دفعت السيولة المفاجئة التي دخلت قطاع التأمين، مؤشر السوق المالية السعودية TASI إلى تجاوز قمة 8408 نقاط، التي اصطدم بها المؤشر في قمتين متتاليتين، أولاهما في الـ 18 من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والثانية في الـ 11 من كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وفي تداولات الأسبوع الماضي، زادت قيمة التداولات الأسبوعية إلى 29.5 مليار ريال، مرتفعة على المستوى الأسبوعي بنسبة 31 في المائة، مقارنة بالأسبوع السابق. وكان النصيب الأكبر من هذه التداولات، لقطاع التأمين، الذي احتل 28.7 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعية، مقارنة بـ 8.7 في المائة فقط في الأسبوع السابق، أدّت هذه الزيادة إلى دفع مؤشر TASI، إلى اختراق مقاومة 8408 نقاط، ليصل المؤشر إلى قمة سنوية جديدة، عند مستوى 8509 نقاط، بارتفاع أسبوعي بلغت نسبته 1.5 في المائة، مقارنة بإغلاق مؤشر TASI في الأسبوع السابق، عند مستوى 8387 نقاط. وكان قطاع التأمين، القطاع الأكثر ارتفاعا في تداولات الأسبوع الماضي، حيث ارتفع مؤشره بنسبة 6 في المائة، فيما جاء ارتفاع مؤشري قطاعي "المصارف" و"البتروكيماويات" بنسبة 2.3 في المائة، أما قطاع الزراعة، فكان ثاني القطاعات ارتفاعا، بنسبة 2.8 في المائة. أما القطاعات المتراجعة في تداولات الأسبوع الماضي، فكانت قطاع الأسمنت بنسبة 1.5 في المائة، وقطاع الاتصالات بنسبة 0.75 في المائة، وقطاع شركات الاستثمار المتعدد بنسبة 0.7 في المائة، وقطاع النقل بنسبة 1 في المائة. وبتحليل قيمة التداولات الأسبوعية، التي بلغت 29.5 مليار ريال، مرتفعة عن قيمة تداولات الأسبوع السابق، بنسبة 31 في المائة؛ يظهر توجه الزيادة نحو قطاع التأمين، الذي بلغت حصته 28.7 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعي. وحافظ قطاع المصارف على نصيبه المرتفع، عند 11.5 في المائة، وكذلك قطاع البتروكيماويات، الذي بلغت حصته من تداولات الأسبوع الماضي 20.7 في المائة. ومن اللافت، تراجع نصيب قطاع التطوير العقاري إلى 6.8 في المائة، مقارنة بمُعدّله السنوي البالغ 10.9 في المائة، كما يُظهر تحليل قيمة التداولات، خروج السيولة من قطاع الأسمنت الذي بلغ مُعدّله السنوي من قيمة التداولات، 6.5 في المائة، وتراجع في الأسبوع الماضي إلى 2.9 في المائة. والحال نفسها في قطاع الاستثمار المتعدد، الذي بلغت حصته من تداولات الأسبوع الماضي 3 في المائة، وقطاع التشييد والبناء، الذي بلغت حصته 3.9 في المائة، وقطاع الاستثمار الصناعي، الذي بلغت حصته 4.2 في المائة. ومن خلال قراءة تحليل قيمة التداولات، فإن ما حدث في تداولات الأسبوع الماضي، قد يكون مقلقا فنيا، ولا يمكن الاعتماد عليه في توقعات استمرار مؤشر TASI في المسار الصاعد، فالسيولة السريعة في دخولها، هي السيولة السريعة في خروجها. فنيا، لا يزال مؤشر السوق TASI في وضع إيجابي، بالإغلاق فوق متوسطاته الأسية المتحركة، 50 يوما، عند مستوى 8250 نقطة، ومتوسط 200 يوم عند مستوى 7795 نقطة، ولا يزال ترتيب متوسطات السوق المتحركة إيجابيا، بإغلاق متوسط 50 يوما فوق متوسط 200 يوم. القراءة الفنية لمؤشر البولنجر Bollinger، تشير إلى توقع دفع المضاربة مؤشر TASI لمزيد من الصعود، إذا استمرت سيولة المضاربة في الوجود بالسوق، كما حدث في تداولات الأسبوع الماضي، الذي زادت فيه قيمة التداولات بشكل مفاجئ، بنسبة 31 في المائة على المستوى الأسبوعي. وفي الأسبوع الماضي، قفز قطاع التأمين من 9.2 في المائة، في بداية تداولات كانون الأول (ديسمبر) الجاري، إلى 28.7 في المائة من قيمة تداولات الأسبوع الماضي، وارتفعت قيمة تداولات قطاع التأمين، من 420 مليون ريال يوميا، إلى 1.7 مليار ريال يوميا. ويظهر أثر هذه السيولة، في دفع مؤشر TASI إلى تجاوز مقاومة وقمة 8408 نقاط، التي قاومت المؤشر في منتصف تداولات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ومطلع تداولات كانون الأول (ديسمبر) الجاري، واستطاع مؤشر TASI اختراق مقاومة مؤشر البولنجر Bollinger، عند مستوى 8490 نقطة، وصولا إلى قمة سنوية جديدة عند مستوى 8509 نقاط، وهي مستويات السوق في عام 2008م. ومن المتوقع في التداولات القادمة، إذا استمرت سيولة المضاربة بالوجود في السوق، أن يصعد المؤشر نحو مقاومة المؤشر في آب (أغسطس) 2008م عند مستويات 8950 نقطة. ويشترط لبلوغ المؤشر هذه القمة، بقاء مستويات السيولة فوق مُعدّلها السنوي، المُقدّر 5.7 مليار ريال يوميا، ونجاح مستوى 8408 نقاط في دعم المؤشر، في حالة العودة إليها، كما تشير القراءة الفنية لمؤشر ستوكاتيك Stochastic Oscillator، ومؤشر وليام Williams %R . أما مؤشرا القوة النسبية RSI، وتدفق السيولة MFI، فتؤكد قراءتهما قراءة مؤشري ستوكاتيك Stochastic Oscillator، ووليام Williams %R، حيث يقتربان من مستويات مقاومة في هذين المؤشرين، وبخاصة مؤشر القوة النسبية RSI، الذي يقترب من مستوى 70، وهو مستوى الخطر في هذا المؤشر. لذا، على المتداول متابعة السيولة في التداولات المقبلة، خاصة في قطاع التأمين، المتجه للمضاربة، والاستعداد للخروج إذا تراجع مؤشر TASI، وكسر هبوطاً دعم 8408 نقاط. والمتداول الناجح، الذي ينجح في تحديد نقاط وقف الخسارة، يحتاج لتعزيز نجاحه بتحديد مستويات مستهدفة للبيع وجني الأرباح. وفي حال تراجع مستويات السيولة إلى ما دون خمسة مليارات ريال يوميا؛ فإن التوقعات لا تزال قائمة بعودة المؤشر إلى المسار الهابط، نحو نقطة دعم، متوسط السوق للـ 50 يوما، عند مستوى 8250 نقطة، وهي نقطة وقف الخسارة المُرشّحة في تداولات الأسبوع الجاري.
مشاركة :