقنية لاستكشاف الفضاء عبر إطلاق الأقمار الاصطناعية أو حتى المراصد والمرافق البحثية والأكاديمية. ومن بين معارضه المتعددة التي شملت مختلف أنماط التصوير احتل جزءا كبيرا من قاعات المهرجان عدد من المعارض المختصة بالصور الفضائية صممت بطريقة لافتة للزوار وعكست في طابعها معالم بصرية من الصخور الاصطناعية ومجسمات الكواكب والإضاءة المناسبة التي أدخلت الزوار في أجواء الرحلات الفضائية . فيما حملت المعارض توقيع المصورين آندي سوندرز وجون أنغرسون ودان وينترز الذين قدموا عرضاً واسعاً وغنياً بالاكتشافات العلمية مع التركيز على الجهود المضنية لرواد الفضاء خلال تحضيراتهم وتدريباتهم للمشاركة في بعثاتٍ هامة شكلت معرفة البشر حول الكون ومجراته. وعلى الصعيد الوطني احتضن "اكسبوجر" بين أجنحته ومنصاته جناحين لاستعراض الجهود الإماراتية في استكشاف الفضاء حيث شاركت "أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك" بشكل متميز في المهرجان عارضةً في جناحها الأقسام المختلفة لها من المراصد وقسم البحوث والقبة الفضائية بهدف الوصول إلى جمهور أوسع من المهتمين وإشباع شغفهم بالفلك خاصة الطلاب والأطفال وتعريفهم بأبرز نشاطات المركز التي كان آخرها إطلاق القمر الاصطناعي "الشارقة سات 1" الذي أطلق بالتعاون مع شركة "سبيس إكس" مطلع العام الجاري لأخذ صور دقيقة للأرض ودراسة أشعة الشمس في النطاق السيني إضافة إلى التعريف باستعدادات الأكاديمية لإطلاق "الشارقة سات 2" والهادف إلى مراقبة تغيرات كوكب الأرض وتزويد الجهات الحكومية بالبيانات المطلوبة ووضع نظام إنذار مبكر لتجنب تأثيرات الظواهر البيئية المفاجئة. كما شاركت في المهرجان "جمعية الإمارات للفلك" بهدف عرض الطاقات المحلية المتألقة في التصوير الفلكي والتعريف بأنشطة الجمعية ودعمها للهواة والمتخصصين بالأجهزة والمعدات المطلوبة إلى جانب الورش والمحاضرات العلمية والرحلات الخارجية بغرض التصوير الفلكي فيما عرض الجناح نماذج فريدة ضمت صوراً لشهب التوأميات ومجرة أندروميدا إضافة إلى نجوم الثريا وذراع درب التبانة التي التقطها أعضاء الجمعية من سماء دولة الإمارات في عرض مميز لا يكتفي بتبسيط مبادئ التصوير الفلكي والمراقبة العينية للفضاء الخارجي بل فتح المجال لكل الراغبين من الهواة والطلاب في دخول مجال الفلك.
مشاركة :