الحرس الوطني، هذا الصرح الشامخ منذ تعيين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيسا له وهو يوليه جل اهتمامه، وقد شكل تعيينه، حفظه الله، منعطفا هاما في تاريخ الحرس الوطني، إذ بدأت الانطلاقة الكبرى، بانتقاله من مجرد وحدات تقليدية، من المجاهدين والمتطوعين وثكنات من الخيام، إلى مؤسسة حضارية كبرى وصرح عسكري شامخ، وشكل هذا الحدث نقطة تحول هامة في منظومة الحرس الوطني ونقلة نوعية بتحويله من قوات شبه عسكرية إلى قوات حديثة، في تجهيزها، وتدريبها. ومؤخرا أوكلت مهمة قيادة هذا الجهاز الحيوي لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي واصل ذات المسيرة الناجحة، وما يزال طموحه كبيرا بالوصول بهذا الصرح العملاق الى قوة ردع إضافية مع باقي القطاعات العسكرية الأخري، خاصة وأن مهمة الحرس الوطني الفعلية تتمثل في الدفاع عن أراضي وحدود المملكة والحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي وحماية المقدسات ومكتسبات وممتلكات الدولة. ولاء وفداء 4 كل من شاهد التدريب الأخير للحرس الوطني بالذخيرة الحية والذي أقيم تحت مسمى (ولاء وفداء 4) من الامراء والوزراء ورجال الاعلام، عاشوا لحظات حقيقية من ملحمة مستوحاة من واقع بيئتنا بكل تفاصيلها، فما نفذه الجنود في هذا التمرين كان بالفعل مفخرة للجميع تعكس مدى الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين بكافة القطاعات العسكرية ومنها الحرس الوطني والمتابعة الحثيثة والجهد الجبار من الأمير متعب بن عبدالله، وحرصه على البحث عن كل جديد من تقنيات العصر الحديث من النواحي العسكرية، وإدخال أنظمة ذات كفاءة عالية جدا، وكل ذلك تم أمام أعين الجميع، وكأني بهؤلاء الجنود يوجهون رسالة قوية للعالم أجمع (نحن جاهزون أيها الأعداء). سعادة على وجه النائب الثاني وعندما أعطى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمره ببدء التدريب، تحركت الآليات والقطع العسكرية المشاركة مع شرح موجز عن كل قطعة، حينها ظهرت على محيا النائب الثاني مشاعر الفخر والاعتزاز بما وصل إليه الحرس الوطني من تطور كبير هو نتاج ما غرسه خادم الحرمين الشريفين في رجاله الأوفياء من تفان وحب وولاء منقطع النظير لله ثم المليك والوطن. كان النائب الثاني يتبادل اطراف الحديث مع الأمير متعب بن عبدالله بابتسامته المعهودة، وهو يستمع بكل شغف لما يطرحه وزير الحرس الوطني.. وعند بدء المعركة الوهمية مع العدو المفترض، أمر القائد بدك حصونه وتدميره، فانهالت حمم القذائف مقرونة بدقة تصويب عالية جدا، مما يؤكد أن رجال الحرس الوطني وصلوا إلى مستويات متقدمة جدا في العلم ومحاكاة الأجهزه والمعدات التي أدخلت حديثا في هذا القطاع وجعلتهم أكثر براعة في القتال ودراسة خطط العدو ومباغتته. وبنهاية التمرين تقدم سمو النائب الثاني بخطوات العسكري الجسور مهنئا قادة العمليات بعد رجوعهم من المعركة المفترضة، ومغدقا عليهم كلمات الثناء والإطراء والمديح.. وكانت كلمات سموه لرجال الاعلام تأكيدا على مدى السعادة التي ارتسمت على محياه قبل ان ينطق بها لسانه، حفظه الله. بين القائد وجنده ويأبى الامير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني الا أن تكون كلماته التحفيزية والتشجيعية لرجال الحرس الوطني حاضرة، مرسخا مبدأ من مبادئ فن تعامل المسؤول مع من يعملون تحت قيادته، رغم أنه يرفض هذه الصفة ويحرص على أن يكون زميلا لهم مشاركا لهم فى أفراحهم وأتراحهم، ولا غرابة في ذلك فهو ابن عبدالله بن عبدالعزيز المعروف بحرصه على صلة الرحم والوفاء للأصدقاء وكل من عرفهم طول حياته. وما أن انتهى العرض غادر الجميع إلا قادة الحرس الوطني، وعندما هم سمو الامير متعب بركوب سيارته شاهدهم في وداعه فأبى إلا أن يقف ويصافحهم واحدا تلو الآخر وهو يشنف مسامعهم بكلمات معبرة «أنتم رجال تربيتم على المثل والقيم والمبادئ الانسانية، ولا غرابة في ذلك فقد سبقكم اباؤكم واجدادكم في ما جبلتم عليه، وما شاهدته اليوم في التدريب بالذخيرة الحية، وشاهده سمو النائب الثاني الذي أضفى حضوره على هذه المناسبة الشيء الكثير، فأنتم تثبتون هذه الحقيقة اليوم وكل يوم من خلال ما تقومون به من مهام توكل إليكم، وهو ما جعلني أشعر بمدى حرصكم وتفانيكم في التعامل مع كل ما يستجد في فن القتال، وما لمسته من حماس في نفوس كل رجال الحرس الوطني ضباطا وضباط صف وجنودا، لا يمكن وصفه، ولكني ومن خلال معايشتي لكم علمت أن بلدنا ولله الحمد تزخر بصفوة الرجال في أرض الحرمين الشريفين، ولقد شعرت كما هو الحال دائما أن التدريب والتعلم لكل ما تم إدخاله فى منظومة الحرس الوطني من أجهزة ومعدات حديثة، إنما تم بعزيمة الرجال وفطرة الذكاء الذي عرف به أبناء المملكة العربية السعودية». واختتم الأمير مقرن حديثه قائلا «من واجبي أن أشكركم وأن أقول لكم أنتم بإذن الله سلاح الوطن ودرعه الحصين، أنتم وزملاؤكم كل في قطاعع من يراهن عليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى عهده وسمو النائب الثاني، بارك الله فيكم، ومن هذا التطور الى الأفضل دائما بإذن الله.. وللأمانة أقول كفيتم ووفيتم».
مشاركة :