لبنان استعاد نشاطه الثقافي بعد 3 أعوام من وقف قسري سببه كورونا وانفجار مرفأ بيروت

  • 2/18/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشاهين الاخباري حدثان ميزا لبنان ثقافياً أولهما أنه أصبح ضمن فريق العمل على “المعجم التاريخي للغة العربية”، وثانيهما عودة المعرض العربي للكتاب في نسخته الـ 64 بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام بسبب كورونا وتداعيات انفجار مرفأ بيروت. ووفقا لبيان صحفي صادر عن النشرة الثقافية لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) عن تقرير للوكالة الوطنية للإعلام. فإن “المعجم التاريخي للغة العربية” مشروع وصل عدد مجلداته إلى 36 مجلداً تؤرخ لـ 9 أحرف من حروف اللغة العربية، يؤرخ مفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر 17 قرناً منذ عصر ما قبل الإسلام إلى العصر الحاضر. وانضم لبنان في العام 2022، بحسب التقرير، إلى عدد من الدول العربية التي تعمل على تنفيذ المشروع وتمثله السيدة الوحيدة بصفتها رئيسة مجمع اللغة العربية في لبنان الدكتورة سارة ضاهر. وفي غياب “مجمع للغة العربية” في لبنان على غرار سائر الدول العربية. اختيرت جمعية “بالعربية” لتمثله وهدفها الأساسي الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز مكانتها وتطوير الأدوات اللازمة لنشرها في المجتمع عموماً وبين الشباب خصوصاً والعمل على محو الأمية وخفض معدلاتها في لبنان إلى الصفر، وذلك من خلال تقديمها الخدمات التربوية والثقافية والاجتماعية. إن لبنان مشهود له بدوره في مجال المعاجم سواء مع ابراهيم اليازجي أو منير البعلبكي أو غيرهم، فاللغويون اللبنانيون الذين أغنوا المكتبات بالمؤلفات والمعاجم كثر، ويعتبر انضمامه إلى الفريق الذي يعمل على إنجاز المعجم أمر مهم للغاية. ويتألف فريق العمل من عدد من الاختصاصيين في اللغة العربية من حملة شهادة الدكتوراه عموماً، تم اختيارهم بعد أن خضعوا لدورات تدريبية من مجمع اللغة العربية في الشارقة. ويتم العمل حالياً على إعداد مشاريع عدة بالتعاون مع مجمع اللغة العربية في الشارقة. بهدف تعزيز اللغة العربية في لبنان وتمتين علاقة المجتمع معها عموماً، ما يَصْب في الهدف من فكرة إنشاء الجمعية. وذلك بعد إحصاءات ودراسات واستفتاءات سواء في الشركات والجامعات والمدارس والمؤسسات الإعلامية لإيجاد مكامن الخلل، وتوصل الفريق إلى خلاصة مفادها أنه على صعيد المدارس مثلا، ينفر بعض الطلاب من اللغة العربية بسبب مللهم خلال الحصة، فاللغة الفصحى موجودة في الكتب فقط، وهم يدرسونها ليمتحنوا فيها وليس لاستخدامها في حياتهم اليومية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. من هنا أتت فكرة تحضير اختبار كفاءة باللغة العربية محدد لنهاية كل مرحلة من المراحل التعليمية الأربعة، للتأكد من أن التلميذ اكتسب المهارات اللازمة لتحضير الدراسات. ووجد الفريق أن جزءاً أساسياً من مشكلة اللغة العربية، يكمن في أساتذة هذه المادة، إذ إن بعضهم يختار تدريسها كمهنة فقط وليس حبا بها، وبالتالي من لا يحب هذه المادة لا يستطيع أن ينقل حبه وشغفه بها إلى تلاميذه، فهو يؤدي واجبا فقط، وهو هنا لا يشعر بالانتماء إلى هذه المادة ولا بواجب تحديثها وتطويرها وترغيب التلاميذ بها. ما لاحظ الفريق وجود مشاكل عدة تواجه الموظفين الذين يستخدمون لغتين في وظائفهم، أبرزها الأخطاء اللغوية، لأنهم لا يتقنون اللغة العربية وابتعدوا عنها مع ابتعادهم عن مقاعد الدراسة، والمشكلة الثانية أنهم ينقلون الصياغة الغربية إلى اللغة العربية، ما يحدث خللا في تركيب الجمل. وفيما يتعلق بمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب؛ وبعد توقف دام 3 أعوام، بسبب جائحة كورونا وتداعيات انفجار مرفأ بيروت، افتتح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب أجنحته الثقافية عام 2022. وأكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال حفل الاحتفال أن “لبنان يعيش أزمة خانقة تركت