رفحاء (السعودية) - بين الزهور الأرجوانية النابتة في صحراء رفحاء، شمال شرق المملكة العربية السعودية، جلس المدرس المتقاعد محمد المطيري مع أصدقائه بالقرب من سيارتهم رباعية الدفع وخيمة، يتحدّثون عن دهشتهم من رؤية هذا المنظر في البلد المعروف بطقسه الحار. قال وهو يشير إلى السهول الممتدة على مسافات طويلة، إن هذه الأزهار وروائحها “تردّ الروح”، مضيفا “لا أحد يتوقع أن هذا المشهد في السعودية”. وبعد أن تساقطت الأمطار تساقطا غزيرا نمت نبتات الخزامى البرية بأعداد كبيرة جدا في هذا الموقع الصحراوي في شمال شرق السعودية، ما جعل المنطقة القاحلة تكتسي باللون الأرجواني وتجتذب هواة التخييم من المملكة وخارجها. وتزيّنت السهول والمرتفعات في مدينة رفحاء، الواقعة بالقرب من الحدود مع العراق، باللون الأرجواني الفاتح الذي تتميّز به نبتة الخزامى البرية. وتنمو هذه الزهرة العطرية التي تشبه السنبلة، وتحمل أزهارا أرجوانية صغيرة على سيقان طويلة، في المنطقة بعد موسم الأمطار. ويدفع المشهد الخلّاب والهواء العليل الكثير من السعوديين المولعين بالتخييم في الصحراء خلال الشتاء إلى شد الرّحال شمالا والتخييم في هذه الأجواء الباردة والعابقة برائحة الخزامى البرية. وقال رجل الأعمال السعودي ناصر الكرعاني إنّ هذه “الأجواء تُشعرني بالراحة النفسية”. وأضاف أنّ هذا “المشهد يستمر من 15 إلى 20 يوما في العام، ونأتي خصيصا للاستمتاع به”. وفي أرجاء المنطقة نصب الزوار خيامهم ووقفوا يطبخون الطعام في الهواء العليل، مستمتعين بالهدوء المطبق على المكان. ومنع السكان المحليون مرور الإبل في المنطقة حتى لا تلتهم الزهور اليافعة.