مركز الملك سلمان جسر الإغاثة العالمي - ميسون أبو بكر

  • 2/17/2023
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الإعلام اليوم بقنواته المختلفة الرسمية وشبكات التواصل الاجتماعي أكد أن العالم قرية صغيرة وأن الخبر كسرعة الضوء يصل من أولها لأقصاها، وقد أفلحت عين الكاميرا في جهاز الجوال بيد سكان الكرة الأرضية أن تنقل الحدث صورةً وصوتاً، بتفاوت الدقة والمصداقية. زلزال تركيا وسوريا الأخير هزَّ مشاعر العالم سواء بالعدد الكبير لضحايا الزلزال والذي بلغ أكثر من ثلاثين ألف أو أولئك الذين لم تستطع فرق الإنقاذ انتشال جثثهم من تحت الأنقاض والذين بقي أنين أصواتهم يتردد في المكان. المأساة الإنسانية فادحة والعالم يتحول إلى خارطة لجسد يئن بعضها تحت الأنقاض والبعض الآخر يشاهد ما يحدث ويتفاعل ويتبرع للمساعدة كل حسب قدراته في سيمفونية إنسانية علت على كل الاعتبارات الأخرى. مركز الملك سلمان للإغاثة مد جسوره الجوية والبرية كعادته في مثل هذه الكوارث الطبيعية وما أجمل أن تخفف تلك المساعدات آلام الناجين فتلم شملهم في خيام خصصت لمن تهاوت منازلهم ثم تدفئ برد الشتاء القارص وتسد رمق جوعهم وتداوي جريحهم، لقد رأينا المساعدات وفي سباق مع الزمن تعبر الحدود السورية وتصل مباشرة إلى المتضررين، وفي خطوة رائعة رافق تلك المساعدات بعض المؤثِّرين من أفراد سعوديين تابعنا سناباتهم ومواقعهم على تويتر فخفف من حزننا وصول تبرعاتنا عبر أيدي آمنة للمتضررين. المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وهي رائدة في العمل الخيري والإنساني وسباقة لذلك كما إن علاقاتها وثقلها السياسي في العالم يسهل من مهامها الإنسانية، فرأينا وصول المساعدات إلى قلب مناطق الكوارث بينما كانت شاحنات مساعدات أخرى تنتظر ولم تعبر الحدود، والزمن كان كفيلاً بكشف شبكات ومنظمات وأفراد لطالما استغلوا مشاعر الناس وعزفوا على جراحات المنكوبين فآلت التبرعات لأرصدتهم البنكية وأن تصل لمستحقيها لذلك كانت منصة إحسان ومركز الملك سلمان للإغاثة هو الجهة الآمنة والمخولة لجمع تبرعات اطمأن أصحابها أن أجرها ينتظرهم. على إذاعة أورينت الفرنسية قرأ مذيع النشرة قيمة التبرعات التي جمعت لسوريا وبينما لم تتجاوز تبرعات إحدى الدول الأوروبية أربعة ملايين يورو وصلت التبرعات السعودية الشعبية 51 مليون يورو في يومها الأول. هذا هو الشعب السعودي الذي تتلاشى الأمور الدنيوية والحدود السياسية أمام إنسانيته وكرمه وهو خلف قيادة عظيمة لم تتوان يوماً بكل الطرق أن تكون سباقة لإغاثة الملهوف. أتطلع بشوق لحضور منتدى الرياض الدولي الإنساني الثالث والمشاركة في ندواته التي ضمت أسماء منظمات إنسانية وحكومات وأفراد فاعلين في المشهد الإنساني بتنظيم مركز الملك سلمان للإغاثة الذي واكب في سياسته رؤية المملكة في وضع نشاطاتها على خارطة العالم والشراكات العالمية في سعي حثيث لتحقيق الرؤية.

مشاركة :