انعكاساتها على مختلف القطاعات من دون أن تؤثر في عزيمة أبناء الشعب على الصمود والنهوض من جديد، وأن 64 عاما ومعرض الكتاب شاب لا يشيب. مثله مثل بيروت، المدينة التي احتضنت هذا المعرض ورعته سنوياً ليس كمناسبة للاطلاع فقط على أحدث المصنفات والإصدارات في الآداب والعلوم والفنون، بل كرسته مساحة تفاعل وإثراء معرفي”. وبحسب النادي الثقافي العربي الذي نظم المعرض بالشراكة مع نقابة اتحاد الناشرين في لبنان، فإن أكثر من 133 دار نشر شاركت في دورة 2022 مع حضور متميز لدور النشر المستوردة للكتب الفرنسية. وتنوعت الإصدارات المعروضة بين الرواية وكتب التاريخ والتراث والدستور وخطط التعافي الاقتصادي والأزمات المالية، كما وجه المعرض تحية وفاء لأعلام لبنانية وعربية بينها الراحل رياض نجيب الريس. رئيسة النادي الثقافي العربي سلوى السنيورة، اعتبرت أن المعرض “يؤكد في كل مناحيه أن للمثقف المستنير دوراً بارزاً في صوغ مصير الوطن، وأن العلم والفكر هما الشعلة المضيئة التي من شأنها إزالة السواد المقيت الذي يعيق جلاء الرؤية ويعطل المخيلة المبدعة. وسيبقى المعرض الحدث الثقافي والمعرفي الأبرز في لبنان مُخلدا جهود قافلة من الرواد الذين آمنوا برسالة النادي الثقافي العربي وتجلياتها على مدى عقود عبر فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب”. وضم المعرض نحو 24 نشاطا توزعت بين مناقشة كتب لإصدارات حديثة، وندوات تعنى بالتراث، وتكريم مجموعة من الأدباء الذين رحلوا وكانت لهم أياد بيضاء على الثقافة في لبنان، وأقيمت كذلك ندوات تناولت اللغة العربية والقضايا الراهنة في لبنان كالمسألة الاقتصادية، وخطط التعافي، وتقييم التعديلات التي أدخلت على الدستور بعد انتهاء الحرب اللبنانية في مطلع تسعينات القرن الـعشرين. وعلى صعيد المهرجانات، على غرار كل عام، انطلقت المهرجانات في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما مهرجانات بعلبك الدولية التي أحياها مغنون دوليون ومحليون، ومهرجانات بيت الدين، ومهرجان البستان الدولي، ومهرجانات جونية الدولية، اضافة إلى محطات ثقافية عدة كالمهرجان الدولي للتانغو وحفلات موسيقية كالجوقة الموسيقية لجامعة القديس يوسف. وبالنسبة إلى السينما، عادت تظاهرة “أيام بيروت السينمائية”. بدورتها الحادية عشرة، ضمن بيروت ومُدن لبنانية أُخرى، بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام، إذ نظمت النسخة الرابعة من “مهرجان ريف” الذي لم يقتصر على المشاركات اللبنانية المحلّية، بل سجّل حضوراً لعدد من الدول الأجنبية. وبالحديث عن السينما، لا بد من الإشارة إلى المخرج اللبناني أنطوني مرشاق الذي يعمل في مجال التلفزيون منذ 12 عامًا، وهو متخصّص في كتابة الأفلام الوثائقية وإخراجها، وكان فيلمه الوثائقي القصير “بيروت بعد الـ40″، مدته 25 دقيقة، قيد النظر للترشيح لجائزة الأوسكار عن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة، و بعد الأربعين أي بعد 40 يوماً على انفجار المرفأ، إذ روى فيه تجربته الشخصية بعد ثوانٍ من الانفجار، وتضمن الفيلم لقطات حصرية عرضت للمرة الأولى اتخذت عبر كاميرات المراقبة، كما تضمن شهادات منهم عاملون في المجال الطبي لُقّبوا بالأبطال لأنهم أنقذوا أرواح مصابين. وفاز الفيلم بتصويت الجمهور في مهرجان Marina del ray film festival 2022 في لوس أنجلوس، من بين أكثر من 400 فيلم شاركت في الحدث الأميركي علماً أن للمخرج نجاحات عالمية أخرى، إذ حصد “بيروت بعد الـ 40” 18 جائزة دوليّة حتى الآن. أما المسرح فقد شهد فعالية دولية من مدينة صور الجنوبية، شاركت فيها 17 دولة بعنوان “مهرجان تيرو الفني الدولي”، إضافة إلى العروض المسرحية على مسارح “دوار الشمس”، و”المدينة”، و”مونو”. وتبقى الثقافة التي تتغنى بها غالبية اللبنانيين متنفساً لهم في ظل اشتداد الأزمات السياسية والاقتصادية، علها تنسحب إلى سواها من الملفات، إذ لا موت لبلد يزخر بالطاقات ويتنفس حرية. بترا الوسوم الشاهين الاخباري لبنان

مشاركة :