ميونيخ - توعدت إسرائيل اليوم الجمعة باستعمال كل الوسائل الممكنة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مطالبة المجتمع الدولي بفعل المزيد لمنع طهران من نشر أسلحة متطورة، في تصعيد جديد من جانب الدولة العبرية التي تتخوف من البرنامج النووي الإيراني وتتوجس من اقتراب الجمهورية الإسلامية من صناعة أول قنبلة نووية. ويأتي هذا الموقف بعد وصول محادثات إحياء الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 بين إيران والقوى العالمية إلى طريق مسدود. وتتهم دول غربية إيران بتقديم مطالب غير معقولة بعدما بدا أن جميع الأطراف على وشك التوصل إلى اتفاق، لكن مع عدم وجود انفراجة في الأفق، واصلت طهران تطوير برنامجها النووي. وتطالب إسرائيل التي تتهم بالتورط في عمليات تخريب طالت مواقع نووية إيرانية بضمانات لأمنها في أي اتفاق نووي مستقبلي بين طهران والقوى الكبرى، فيما يُعتقد على نطاق واسع أن الدولة العبرية لديها ترسانة نووية، غير أنها لا تؤكد ذلك أو تنفيه. وانتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران هذا الشهر على خلفية إجراء تعديل لم تعلن عنه في الربط بين مجموعتين من الأجهزة المتطورة التي تخصب اليورانيوم لنسبة نقاء تصل إلى 60 في المئة أي ما يقترب من النسبة اللازمة لتصنيع الأسلحة، في منشأة فوردو. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت خلال فعالية على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن حضرها أيضا مسؤولون من الإمارات والبحرين "عندما نتحدث عن منع إيران من الحصول على سلاح نووي يجب أن نطرح كل الوسائل الممكنة، أكرر جميع الوسائل الممكنة، على الطاولة". وأضاف أن إيران توسع انتشار أسلحتها إلى خارج المنطقة على الرغم من وجود حظر يستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويشمل قيودا على الصواريخ والتقنيات ذات الصلة وكذلك تصدير وشراء الأنظمة العسكرية المتطورة. وتابع "إيران تجري حاليا مناقشات لبيع أسلحة متطورة بما في ذلك طائرات مسيرة وذخيرة دقيقة التوجيه إلى ما لا يقل عن 50 دولة"، مستشهدا بكل من روسيا البيضاء وفنزويلا، قائلا "يجب على المجتمع الدولي إيجاد بديل فعال للحظر الذي يحتضر.. آلية عملية للردع والعواقب". وحد اتفاق 2015 من برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم وقلص قدرتها على تطوير أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات الدولية، فيما تقول طهران إنها تعمل على تطوير الطاقة النووية لأسباب سلمية. وبعد قمع النظام الإيراني للمتظاهرين وبيع طائرات مسيرة لروسيا في حربها مع أوكرانيا زاد التوتر مع القوى الغربية التي تقول إن طهران تنتهك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وتشنّ إسرائيل حملة دبلوماسية واستخباراتية مكثّفة في محاولة لإقناع الغربيين بعدم إحياء الاتفاق المبرم بينهم وبين الجمهورية الإسلامية في 2015 والذي أصبح في حكم الميت منذ انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا في 2018. وأكدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لبيد في تصريح سابق أنّه حصل من الرئيس الأميركي جو بايدن على الضوء الأخضر لكي تفعل الدولة العبرية "كلّ ما تراه مناسبا" لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. وفي حين يسعى بايدن إلى إحياء الاتفاق، فإنّ إسرائيل التي تُعتبر القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط تعهّدت ببذل كلّ ما في وسعها لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية.
مشاركة :