رويترز - تناقصت عمليات الإنقاذ في تركيا بعد مرور نحو 10 أيام على الزلزال الذي ضرب جنوب البلاد وشمال غربي سوريا، حيث وردت أنباء الخميس عن إنقاذ ناجيتين بعد مرور 248 ساعة من وقوع الزلزال ولم يعلن عن أي عملية أخرى بعد ذلك. وفي سوريا، يقول رجال الإنقاذ إنه لم يتم العثور على أي شخص على قيد الحياة هناك منذ 9/ فبراير، في حين تتحدث الأمم المتحدة عن مرور 119 شاحنة تابعة لها عبر معبري باب الهوى وباب السلام إلى مناطق الشمال منذ الزلزال. أفادت أنباء بإنقاذ ناجيتين من تحت الأنقاض في تركيا الخميس بعد مرور أكثر من 10 أيام على وقوع الزلزال المدمر، لكن عمليات الإنقاذ هذه أصبحت نادرة بما يفسح المجال للحزن والغضب مع تلاشي الأمل في العثور على مزيد من الناجين. وقالت محطة "تي آر تي خبر" إنه تم إنقاذ فتاة عمرها 17 عاما في إقليم كهرمان مرعش في جنوب شرق تركيا بعد 248 ساعة من وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات، ووقع في جنح الليل في السادس من فبراير. وبعد 10 ساعات من إنقاذ الفتاة، تمكنت فرق الإنقاذ كذلك من إخراج امرأة أخرى على قيد الحياة، تدعى نسليهان كيليتش. وقال شقيق زوجها: "أعددنا مدفنا لها وطلبنا من عمال الإنقاذ التوقف عن الحفر لأننا كنا نخشى أن يمزقوا الجثث المتبقية تحت الأنقاض. وبعد لحظات، سمعنا صوتها من تحت أنقاض المبنى". ولا يزال زوج كيليتش وطفلاهما في عداد المفقودين. وقالت السلطات إن عدد من قتلوا في أسوأ زلزال يضرب تركيا في تاريخها الحديث ارتفع إلى 36187 على الأقل. وفي سوريا، التي أضاف الزلزال فيها للأزمة الإنسانية بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من 11 عاما، بلغ عدد القتلى المسجل حتى الآن 5800 وهو عدد لم يطرأ عليه تغير يذكر في الأيام الماضية. وتكثف وكالات الإغاثة الدولية جهودها لمساعدة الملايين الذين تركوا بلا مأوى، وكثير منهم ينامون في الخيام أو المساجد أو المدارس أو في سياراتهم الخاصة. وناشدت الأمم المتحدة الخميس العالم جمع أكثر من مليار دولار لمساعدة لعملية الإغاثة التركية. جاء ذلك بعد يومين فقط من مناشدتها لجمع 400 مليون دولار للسوريين. وقال الرئيس السوري بشار الأسد في أول كلمة له ينقلها التلفزيون منذ وقوع الزلزال إن مواجهة كارثة الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي تتطلب موارد تزيد كثيرا على إمكانيات الحكومة. ولم تذكر تركيا ولا سوريا عدد الذين ما زالوا في عداد المفقودين. وقال مارتن غريفيث منسق الأمم المتحدة للمساعدات الذي زار تركيا الأسبوع الماضي إن المواطنين "يعانون حزنا لا يوصف"، مضيفا: "يجب أن نقف معهم في أحلك أوقاتهم ونضمن حصولهم على الدعم الذي يحتاجون إليه". وعلى الرغم من العثور على عدد من الناجين في تركيا الأربعاء إلا أن تقارير عمليات الإنقاذ المماثلة باتت متباعدة. ويتزايد الغضب وسط العائلات التي ما زالت تنتظر خروج ذويهم المفقودين بسبب ما يرون أنه ممارسات بناء فاسدة وتطويرا حضريا معيبا بشدة نتج عنه انهيار آلاف المنازل والشركات. ووعدت تركيا بالتحقيق مع أي شخص يشتبه في مسؤوليته عن انهيار المباني وأمرت باحتجاز أكثر من 100 مشتبه بهم، بينهم مطورون. قوافل المساعدات عبر الحدود في سوريا، ضرب الزلزال منطقة ممزقة دمرتها 12 عاما من الحرب الأهلية. وتقول الحكومة السورية إن عدد القتلى في الأراضي الخاضعة لسيطرتها بلغ 1414. وقالت تقارير إن أكثر من 4 آلاف شخص لقوا حتفهم في الشمال الغربي الخاضع لسيطرة المعارضة، لكن رجال الإنقاذ يقولون إنه لم يتم العثور على أي شخص على قيد الحياة هناك منذ 9 فبراير. وأعاق الصراع في سوريا جهود الإغاثة في شمال غرب البلاد ويشعر الكثيرون هناك بالتخلي عنهم بينما تتجه المساعدات إلى أجزاء أخرى من المنطقة المنكوبة المترامية الأطراف. وانقطعت شحنات المساعدات من تركيا بالكامل في أعقاب الزلزال مباشرة، عندما تم إغلاق طريق تستخدمه الأمم المتحدة مؤقتا. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وافق الرئيس السوري بشار الأسد على فتح معبرين إضافيين للمساعدة بعد أكثر من أسبوع من الزلزال. وطلبت منه منظمة الصحة العالمية الموافقة على فتح المزيد من نقاط العبور. وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز إنه حتى الخميس مرت 119 شاحنة تابعة للأمم المتحدة عبر معبري باب الهوى وباب السلام منذ الزلزال. وقدر بنك "جيه بي مورغان" الأمريكي أن الكلفة المباشرة للدمار الذي لحق بالأبنية في تركيا قد تعادل 2.5 % من نمو الناتج المحلي أو 25 مليار دولار.
مشاركة :