أكد مفتي لبنان، أمس الجمعة، أن الكل يشكو اليوم من غياب رئيس الجمهورية، لكن نصف الشاكين على الأقل هم الذين منعوا ويمنعون انتخابه. بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، وجه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، رسالة إلى اللبنانيين، قال فيها، "من أجل المواطنة والعيش معا، وهما مناط بقاء الإنسان والأوطان، علينا الالتفات الدقيق، والاهتمام العميق بما يجري بالذات على المواطنة وعلى العيش المشترك". واستطرد قائلًا: فكل خدمات الدولة الوطنية وميزاتها سقطت في الأعوام الثلاثة الأخيرة، ولا نجد أحدًا من المسؤولين الرسميين يعمل على الصمود أو الاستعادة. تابع المفتي دريان: يشكو اليوم الجميع من غياب رئيس الجمهورية؛ ولا جمهورية دون رئيس، لكن نصف الشاكين على الأقل هم الذين منعوا ويمنعون انتخاب الرئيس، لا شيء إلا لأنهم يريدون مرشحيهم وليس غيرهم للرئاسة، وهم مستعدون لهلاك الوطن أو إهلاكه إن لم يلب مطلبهم الفظيع. وأضاف: عرفنا رؤساء من قبل انتهت مدتهم، فرفضوا التجديد والتمديد، وأعانوا بكل قواهم وصلاحياتهم على اختيار رئيس جديد، وللأسف أن الأمر لم يعد واردًا لأن الناس غير الناس. مفتي الجمهورية اللبنانية قال أيضًا: "ما عاد الأمر محتملًا، ولو كان لنا من الأمر شيء، لكنا نصحنا كما هو شأن العقلاء، ألا ينتخب أحد من هؤلاء الذين يجري التنازع على رؤوسهم ورقابهم". وتابع أن شؤون المواطنين والخدمات الضرورية لهم في منتهى السوء، فهذا ليس تعبيرًا بلاغيًا، بل هو الحقيقة الخالصة. وقال: لنتأمل في الودائع المحتجزة في البنوك، والكهرباء المقطوعة، والبرد القارس، وغلاء الطاقة، وخراب البنى التحتية. وزاد: لو سكت المسؤولون لكان نصف مصيبة، كما يقال، لكنهم لا يسكتون ولا يستطيعون أن يكونوا مفيدين. وحذرهم قائلا: نحن ننذركم أيها السياسيون أن صرخات المظلومين ستلاحقكم حتى قبوركم، فالأكفان بلا جيوب، تنتهي الأهواء، ويتعاظم الحساب، فهل تصدقون؟ لا أظنكم كذلك، فقد قست قلوبكم فهي كـ"الحجارة أو أشد قسوة".
مشاركة :