ورأى زيلينيسكي في كلمته أن "الثقافة والسينما لا يمكن أن تكونا خارج السياسة، عندما تكون سياسة اعتداء وجرائم جماعية وقتل وإرهاب (...) وسياسة حرب شاملة كما هي حرب روسيا" ضد أوكرانيا. وزيلينسكي حاضر بقوة في فيلم "سوبر باور" (Superpower) للممثل والمخرج شون بِن، وهو وثائقي رافق زيلينسكي من كثب في بدايات الحرب قبل نحو عام. واعتبر الرئيس الأوكراني، وهو ممثل سابق، أن "من غير الممكن أن يكون الفن محايداً" في هذه المرحلة، ورأى أن "الثقافة تكون مساهمة في الشر إذا بقيت صامتة"، وشكر للمهرجان الألماني إدراجه عددا من الأفلام الأوكرانية ضمن برنامجه، وأعاد طلاء "الدب الذهبي". بالأصفر والأزرق، وهما لونا علم أوكرانيا. ومن على منصة المهرجان، لاحظ شون بن العائد من كييف، وبدا متأثراً، أن الحالة الذهنية للأوكرانيين "لم تتغير" منذ الغزو، بل "تعززت إرادتهم". وأضاف أن في أوكرانيا "تضامناً غير عادي ووحدة غير ينبغي أن يكونا مصدر إلهام للجميع". وسبق لزيلينسكي الذي وصفته الممثلة الأميركية آن هاثاواي الخميس بأنه "بطل هذا العصر"، أن حضّ الوسط السينمائي في افتتاح مهرجان كان السينمائي الأخير على دعم أوكرانيا، وتؤدي هاثاواي دور البطولة في فيلم "شي كايم تو مي" (She Came to Me) لريبيكا ميلر الذي افتُتِح به المهرجان، ويضمَ مجموعة من النجوم، كبيتر دينكلدج، أحد الممثلين الرئيسيين في مسلسل "غايم أوف ثرونز"، بالإضافة إلى ماريزا توماي التي شاركت في عدد من أفلام "مارفل". "عالم ينهار" وشكرت هاثاواي لمهرجان برلين "إعطاءه الجميع فرصة إعطاء الرسالة المتعلقة بأوكرانياً حجماً أكبر هو الرغبة شبه العالمية في السلام". أما رئيسة لجنة التحكيم الممثلة كريستن ستيوارت فاعتبرت خلال المؤتمر الصحافي الافتتاحي في برلين صباح الخميس أن "عرض أشياء رائعة فرصة كبيرة (...) في مواجهة انهيار العالم من حولنا". وفي هذا السياق، اخترق ناشطان مناخيان الحواجز الحديدية الفاصلة خلال حفلة الافتتاح وألصق كل منهما إحدى يديه على السجادة الحمراء بالغراء. وطالب هذان الناشطان أسوة بناشطين آخرين سبق أن نفذوا تحركات مماثلة خلال الأشهر الأخيرة في ألمانيا، "بمنع السباق نحو جحيم مناخي يقتل المليارات"، وفقاً لبيان. وباتت ستيوارت (32 عاماً) التي انتقلت من مسلسل "توايلايت" (Twilight) إلى السينما المستقلة، أصغر من تولى رئاسة لجنة التحكيم في تاريخ المهرجان الألماني، وهو الثالث من حيث الحجم في أوروبا، بعد مهرجانَي كان والبندقية. وتتألف اللجنة التي تترأسها ستيورات بمعظمها من النساء، بينهن الممثلة الفرنسية الإيرانية الأصل غولشيفته فرحاني (من أبرز أفلامها الهوليوودية "باترسون") والمخرجة الإسبانية كارلا سيمون التي نال فيلمها "ألكاراس" جائزة الدب الذهبي العام الفائت. واعتبرت فرحاني أن لوجودها في برلين "المدينة التي سقط جدارها، دلالة رمزية كبيرة" في عالم يقوم فيه حالياً جدار آخر ضد الحرية، في إشارة إلى أوكرانيا وكذلك إلى بلدها إيران. وسيكون موضوع إيران التي أُطلق فيها أخيراً سراح المخرج جعفر بناهي بكفالة بعدما أمضى سبعة أشهر في السجن، حاضراً بقوة أيضاً في مهرجان برلين الذي يشدد مسؤولوه على كونه منبراً للفنانين المعارضين. وستقام السبت وقفة تضامنية رمزية مع الإيرانيين على درج المهرجان. وأُدرج عدد من الأفلام عن إيران في الفئات الموازية للمسابقة الرسمية، فيما تتناول حلقات نقاشية تطورات الحركة الاحتجاجية ضد النظام التي اندلعت في أيلول/سبتمبر الفائت. وتتجه الأنظار إلى النجوم العائدين إلى المهرجان بعد غياب قسري فرضته قيود جائحة كوفيد الصحية خلال السنوات الأخيرة. ويحضر المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ لمواكبة عرض فيلمه الجديد "ذي فايبلمانز" (The Fabelmans) الذي يتناول سيرته الذاتية، وسيحصل على جائزة الدب الذهبي الفخرية عن مجمل مسيرته التي طبع خلالها تاريخ السينما بأفلامه، من "جوز" (Jaws) إلى "إي تي" (E.T).
مشاركة :