تشهد الرياض في الثاني عشر من شعبان 1444هـ الموافق الرابع من مارس 2023 م انطلاق فعاليات المؤتمر الطبي الفقهي لمستجدات تقنية مساعدة الإنجاب والفحص الوراثي قبل إرجاع الأجنة وأخلاقياتها والذي دعت إليه الجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية ، وذلك تحت رعاية معالي فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور صالح بن عبدالله بن محمد بن حميد . وأوضحت إستشاري نساء وتوليد عقم ومساعدة الإنجاب -; علم الوراثة التناسلية واخلاقيته عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية رئيس المؤتمر الدكتورة حنان بنت علي سلطان ، أنه يشارك في المؤتمر نخبة متميزة من الأطباء المختصين في علاج العقم وتقنية مساعدة الإنجاب وعلم الوراثة والجينات وطب التخدير والعناية الحرجة والاعصاب ومختصين في الأخلاقيات الطبية الحيوية ومستشارون في القانون من خلال 34 ورقة عمل ، كما يزدان المؤتمر ويتوج بمشاركة العلماء والمشايخ أصحاب المعالي والفضيلة من هيئة كبار العلماء والمجامع الفقهية ليثروا النقاش بعلمهم الغزير في إستخلاص الأحكام الفقهية لهذه النوازل. وتابعت : أن اللقاء يناقش عدة محاور منها: الاحكام الشرعية لتلقيح ببيضات الزوجة من نطاف الزوج الميت دماغياً وإرجاع الأجنة التي جُمدت قبل الوفاة الدماغية ، اختيار جنس الجنين في ضوء التطور الطبي والتقني وأثر الحالة الإجتماعية على الحكم ، اختيار الجنين في تقنية مساعدة الإنجاب المطابق لأنسجة أخيه الحي المريض لإستعماله لاحقاً في عملية زرع النخاع الشوكي (الأخ المنقذ) أو الإنتفاع من الخلايا الجذعية الجنينة في علاج الأخ المريض ، وتوظيف التشخيص الجيني في اختيار الأجنة الراجعة إلى الرحم في تفنية مساعدة الإنجاب بهدف الوقاية من الأمراض الوراثية والسرطانات ذات الإستعداد الوراثي والأمراض متأخرة الظهور ونحوها ، وتجميد البييضات للمحافظة على الإنجاب لحالات اجتماعية كتأخر الزواج, و تجميد الحيامن المنوية لأسباب طبية كمرض السرطان أو علاجية للإستعمال في تقنيات مساعدة الإنجاب أو الفحص الوراثي للأجنة. ونوهت أن المستهدفون من اللقاء هم الممارسون الصحيون وأطباء النساء والولادة خاصة و أطباء علم الوراثة و العاملون بوحدات الإخصاب و طب الأورام، القانونيون والمهتمون بالأخلاقيات الطبية الحيوية وخاصة العاملون في وحدات الإخصاب وتقنيات مساعدة الإنجاب والجينات البشرية ، الفقهاء والباحثون في الفقه الطبي عامة ونوازله خاصة. وأكدت د.حنان أن التطورات والقفزات العلمية الهائلة في هذه التقنيات وإنطلاق مشروع الجينوم البشري في تسعينات القرن العشرين واستكماله في أبريل ۲۰۰۳م، وتطوير طرق الفحص الجيني الوراثي للأجنة قبل إرجاعها للرحم ساهمت في التوسع في مجالات ونطاق إستخدامات تقنيات مساعدة الإنجاب والفحص الوراثي للأجنة في العالم لتشمل علاج حالات غير العقم مثل : الوقاية من الأمراض الوراثية ذات إضطرابات الجين الواحد مثل الثلاسيميا وفقر الدم المنجلية ، ثم الوقاية وعلاج بعض الأمراض المزمنة والسرطانات ذات الاستعداد الوراثي ، كما أنه وعلى مدى أكثر من ثلاثون عاماً واكب هذا التطور العلمي صدور العديد من القرارات والفتاوى من المجامع الفقهية والهيئات العلمية الشرعية في أحكام علاج العقم بتقنيات مساعدة الإنجاب والتشخيص الوراثي واختيار جنس المولود وتجميد البييضات في حالات السرطانات النسائية والتي صاحبت هذه التطورات العلمية إلّا أن بعض المستجدات والنوازل لم تصدر فتاوى بعد فيها الامر الذي استوجب عقد هذا المؤتمر لمناقشتها وإصدار الرؤية الفقهية تمهيداً لعرضها على المجامع الفقهية لإصدار الفتوى الشرعية فيها.
مشاركة :